ندوة فكرية حول "الإعلام ورؤية موضوعية لخدمة التنمية"

الصحفي وسيط إيجابي هدفه خدمة الوطن والمواطن

الصحفي وسيط إيجابي هدفه خدمة الوطن والمواطن
  • القراءات: 556
حنان. س حنان. س
أشار إعلاميون نشّطوا ندوة فكرية حول "الإعلام ورؤية موضوعية لخدمة التنمية"، إلى أهمية مسؤولية الإعلام عموما والجواري على وجه التحديد، في مواكبة مختلف المشاريع التنموية لبناء الوطن. وأكدوا على أهمية دور الإعلام في مختلف صوره في توعية المجتمع بأهمية تضافر الجهود من أجل إحداث التنمية الحقيقية والملموسة.
جعلت الندوة الفكرية المقامة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، الدور الاعتيادي للإعلاميين الذين حضروها والتي أقيمت تكريما لهم؛ ينقلب من الشاهد على فعاليات أي ندوة وتحرير مقال بشأنها، ليصبحوا هم منشّطوها، تُطرح عليهم الأسئلة في وقت اعتادوا هم، بالعادة، طرحها.
ولأن الموضوع الذي اختير للندوة يهم الفرد والمجتمع، فإن الإعلاميين قد حاولوا إيصال المفاهيم إلى الحضور؛ كون التنمية تعني بمفهومها البسيط، محاولة إحداث تغييرات في الواقع المعيشي للفرد من حال إلى حال أفضل منه، فإن الإعلام، من جهته، يعني تنمية الوعي لدى الأفراد بأهمية المشاركة في إحداث هذه التنمية. 
وحول العلاقة القائمة بين الإعلام والتنمية كان لـ "المساء" تدخّل ضمن الندوة؛ إذ أبرزت من خلاله كيف تحولت المقولة الشهيرة من كون الاقتصاد عصب الحياة، ليصبح للحياة اليوم عصبا آخر وهو الإعلام، وكيف أن تطوره جاء متماشيا مع التطورات الكبيرة التي يشهدها المجتمع في مختلف مناحي الحياة، هذا فضلاً عن التقدم التكنولوجي الهائل الذي خلق من جهته، ما يُعرف بالإعلام التكنولوجي، الذي أصبح بدوره هو الآخر يتعاظم أكثر في ظل تغير صور التكنولوجيا واقترابها أكثر من الفرد، وهذا ما زاد في الأدوار المنوطة للإعلام تأديتها، ومن ذلك عمله على توعية الأفراد للمشاركة في جهود التنمية. هذه الأخيرة لا يمكن أن تحدث بدون مشاركة المواطنين، وهنا تحديدا يظهر دور وسائل الإعلام حيويا في تعبئة المواطنين من أجل بذل الجهود؛ تحقيقا للتنمية. 
وفي سياق ذات الندوة، كانت لإعلاميين آخرين تدخلات؛ حيث أبرزوا أهمية العلاقة الترابطية القائمة بين الإعلام والتنمية، لكون الإعلام بمفهومه البسيط يعنى بإيصال المعلومة إلى المواطنين حول ما يجري حولهم، وهو ما يُكسبه دور المساهم في إحداث التغييرات، كما لم يتوانوا عن الإشارة إلى الصعوبات الميدانية التي يتلقاها الصحفي أثناء تأديته لمهامه، مطالبين ممثلي الإدارات العمومية التي حضرت الندوة، بالتحلي بالقليل من المرونة مع الصحفي؛ تسهيلا لعمله كوسيط بين المواطن والمسؤول؛ تحقيقا لهدف المعلومة من أجل الجميع.
ولأن السياسة الإعلامية الوطنية المنتهجة منذ سنوات والقاضية بتقريب الإدارة من المواطن وجعل هذا الأخير في لب أي تغيير إيجابي قد يمس حياته اليومية، فإنها تظهر هنا أهمية الإعلام الجواري ومدى مساهمته في مرافقة السياسة التنموية التي تشهدها أي ولاية في السنوات الأخيرة، وهذا ما يجعل من مسؤولية المراسل الصحفي تزداد أكثر بالنظر إلى كونه الوسيط بين المواطن والسلطات المحلية، إلا أن هذه العملية وبالرغم من أهميتها بالنظر إلى كون الكثير من القضايا الكبرى التي يثيرها الإعلام الوطني بين الفترة والأخرى يثيرها مراسلون، وهنا أشار الإعلاميون المشاركون في الندوة إلى مدى أهمية تذليل الصعوبات أمام الصحفي، الذي كثيرا ما يلعب دور المحقق في الكشف عن قضايا تهم المواطن والوطن. ويهدف الكشف عنها، بالدرجة الأولى، إلى الحفاظ على اللحمة الوطنية. ولعل من أبرز الصعوبات أبواب الإدارة التي تبقى، في الكثير من الأحيان، موصدة أمام الصحفي بالرغم من النداءات المتكررة من الحكومة بضرورة تسهيل مهمة الصحفي في حصوله على المعلومة؛ فالصحافة المسؤولة تنعش في الأخير المشاركة الإيجابية للمواطنين في تحقيق التنمية المنشودة.
يُذكر أن الندوة الفكرية حول "الإعلام ورؤية موضوعية لخدمة التنمية"، حضرها وشارك فيها إعلاميون يمثلون يوميات "الشعب"، "الفجر"، "الوسط" و«المساء" إلى جانب الإذاعة المحلية لبومرداس وإذاعة القرآن الكريم، الذين تم تكريمهم بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير. ولم يفوّت الصحفيون حضور ممثلين عن بعض الهيئات الإدارية المحلية وكذا الأمن الولائي، لتذكيرهم بأهمية تسهيل العمل الصحفي؛ من خلال تذليل الصعوبات الميدانية في البحث عن المعلومة، وجعل هذا الأمر حقيقة ملموسة وليس شعارات يتم تبنّيها في المناسبات فقط.