المختصة النفسانية صبرينة حاجيوي تؤكد:

الضياع العاطفي والفراغ الروحي وراء الخيانة

الضياع العاطفي والفراغ الروحي وراء الخيانة
  • القراءات: 1422
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكدت المختصة في علم النفس، صبرينة حاجيوي، أن الحياة الزوجية لابد أن تكون "مقدسة"، وهو الأمر الذي يهمشه الثنائي المتزوج في السنوات القليلة الأخيرة، فقديما كان الأزواج بعد عقد القران فورا، يقطعون كل ما يربطهم بحياة "العزوبية"، مثل رقم الهاتف، إلا أن اليوم، الأغلبية لا يولون أهمية لذلك، بل يحافظون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، محافظين بذلك على نفس الأصدقاء والمعارف التي قد يكون بعضها غير مقيد بأحكام "الصداقة" فقط، وتشير المتحدثة إلى أن زيادة نسبة الخيانة الزوجية من الجنسين تؤكد وجود خلل كبير في احترام مفهوم الزواج، فالخيانة طعنة للشريك، كفيلة بتحطيم تلك القدسية في الزواج.

وأضافت المختصة قائلة: "من الخطأ تدنيس قدسية الحياة الزوجية بسبب أمور (تافهة) وعلاقات عابرة، تؤدي إلى انعكاسات نفسية سلبية على الفرد، تجعل الطلاق الخيار الوحيد لتحقيق الراحة النفسية. خاصة أن في المواقع الإلكترونية أشخاص بمعلومات مزيفة، بمعنى أن هناك تعامل غير سليم، فلماذا الوقوع في ذلك الفخ والتسبب في ضياع الحياة الزوجية التي تعتبر عالما حقيقيا".

وأشارت في حديثها إلينا إلى أن السبب ليس "الفياسبوك" في حد ذاته، وإنما هناك أسباب عديدة وراء قضايا الطلاق والخيانة، فيمكن أن تكون بداية الخيانة في الشارع أو في مكان العمل، ليبقى "الفايسبوك" مثلا مجرد وسيلة للتواصل، ومن بين الأسباب الحقيقية للمشكل؛ الضياع العاطفي والفراغ الروحي بين الزوجين، فغياب الاهتمام بين الطرفين يدفع بالفرد إلى البحث عن الاهتمام. من جهة أخرى، ولملئ ذلك الفراغ ولو كان خياليا عبر تلك المواقع. ومع مرور الوقت تتطور تلك العلاقات لتصبح أكثر جدية تصل إلى اللقاء وتحديد مواعيد مستمرة بين طرف ثالث، فتأثير هذه المواقع على الحياة لا تكون على الزوجين فقط، وإنما تنعكس بذلك على نفسية الأطفال فذلك يزعزع الراحة الأسرية ويبعث بالتفكك العائلي، وفي حالات كثيرة ضياع الطفل الذي يكون الضحية الأول لهذا الطلاق.

وتؤكد المختصة أنه من أجل القضاء على هذه الظاهرة، يجب معالجة الأسباب وليس النتائج، فمنع الطرفين من التواصل عبر تلك المواقع ليس الحل الفعال، لأن النسبة الكبرى من الخيانة لا تنشأ عبرها، وإنما تتطور، وتستمر من خلال هذه الوسيلة، فهي تنشأ عن الاحتكاك خارج البيت مع أطراف من الغرباء، ولابد من تحصين كل طرف ضد الخيانة بتقوية الثقة وتبادل الاحترام، وكذا احترام حقوق كل طرف، وفوق كل ذلك تقوية الإيمان بالله عزوجل، فذلك يحصن من كل الأفعال المنافية للشريعة الإسلامية التي تضمن تماسك الأسرة والمودة والرحمة بين الأزواج.