البروفيسور محمد ملهاق يعرض خلاصة أبحاثه

الصوم معجزة إلهية اعترف بها العلماء من غير المسلمين

الصوم معجزة إلهية اعترف بها العلماء من غير المسلمين
البروفيسور محمد ملهاق
  • القراءات: 800
رشيدة بلال رشيدة بلال

عرض البروفيسور محمد ملهاق، البيولوجي السابق في مخابر التحليلات الطبية، والباحث في علم الفيروسات وعلم السرطان، خلاصة أبحاثه حول الفوائد العلمية المثبتة عن الصيام، والتي استقاها من تجارب لباحثين وعلماء غير مسلمين، رغبة منه في التأكيد على أن غير المسلمين يقرون اليوم، بأهمية الصوم الذي أثبت نجاعته في الشفاء من بعض الأمراض، بل وأصبح يجري اعتماده كطريقة للعلاج في عديد المستشفيات بالدول المتقدمة، وعلى رأسها ألمانيا.

أولى الحقائق العلمية المثبتة حول الفوائد الصحية للصيام، حسب الباحث محمد ملهاق، تخص الجهاز المناعي، حيث أثبتت الدراسات العلمية، حسبه، أن الصوم ينشط عمل الجهاز المناعي، ويعطي الجسم القدرة على استعادة الخلايا التالفة. كما أنه يطهر الروح والجسد، وهناك أكثر من 800 بحث ودراسة تتحدث عن فوائد الصوم في مختلف الدول، أنجزت من طرف علماء غير مسلمين، فمن يصومون لا يفقدون الوزن فقط، بل يحمون أيضا أنفسهم من عدة أمراض، بدعم وتعزيز جهاز المناعة وتخليص الجسم من السموم.

يقول الباحث محمد ملهاق  في هذا الشأن: "أجرى الأمريكي مارك ماتسون دراسة، أظهرت أن الصوم ينشط عمل الجهاز المناعي، ويعزز قدرة الجسم على تجنب العديد من الأمراض، من خلال الصوم، كما أن بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات، أظهرت أن النظام الغذائي المصاحب للصوم، يخفض نسبة الكولسترول واحتمالات الإصابة بالزهايمر، ويؤدي في النهاية إلى رفع مستوى الطاقة ومتوسط العمر المتوقع".

كما تشير الدراسات والأبحاث العلمية، إلى أن للصيام القدرة على تخفيض معدل الإصابة بالالتهاب، وقال الباحث ملهاق في هذا الصدد: "أجريت  على الفئران بعض التجارب في 2014، بعد إخضاعها للصوم، وأظهرت أنها استفادت من انخفاض الإصابة بالتهابات الأنسجة، والانخفاض في سكر الدم أيضا، كما كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، أن الصيام لمدة ثلاثة أيام، يساعد على تجديد الخلايا المناعية والجذعية التالفة، خاصةً تلك التي تلفت نتيجة للعلاج الكيميائي، فهذا التجديد يحفز الخلايا الجذعية على مستوى النخاع العظمي في الجسم على إنتاج نوع جديد من خلايا الدم، من كريات الدم البيضاء المختلفة، كالخلايا متعددة النوى والخلايا اللمفاوية البائية والخلايا اللمفاوية التائية، وبذلك يتم تجديد جهاز المناعة كله من الأساس".

من جهة أخرى، أكد الباحث ملهاق، أنه يستعين في أبحاثه العلمية بتصريحات بعض الباحثين حول الفوائد الصحية للصيام، ومنهم تصريح  البروفيسور فالتر لونغو، أستاذ دراسة الشيخوخة والعلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا، وعضو في فريق البحث، الذي قال بأن الصيام "يعطي الضوء الأخضر للخلايا الجذعية من أجل إنتاج عدد كبير من كريات الدم البيضاء، ثم الشروع في الانتشار وإعادة بناء جهاز المناعة بأكمله".

في حين توصل إلى أن هذه النتيجة، هي "واحدة من الأسرار الربانية التي وضعها في هذا الركن من أركان الإسلام، وهو الصوم".من فوائد الصيام الصحية أيضا، حسب المتحدث "فاعلية الصيام في التخلص من السموم، حيث أثبتت التحاليل العلمية أنه يساعد على التخلص من السكريات والدهون الزائدة في الجسم، خاصة الجذور الحرة والسموم المتراكمة في الجسم، وأكثر من هذا، لديه قدرة كبيرة على مقاومة الأورام السرطانية، وفي الإطار، أكد لونغو، أن دورات من الصيام يمكن أن تجدد جهاز المناعة كله بالمعنى الحرفي لكلمة تجديد، إذا كان مصابا بتلف شديد، نتيجة العلاج الكيماوي أو الشيخوخة.

لأن الصيام فترة طويلة يحمل الجسم على استهلاك ما خزن فيه من سكر ودهون، لكنه يفتت قسما كبيرا من كريات الدم البيضاء أيضا. وخلال كل دورة من الصيام، يحدث هذا الاستنزاف لكريات الدم البيضاء تغييرات تحفز الخلايا الجذعية على إنتاج بدائل جديدة تعوض عنها، وبذلك تجديد جهاز المناعة. مشيرا إلى أن دراسة فرنسية أيضا تناولت دور الصيام المتقطع في محاربة هذا النوع من سرطانات الخلايا المناعية، وتدني النسبة التي قاربت الصفر.

على صعيد آخر، أشار الباحث ملهاق، إلى فائدة أخرى للصيام، أثبتها فريق بحث من جامعة فلوريدا، على 24 شخصا أُخضعوا للصوم لمدة ثلاثة أسابيع، حيث لاحظ ارتفاع البروتينات السرتوين، وهي بروتينات تعزز طول عمر وتمنع شيخوخة الخلية، وهذا النوع من البروتينات لا يتدخل إلا في ضغوط الأكسدة الناجمة عن الصوم، خاصة نقص فيتامين "س". يقول الباحث في علم الفيروسات "ما نفتخر به نحن المسلمون اليوم، أن الصيام تحول في بعض الدول الأوربية إلى وسيلة للعلاج مرخص به في العديد منها، وعلى رأسها ألمانيا التي تحتوي على عشرة مستشفيات يمكنها كلها العلاج بالصوم، وهو اعتراف ضمني بالمعجزة الإلهية في هذا الركن، لما فيه من فوائد مثبتة، وأخرى لم تكتشف بعد".