أكد محمد بن زعيمة، أستاذ الشريعة بكلية الحقوق، وعضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، أن الصيام يعزز الجهاز المناعي، مشيرا إلى أن الشرع الإسلامي له مقاصد نبيلة ضرورية لحفظ الأبدان والنفوس، ومنها عبادة الصيام، مستدلا بقول الله تعالى ”لعلكم تتقون”، وهي تشمل التقوى الحسية والمعنوية، وتقوى الشر والأضرار المادية والمعنوية.

قال الدكتور، إن الصيام قبل كل شيء تطهير للروح والجسم، وكثيرون حول العالم يصومون لدوافع دينية، والتحق بهم بعض الأجانب لدوافع صحية، بعدما أثبت الطب الحديث التأثيرات الإيجابية في فترة الصوم، وأضاف المتحدث أنه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ؛ ”الصِّيَامُ جُنَّةٌ..”، والمقصود من ذلك أن الصوم لابد أن يكون وقاية للمسلم من كل السلبيات المادية والمعنوية التي ترهق الجسم، سواء من الأكل الزائد الذي يكون الجسم في غنى عنه، أو روحيا من حيث الكلام السيء أو الوقوع في المعصية، وكل الأضرار التي تؤثر على الجسم، فتلك السلبيات حقيقة هي التي تضعف المناعة.

وقد تبين من الطب الحديث، يقول محمد بن زعيمة، أن الصيام يجدد الخلايا التالفة ويقضي على الخلايا الضارة، من خلال عدم تغذيتها من خلال بعض المأكولات، وكذا الضغوط النفسية، بالتالي يكون الجسم في فترة راحة حتى يعمل على ذلك، فالصائمون يحمون أنفسهم من العديد  من الأمراض، من خلال الطهارة الداخلية أي طهارة الأمعاء والروح. أشار المتحدث إلى أنه مع انتشار جائحة ”كورونا”، تساءل العديدون عن جواز الصيام أو ترخيص الإفطار، وفقا لتعليمات الوقاية التي توصي بالغرغرة، أو ترطيب الحلق من خلال شرب الماء أو مغليات الأعشاب من أجل القضاء على الفيروس، وأضاف أن أعضاء لجنة الفتوى ناقشت موضوع المصاب بـ"كورونا”، ووفقا للأطباء، فإنه لا يحل لأحد الفطر إلا للمصاب فقط، كغيره من المرضى، إذ ترخص له الشريعة ذلك، نظرا لإرهاق جسده وحاجته إلى أخذ العلاج على مدار اليوم، فضلا على الترطيب الذي يحتاجه. في الأخير، قال عضو لجنة الفتوى الوزارية، إن الصفاء الروحي والاتصال القوي مع الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، من خلال عبادة الصيام، تعزز أيضا جهازه المناعي، فالصفاء الروحي من إثباتات العلم الحديث أنه يقي من العديد من الأمراض.