الخبراء يحذّرون من تعريض الطفل للضغوط

الصغار أكثر عرضة للتأثيرات النفسية

الصغار أكثر عرضة للتأثيرات النفسية
  • القراءات: 707
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، في العديد من المشاكل الصحية ليس الجسمانية فقط، بل كذلك مشاكل على الصحة النفسية، التي يعاني منها الكبير والصغير بسبب الضغوط التي يعيشها العالم، إثر الخوف الكبير من الإصابة، أو انتقال العدوى، أو تمديد فترة الحجر التي أرهقت الكثيرين. ولم تتجل تلك الضغوط على الكبير فقط، بل كذلك على نفسية الطفل أكثر، الذي لا يدرك تماما ماهية هذه الأزمة الصحية، ولا يفهم معاني كل تلك التصرفات المفاجئة في محيطه.

هذا ما حذرت بشأنه الأخصائية النفسانية مريم عيساوي، مشيرة إلى أن التأثير النفسي الكبير لكوفيد 19، دفع بالعديد من المخابر النفسية العالمية إلى إجراء دراسات واسعة متعلقة بتأثير الفيروس على الصحة النفسية للأطفال؛ قالت: "إن تأثير الأجواء المشحونة هذه الأيام أرهق نفسية الكبير والصغير على السواء، لاسيما أن الطفل لا يعرف تماما ما يجري، ولا حول ولا قوة له في حماية نفسه؛ إذ لم يساعده أولياؤه في ذلك، وسبّب له العزل عن العالم لأيام طويلة، دهشة، وللبعض صدمة، لاسيما إذا لم يجد الكبير الفسحة لتوضيح له ما يجري حقيقة في العالم".

وفي هذا السياق، أوضحت عيساوي أن حالة الذعر التي يمكن أن تحدث داخل الأسرة بسبب وباء كورونا، قد يكون لها تأثيرات سلبية على الأطفال، لاسيما أن ذلك الخوف يبدو واضحا للغاية على بعض الأسر دون أخرى، لاسيما تلك التي تعيش في بؤر تفشي الفيروس؛ ما يجعلها تعيش الحدث على عدة أصعدة؛ سواء اقتصادية أو اجتماعية أو صحية، وهذا ما جعلها تنعكس على الصحة النفسية للطفل.

وحذّرت الأخصائية من تعريض الطفل أكثر لتلك الضغوط؛ فلا بد من تجنيبه سماع بعض الأحاديث الصادمة، مثلا، عن عدد الوفيات، أو عرض بعض المعلومات المغلوطة، ورؤية المشاهد الصادمة وغير الملائمة التي يتداولها رواد شبكة الأنترنت. وأضافت أن "هناك عوامل مهمة توضح إلى أي مدى ستتأثر نفسية الطفل بسبب الفيروس، منها عمره وحالته العاطفية والمزاجية وقدرته على التكيف مع من حوله، ولهذا لا بد من أخذ بعين الاعتبار، كل تلك التفاصيل للوصول إلى الطريقة الصحيحة في التعامل والحديث مع الطفل، وشرح حقيقة الوضعية له".

وقالت مريم عيساوي إنه انطلاقا من مرحلة عمرية أكثر نضوجا للطفل، من حقه معرفة ما يجري في محيطه، لاسيما أنه طرأ في حياته اليومية وحياة أبويه، العديد من التغيرات؛ سواء بعدم خروجه من البيت أو رؤيته بعض تصرفاتهم؛ لذا، تقول الخبيرة، لا بد من عدم إظهار ذلك الهلع أمام الأطفال، ومحاولة التحكم في خوفهم خصوصا أمام الصغار، ومحاولة الإجابة عن الأسئلة العالقة في أذهانهم، والمتعلقة بالفيروس بلغة بسيطة يفهمونها بدون تهويل الوضعية لهم. كما يجب تفادي الحديث معهم يوميا بذلك الخصوص بدون توقيف الحياة اليومية الطبيعية داخل البيت، مع اتخاذ كافة التدابير الوقائية والاحتياطية لتجنب الإصابة بالمرض.