العائلات السكيكدية بين مطرقة الغلاء وسندان أذواق الأبناء

العائلات السكيكدية بين مطرقة الغلاء وسندان أذواق الأبناء
  • القراءات: 1681
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تشهد محلات بيع الملابس بمدينة سكيكدة مع اقتراب العد التنازلي لعيد الفطر المبارك توافدا قياسيا للعائلات خاصة بعد الإفطار، حيث تشهد الطرق والأرصفة حركة كثيفة للمواطنين لاسيما بالنسبة للراجلين المتوافدين على مختلف محلات بيع الألبسة والذين يكون أغلبهم مرفوقين بالأطفال وكلهم آمل في إيجاد ما يتناسب وجيوبهم من جهة وأذواق أبنائهم التي تكون في كثير من الأحيان مخالفة تماما لما يريده الآباء، فالأبناء دائما يرغبون في الأفضل والأجود من الماركات العالمية غير مكترثين بالأسعار، فيما تفضل بعض العائلات الميسورة الحال التوجه نحو المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة لاقتناء ما تحتاجه من ملابس من المجمع التجاري الجديد “ريتاج مول” حيث يشهد الطريق السيار الرابط بين سكيكدة وقسنطينة حركة غير منقطعة، تستمر إلى غاية ساعات متقدمة من الليل..

وعن أحوال سوق الملابس بسكيكدة، كما وقفنا على ذلك بأنفسنا، فإنها ليست في متناول العائلات البسيطة إطلاقا فكسوة كاملة لطفل بين 5 و 9 سنوات تتراوح ما بين 5000 و 8500 د.ج، هذا بالنسبة للثياب العادية الوطنية الصنع، أما إن كانت مستوردة ومن النوعية الأولى أو حتى الثانية فإن سعر الكسوة الواحدة لنفس الفئة العمرية قد تتعدى الـ 10.000 د.ج. أما ملابس الكبار من الجنسين، فإن سعر الكسوة الواحدة يتراوح بين 9000 و 30.000دج حسب النوعية. والملاحظ خلال هذه السنة أمام غياب الأسواق الفوضوية التي كانت تعج بها شوارع المدينة وأحيائها والتي كانت تعرض تشكيلات من مختلف ملابس الشيفون مجهولة المصدر في أغلبها، فإن ما يعرض على مستوى المحلات التجارية يجعل الأسرة السكيكدية بين مطرقة الغلاء الفاحش لألبسة العيد وسندان أذواق الأبناء والتي لا تتناسب في كثير من الأحيان وجيوب أوليائهم. وبين هذا وذاك، يبقى سعي الأسرة بسكيكدة لاقتناء ملابس العيد لأبنائها هاجسا يراودهم أمام غلاء المعيشة وهذا فعلا ما أكدته لنا العديد من العائلات التي تحدثنا إليها سواء على مستوى شارع علي عبد النور، أو على مستوى المحلات التجارية بحي ممرات 20 أوت 55 أو حتى بشارع الأقواس حيث أجمعوا على التهاب أسعار الألبسة سواء المحلية منها أوالأجنبية خاصة تلك الخاصة بالأطفال والشبان من الجنسين، فكسوة كاملة لأربعة أطفال من عائلة واحدة قد تكلف ميزانية العائلة أكثر من 40.000 د.ج، فيما تلجأ بعض العائلات إلى إعادة استعمال الألبسة التي اقتنوها بمناسبة الدخول المدرسي والاكتفاء بشراء الأحذية وبعض الملابس غير المكلفة وعند هذه النقطة نشير إلى أن بعض الأسر وكعملية استباقية قد فضلت اقتناء ملابس العيد لأبنائها مع الأيام الأولى من رمضان تفاديا لارتفاع الأسعار  بشكل خيالي من جهة، ومن جهة أخرى تجنبا للازدحام الذي ستعرفه محلات بيع الألبسة خاصة خلال العشر الأواخر من رمضان.

وتتأسف العديد من الأسر بسكيكدة عن غياب فضاءات تجارية كتلك المتواجدة بالمدينة الجديدة أو بسطيف والتي تقدم للزبائن خدمات ذات نوعية وبأسعار تنافسية تكون في متناول الجميع.