مؤلفه "الأمل" عالج تأثيرات الجائحة على نفسية الأسر

الطالب زكريا فوطية:الحجر الصحي أدخلني عالم الكتابة

الطالب زكريا فوطية:الحجر الصحي أدخلني عالم الكتابة
زكرياء فوطية، طالب جامعي، مستوى ماستر، تخصص أرطفونيا، من جامعة أم البواقي
  • القراءات: 548
 رشيدة بلال رشيدة بلال

سمحت فترة الحجر الصحي التي فرضها وباء "كورونا"، ومست العالم منذ العام المنصرم، لعدد من الشباب، باكتشاف بعض المواهب الخفية التي لم تكن تسمح لهم الظروف العادية باكتشفاها، حيث كانت فترة المكوث في المنزل واحدة من الأسباب التي ألهمت الكثيرين، ومن بين هؤلاء؛ زكرياء فوطية، طالب جامعي، مستوى ماستر، تخصص أرطفونيا، من جامعة أم البواقي، اختار استثمار وقت الحجر في الكتابة، فكان "مؤلفه الأمل" أول مولود له يلج به عالم التأليف والكتابة. وعن تجربته، كانت لنا معه هذه الدردشة.

يقول زكرياء ابن مدينة غرداية، في بداية حديثه مع "المساء"، بأن فترة الحجر الصحي كانت ملهمته الأولى لعالم الكتابة والتأليف، حيث اختار استثمار تلك الفترة، للظروف التي كانت تسمح له بذلك، مع وجود متسع من الوقت، وأول ما فكر فيه قبل أن يلجأ إلى هذه التجربة، أن يجعل منها وسيلة لتوعية الناس قدر المستطاع، من خلال علاج الظواهر الإنسانية والاجتماعية، انطلاقا من الواقع المعاش، فكانت أول تجربة له، محاولة محاربة ظاهرة التشاؤم التي ألمت بالأسر الجزائرية، جراء الوباء الذي أعقبه الشعور بفقد الأمل في الحياة لدى الكثيرين، خاصة مع ارتفاع أرقام المصابين بالوباء، وتسجيل حالات كثيرة من المصابين، في غياب علاج شاف.

ولوج عالم الكتابة بالنسبة للطالب زكريا لم يكن صدفة، لأنه يعشقها منذ الصغر، كما كانت فترة الحجر الصحي فرصة ذهبية للدفع به إلى خوض التجربة، وحسبه، فإن أول ما فكر فيه، الانطلاق من تجارب الناس الأليمة مع الوباء، حيث عايش، حسب قوله: معاناة الكثيرين من الذين دخلوا في دوامة اليأس والتشاؤم والاكتئاب وكره الحياة وتمني الموت، إلى جانب بروز الكثير من المشاكل الأسرية، كالطلاق بسبب اعتكاف الرجال في البيوت بدون عمل، وطول فترة الوباء، كل هذه العوامل دفعته إلى الكتابة لمحاولة علاج مختلف المشاكل التي طرحت، وكان سببها الرئيسي، فقدان الأمل في الحياة وضعف الإيمان، قائلا: حاولت أن أحلل بعض التأثيرات السلبية للوباء، وكيف يمكن بشيء من الأمل أن تزول.

استغرق تأليف الكتاب من زكريا سنة كاملة، استطاع خلالها الوقوف على عدد من الظواهر النفسية التي حللها، وبين كيف يمكن للأمل أن يكون راحة واستقرارا واطمئنانا وهدوء وشفاء من كل الأزمات النفسية، وكان تخصصه في الأرطفونيا داعما لتحليلاته، فكان المولود الجديد تحت عنوان ولكم في الأمل حياة، الذي كان له شرف المشاركة في بعض المعارض الرمزية للتعريف به، حيث تم عرضه بمعرض خاص في مؤسسة الذاكرة للأرشفة والتاريخ بغرداية، ومعرض التراث الثقافي بدار الثقافة أم البواقي.

لا تقتصر اهتمامات الطالب زكريا بالكتابة فقط، إنما ينشط في الميدان الكشفي في فوج الآفاق للكشافة الإسلامية الجزائرية غرداية، وفي بعض النوادي الفكرية، مثل نادي أم البواقي تقرأ، نادي خطوة أم البواقي واتحاد الكتاب الجزائريين فرع أم البواقي. ويتطلع بعد أن خاض تجربة الكتابة، إلى أن يستمر فيها، من خلال التطرق إلى مواضيع فكرية واجتماعية تهم كل شرائح المجتمع، بما في ذلك الأطفال، مشيرا إلى أن كل ما يحتاج إليه في هذه المرحلة، هو صقل تجربته واكتساب الخبرة في مجال الكتابة، ليكون له رصيد، إلى جانب كبار المؤلفين.