ڑرغم افتقارها للضروريات

الشواطئ غير المحروسة.. وجهة الباحثين عن الهدوء

الشواطئ غير المحروسة.. وجهة الباحثين عن الهدوء
  • 1299
كريم.ب كريم.ب

باتت الكثير من الشواطئ غير المحروسة، محلّ استقطاب عشرات العائلات الباحثة عن الهدوء، بعيدا عن ضجيج وصخب الشواطئ المحروسة المتواجدة بالقرب من المدن، والمتوفرة على أهم المرافق الضرورية، بعد أن سيطر عليها حراس الحظائر والمستحوذون على الشاطئ بمظلياتهم الشمسية. 

تحوّلت الشواطئ غير المحروسة والمتواجدة بالضاحية الشرقية للعاصمة، وكذا بعض البلديات التابعة لولاية بومرداس، إلى قبلة للكثير من العائلات العاصمية الباحثة عن الهدوء والسكينة في الشواطئ، بعيدا عن الاكتظاظ الذي بات مسجلا بقوة مع حلول فصل الصيف، حتى لو كلفهم الأمر الكثير للوصول إلى تلك الشواطئ، لاسيما المرور عبر مسالك ترابية وعرة غير معبدة في سبيل التمتّع بالهدوء والجلوس في أجواء عائلية محضة، بعيدة عن الاكتظاظ والصخب بالشواطئ المحروسة. 

شواطئ الضاحية الشرقية قبلة الجميع 

بعض الأجزاء التابعة لشاطئ «القادوس» وكذا «طرفاية»، تعد من بين أهم الشواطئ التابعة لبلدية عين طاية (شرق العاصمة) التي باتت محلّ استقطاب عدد كبير من العائلات القادمة من وسط العاصمة، والباحثة عن الهدوء والسكينة، والاستمتاع بزرقة البحر والهدوء الذي يخيّم على المنطقة، حيث يؤكد في هذا الشأن، «سمير» (رب عائلة يقطن ببلدية القبة)، أنّه اعتاد كلّ سنة تمضية فصل الصيف على مستوى بعض الشواطئ غير المحروسة، بعد أن باتت الشواطئ المحروسة ملاذ الكثيرين ومسرحا للكثير من المناوشات اليومية، وقال؛ «للأسف الكثير من الشواطئ المحروسة باتت تكرّس الكثير من الفوضى، وفي كثير من الأحيان تتحوّل تلك الجلسات العائلية إلى مسرح للمناوشات بين الشباب، كما أنّ الكثير من الشباب باتوا يحوّلون مساحات من الشاطئ للعب كرة القدم، وهو الأمر الذي يزعج الكثير من العائلات القاصدة للشاطئ بحثا عن الراحة والاستجمام»

غير بعيد عن الضاحية الشرقية للعاصمة، أصبحت بعض الشواطئ غير المحروسة التابعة لبلدية الرغاية، محل استقطاب عدد كبير من العائلات القادمة من ولايات أخرى، أو حتى من داخل ولاية الجزائر بحثا عن الهدوء الذي لم تعد توفره الشواطئ المحروسة، حيث يؤكّد سعيد (رب عائلة يأتي من بلدية الرويبة)، أنه يبحث عن مكان يستمتع فيه رفقة أفراد عائلته، حيث أعرب في معرض حديثه عن أسفه بالقول «لقد تحوّلت العديد من الشواطئ المحروسة إلى أمكنة تكرّس الضجيج والكثير من المناوشات، لذا من الأفضل الابتعاد والسباحة في شواطئ غير محروسة تفتقر للكثير من المرافق، عوض المكوث في شواطئ باتت عنوانا للفوضى والاستغلال من قبل بعض حراس الحظائر ومستأجري المظلات الشمسية»

الشواطئ الصخرية تحت الطلب 

غير بعيد عن شاطئي الرغاية وعين طاية، تتوفّر ولاية بومرداس هي الأخرى  على العديد من الشواطئ العذراء ومعظمها صخرية، غير أنّ إقبال العائلات عليها يبقى في تزايد، رغم ما تشكّله من خطر، فشاطئ «رأس جنات» المحاذي لمحطة توليد الطاقة الكبيرة لا يتوفّر على مسالك معبّدة، ومع ذلك، يعد ملاذ الكثير من العائلات القادمة من العاصمة وولاية تيزي وزو، الباحثة عن الهدوء، فبإمكان العائلات الجلوس هناك في سكينة، أمام العدد القليل من قاصديها، وهو نفس الأمر بالنسبة للشواطئ الصخرية التي باتت تستهوي الكثير من العائلات، فشاطئ «لاقينقات» المتواجد ببلدية دلس (أقصى شرق الولاية)، يعتبر من بين الشواطئ العذراء، حال انعدام المسالك التي تسمح بمرور المركبات والمصطافين دون تصنيفه ضمن الشواطئ المسموحة  للسباحة، إلى جانب اعتباره من بين الشواطئ الصخرية التي يمكن أن تسبّب حوادث أليمة للمصطافين، غير أنّ إصرار العائلات على التوجّه إليه يتكرّر كل صائفة، بالنظر إلى وجود عدد قليل من العائلات التي تتوجّه إليه، وعادة ما يكون مقصد السكان المحليين.

في سياق متصل، يؤكّد عصام، أحد القاطنين بالقرب من شاطئ «السطوح»، المتواجد بحي «سيدي المجني» أنّ القدوم إلى الشاطئ قد يناسب بعض الشباب، لكن قد يشكّل خطرا كبيرا على العائلات، مشيرا في معرض حديثه، إلى أنّه كثيرا ما يتمّ تسجيل حالات سقوط من المرتفعات تؤدي إلى الشاطئ الصخري، بسبب غياب المسالك، وهو الأمر الذي يعد خطرا على مرتادي الشاطئ، ومع ذلك فإنّ هذه الشواطئ تبقى محل استقطاب الكثير من الشباب الراغب في ممارسة الصيد التقليدي.

وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الوصية في سبيل إنعاش السياحة بتوفير كلّ المرافق الضرورية على مستوى الشواطئ المحروسة، غير أنّها أصبحت محل نفور لدى الكثير من العائلات التي تبقى في رحلة بحث مستمرة لاستطعام «الحرمة» وسط أفراد عائلتها.