معرض الصناعة التقليدية يستقطب زوار المنتزه

"الصابلات" متحف مفتوح على الهواء الطلق

"الصابلات" متحف مفتوح على الهواء الطلق
  • 801
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نجح معرض الصناعة التقليدية بمنتزه "الصابلات" في العاصمة، والذي نظم بمناسبة موسم الاصطياف، في استقطاب عدد منقطع النظير للزوار الذين جمعت زيارتهم لذلك الممشى، بين الاستمتاع بالأجواء العائلية التي يتميز بها المكان، وإمكانية التسوق في تلك المساحة التجارية المخصصة لتسويق المنتجات التقليدية، إذ يرتبط اقتناء قطع من المنتجات التقليدية بموسم العطل والسياحة. 

لقد انتعش فضاء الحرف التقليدية، الذي نصب في المنتزه، خلال موسم العطل، وهو كذلك الموسم الذي يشهد قدوم المهاجرين الجزائريين، من مختلف البلدان التي يعيشون فيها، حيث يقودهم الحنين إلى تلك الأسواق والمحلات التي تعرض السلع التقليدية، التي تشكل وجها من أوجه الهوية لديهم.

شهد معرض الحرف بمنتزه "الصابلات"، الممتد على طول خليج العاصمة، توافد عدد كبير من العائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن، وقد نجح هذا المعرض في استقطاب هذا العدد من الزوار، بفضل موقعه الاستراتيجي، على حد تعبير بعض زوار المكان، الذين كان لـ"المساء" حديث معهم، حيث أجمع هؤلاء على أن منتزه الصابلات، ممشى جميل تقصده الكثير من العائلات، لاسيما تلك التي تأتي من ولايات مجاورة، خاصة الداخلية، وباعتبار أن الوصول إليه سهل، من جهة، فهو أيضا يتسم بوجود الأمن والأمان، ولا مجال لوقوع أي مشكل هناك، بفضل دوريات الأمن المتوفرة على مدار اليوم، إلى غاية ساعات جد متأخرة من الليل، إلى جانب المساحة الكبيرة التي تتميز بطاقة استيعاب ضخمة، ما يجعل تجمع العائلات هناك يكون في أريحية دون الشعور بالاكتظاظ، بالموازاة مع توفر الحاجيات التي يرغب فيها المتجول هناك خلال يومه، من أكل وشرب وحلويات وشاي ومكسرات و"لحية بابا" ومستلزمات أخرى.

في هذا الصدد، قال سيد أحمد، أحد القائمين على المعرض، إن هذه السوق تنتعش بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف، وعليه عمدت الجهات المسؤولة إلى تعميم هذه المعارض عبر مختلف ولايات الوطن، في الصيف، لعرض مختلف القطع التقليدية من أوان نحاسية، وخشبية، حلي ومجوهرات فضية، وغيرها من القطع التي تثير اهتمام المتجولين هناك. وحسب ما وقفت عليه "المساء"، فإن السياح الأجانب، مثلو إحدى أهم الشرائح التي أقبلت على شراء الهدايا من معرض الحرف التقليدية،  الذي حط رحاله هناك، حيث يؤمن هؤلاء، وفق ما أكده البعض منهم، أن الهدية تأخذ قيمتها من رمزيتها وجمالها، بغض النظر عن قيمتها المادية، لاسيما أن الأسعار التي تباع بها هذه السلع مقبولة، وهو ما زاد من الإقبال عليها بشكل كبير.

تتراوح تكاليف الهدايا التراثية، من فوانيس وأوان ومزهريات، مصنوعة باليد، بين 2000 و5000 دج، فيما تباع الفضة بين 700 و1500 دينار للغرام الواحد، تبعا للنوع والحجم وجهة الصنع والمكونات، والعديد من الاعتبارات التي يعلمها الحرفيون بهذا المجال. من جهة أخرى، يقول وليد، بائع تحف، إن الإقبال يشتد على سوق الهدايا والتحف في هذا الموسم من السنة، وليس فقط من طرف الأجانب والسياح، إنما من طرف المواطنين الذين يتأهبون للذهاب إلى دول أخرى، من أجل زيارتها، فتكون هذه التحف بمثابة هدايا فريدة من نوعها تقدم إلى المستضيفين.