الدكتور وحدي كان لـ"المساء"

الطبيب العام أساسي في المنظومة الصحية ومحل ثقة العائلات

الطبيب العام أساسي في المنظومة الصحية ومحل ثقة العائلات
  • القراءات: 435
❊أحلام محي الدين  ❊أحلام محي الدين

أكد الدكتور وحدي كان، نائب رئيس الجمعية الوطنية للطب العام، في حديث لـ"المساء"، على هامش تنشيطه مؤخرا، ندوة حول التهاب الكبد الفيروسي، أن الطبيب العام هو الأساس في أية منظومة صحية مبنية على قواعد سليمة في العالم، وأية منظومة لا تعتمد عليه تفشل في آخر المطاف، لتتشكل الكارثة من الجانبين الاقتصادي والبشري، خاصة في علاج الأمراض المزمنة، كما هو الحال في علاج التهاب الكبد الفيروسي.

أكد الدكتور وحدي أن الطبيب العام أول عامل صحة مؤهل علميا للتكفل بمرضى الالتهاب الكبدي الحاد، فهو يستقبلهم على أساس أنه الطبيب المعالج وطبيب العائلة أيضا، يقول "المريض عندما يدخل عند الطبيب لسبب ما، يكون متخوفا مما سيسمعه من الطبيب، لكن إذا قصد طبيبه العائلي، يكون تخوفه أقل، خاصة إذا كان الطبيب في المستوى ويقدم معلومات بشكل لا يثير القلق كثيرا". يسترسل المختص بالشرح "للعائلات ثقة في أطبائها، والمريض يتقيد بتوجيهات الطبيب ولا يغامر بنفسه، لأنه بكل بساطة، يتعامل مع كل ما يقوله له بكل ثقة وينفذ ما طلبه منه، فالعناية بالمريض تبدأ من منطلق سليم، ومسار العلاجات القاعدية يكون وفق المعطيات الطبية الجديدة، أي وفق ما يرسمه الطبيب، بالتالي يوافق على المسار، كما توافق الدولة عليه ويكون أقل تكلفة ومشاكل، فالمريض يشعر بأنه محمي من طرف طبيب العائلة، فهو بالنسبة له محاميه، لذا يعالج ولا يشكك في مسار العلاجات القاعدية ولا يدخله الشك الذي يجعله يدق العديد من الأبواب، ومنه صرف الجهد والمال، كما هو حال بعض المرضى الذين يسافرون إلى تونس للعلاج   وفي حالة التهاب الكبد الفيروسي، يكون العلاج مكلفا بعشر المرات أكثر منه في  الجزائر" .

أوضح الدكتور أن المريض بوجود طبيبه العائلي، يشعر أنه محمي ومؤطر وينضبط في العلاج، مما يسرّع من شفائه وبلوغه النتائج المرجوة بكل طمأنينة وبدون فوضى، وأضاف أن طبيب العائلة عليه تحمل المسؤولية في هذا الجانب، باعتبارها من مهامه.   

أشار المختص إلى أن دور الطبيب العام هو العناية بمريض التهاب الكبد الفيروسي، ويكون حاضرا مع مريضه في كلّ الأوقات ومطلعا على كل تقاليد المنطقة التي يعيش فيها، يشرح "المشاكل الصحية في منطقة المغير أو تقرت، مثلا في التهاب الكبد الفيروسي، ليست نفسها بالعاصمة، فلكل منطقة خصوصياتها، ويستوجب على الطبيب العام أن يطور معلوماته وكون لديه كل المستجدات الطبية حتى يحسن العلاج"

نبه الدكتور إلى أن الطبيب العام لابد أن يقدم تقريرا طبيا مفصلا للمختص الذي يرسل إليه المريض حتى يكون التكفل جيدا وفي المستوى، مشيرا إلى أنّ واجب الطبيب المختص أن يقدّم معلومات وافية ومستجدات حول تطورات الطب والعلاج للطبيب العام، حتى يكون تقريره وافيا، ومنه كسب الوقت في العلاج، خاصة أنّ المخبر الوطني ممتاز في صناعة أدوية التهاب الكبد الفيروسي "ب" و«س"

أوضح الدكتور وحدي أنّ الطبيب العام لابد أن يرافق الأشخاص الذين يقومون بتصفية الدم، وأن يعرف جيدا أفراد العائلات المعالجة لديه بايجابياتهم وسلبياتهم للذهاب مباشرة إلى نوع التحاليل المطلوبة في العلاج، كمدمن المخدرات مثلا.

وأضاف الدكتور أن الطبيب العام لابد أن يراعي الحالة النفسية لمريض التهاب الكبد الفيروسي، لأنّ العلوم أكدت أن هناك نسبة قليلة تصاب باضطرابات في المخ تتسبب في بعض الاضطرابات العصبية والعاطفية، تؤثر على المزاج بصفة مستديمة.

كما نبه الدكتور إلى أهمية التأكد من نتائج التحاليل الطبية المقدمة من قبل المخابر، قبل إرسال المريض للعلاج، حيث ضرب مثالا بشخص قام بتحاليل في مخبرين، الأوّل أكّد إصابته بالتهاب الكبد والثاني نفاه، مشيرا إلى أن هناك مخابر تقدم تحاليل كارثية، مؤكدا في نفس الوقت أن التحاليل لابد أن تكون في مستوى الثقة، مع أهمية أن تلعب مديريات الصحة دورها في المراقبة حتى تكون التحاليل صحيحة والعلاج صحيحا.

 

أحلام محي الدين