عبادة دأب عليها الكثيرون بعد عيد الفطر

الصابرين".. كسب للأجر وترقيع ما شاب صيام رمضان

الصابرين".. كسب للأجر وترقيع ما شاب صيام رمضان
  • القراءات: 1999
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يقبل الكثير من الجزائريين بعد رمضان المبارك مباشرة، على صيام ستة أيام من شوال، المعروفة لدى العامة بـ"الصابرين" أو الصابرة، ويتسارعون إلى جني حسناتها خلال الشهر الذي يلي الشهر الفضيل، نظرا لحكمها ومنافعها، كما أن الكثير من العائلات تعتبرها تقليدا متوارثا من الأجداد، يصل البعض إلى أن يرى في الصيام خلال هذا الشهر، فرصة لا يمكن توفيتها، لدرجة رسوخها لدى الكثيرين.

أكد الأستاذ الجامعي وإمام مسجد محمد علي فركوس، أن صيام "الصابرين" من العبادات المستحبة لدى المجتمع الجزائري، رغم أنها سنة، إلا أن الكثيرين لا يرغبون في تفويتها، بل يقبل الكثيرون على قضائها مباشرة بعد عيد الفطر، قبل قضاء الدين، خوفا من تفويتها، إلا أن قضاء الصيام الواجب أحرى من أداء التطوع، لقوة الواجب وعلو مرتبته على المستحب، لأن الواجبات والفرائض أحب القرب إلى الله تعالى، كما قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: "إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".

وأشار الإمام إلى أن تسبيق صيام أيام "الصابرين" على قضاء الدين فيه اختلاف، ففي بعض الحالات يمكن تسبيق الصابرين على قضاء الدين لضيق الشهر، والخوف من فوات أوان الستة من شوال، ليليه بعد ذلك قضاء الدين الذي له أشهر عديدة لذلك، إلا أنه من المستحب، حسبه، تعجيل الأمر حتى لا يقع المسلم في المكروه، وهو ترك الدين لقضائه قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان، مضيفا بقوله: "إن قبل كل الشيء الأعمال بالنيات والمسلم يكافأ بنيته". يضيف المتحدث، أن وجوب تقديم قضاء رمضان على التطوع، إذا ما خاف المكلف به فوات الوقت أو ضعف الصحة، أو لأي سبب من الأسباب الأخرى، وفي كل الأحوال ينبغي المسارعة إلى الطاعة، لتليها أيام الستة من شوال كعبادة تطوع وأجرها على الله..

يقبل العديد من الناس على صيام التطوع من شوال أو لقضاء الدين، بداية من ثاني يوم عيد الفطر، في حين ينتظر البعض ثالث يوم للانطلاق في رحلة حصد الأجر والحسنات، بذلك تستمر الأسر في الصيام والمحافظة على نكهة رمضان، تجمع في ذلك بين الأجر والمحافظة على وصال العائلة، التي تستمر في بهجة الصيام والاجتهاد في العبادات، فتزين الموائد بأشهى المأكولات التقليدية، ويتم وصل الأرحام بتعزيز زيارات الأقارب والإفطار العائلي بنية اكتساب الأجر والثواب، وجبر ما شاب صيام رمضان من نقص. لقد أصبحت سنة صيام ست من شوال تستهوي الكثير من الجزائريين، كبيرهم وصغيرهم، فمنهم من تعود عليها كل سنة، إذ توارثوها من الأسلاف، وتحولت إلى جزء من أيام رمضان لا يمكن تفويتها، كما أن منهم من قرر صيامها بعد معرفة أجرها الكبير، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر".