استعدادات المرأة البليدية لاستقبال شهر الصيام

"الشعبانية" موعد لـ’’النفيض" واقتناء الأواني وإعداد "المقطفة"

"الشعبانية" موعد لـ’’النفيض" واقتناء الأواني وإعداد "المقطفة"
  • القراءات: 996
رشيدة بلال رشيدة بلال

شرعت المرأة البليدية قبل أيام من حلول شهر شعبان في التحضير لاستقبال هذا الضيف الكريم، شأنها شأن كل نساء الجزائر عبر مختلف ربوع الوطن، وعلى الرغم من أن التحضيرات تكاد تكون نفسها، كتنظيف المنزل واقتناء الأواني الجديدة، غير أن المرأة البليدية تنفرد ببعض العادات عن غيرها، وتعتبرها من التقاليد المتوارثة، تعبيرا على الفرحة باستقبال شهر الصيام.

المتجول في مختلف الأسواق المتواجدة في ولاية البليدة، وتحديدا منها سوق العرب، يقف على التنوع الكبير في السلع المعروضة، تحضيرا للشهر الفضيل، حيث اختار الباعة الترويج لسعلتهم بحمل شعار "أشريها لرمضان"، سواء تعلق الأمر بالأواني التي عرضت في أشكال وأحجام مختلفة، الفخارية منها والمصنوعة من المعدن، مرورا بالتوابل التي عبقت أزقة السوق برائحتها القوية، وصولا إلى مختلف الأفرشة التي عادة ما تميل المرأة البليدة إلى تغيريها، ترحيبا بهذا الضيف، كأغطية الطاولة.

حول كيفية التحضير لاستقبال شهر الصيام، وأهم العادات التي يتم إحياؤها فيما يسمى عند البليدين "بالشعبانية"، أوضحت السيدة "بهية. ع" بأن شهر شعبان يحظى باهتمام خاص عند ربة البيت البليدية، حيث يعتبر بمثابة المرحلة التمهيدية لاستقبال الشهر الفضيل، ولعل أهم ما يميزه تنظيف المنزل، أو ما يعرف بـ«النفيض" الذي يقصد به تشرح "إعادة تنظيف كل ما يحويه البيت من أفرشة وأواني مخبئة في الخزائن، يمكن استخدامها في رمضان، وحسبها، عادة أيضا ما يتم إعادة صبغ المنزل أو بعض غرفه الأكثر اتساخا، ليكون في شهر الصيام بحلة جديدة.

من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أن "أهم ما يميز المرأة البليدية أيضا؛ تحضير "الدرسة" الخاصة بشربة رمضان من مختلف التوابل، التي عادة ما تشتريها في شكلها الخام من فلفل أسود وحار وقرفة وكمون، ومن ثمة تعيد تحضيرها وتجهيزها بطحنها وتعبئتها في علب خاصة"، فضلا عن اقتناء عدد من الأواني الجديدة، خاصة "القدر" الذي تحضر فيه شوربة رمضان، مشيرة إلى أنه حتى وإن كانت ربة المنزل لديها ما يكفيها من الأواني، غير أن هذا لا يمنعها من شراء أوان جديدة لشهر رمضان، لأنه ضيف عزيز ومبارك، بالتالي لابد من التعبير على الفرحة باستقباله، وحسبها، هو تقليد لا غنى عنه".

من جهتها، أوضحت السيدة وحيدة بن يوسف، من سكان بلدية الشريعة "بأن المرأة البليدية تحضر لما يسمى "بالشعبانية" منذ اليوم الأول من دخول  الشهر، بتنظيف المنزل، حيث تقوم بغسل كل الستائر والزرابي والأواني الموجودة في الخزانة، وإن كان المنزل متسخا ويصعب تنظيفه، يتم إعادة دهنه، خاصة المطبخ الذي تمضي فيه المرأة في شهر رمضان جل وقتها"، وحسبها "فإن أهم ما تقوم أيضا هو التسوق لاقتناء ما تحتاج إليه، خاصة ما تعلق بشراء الأواني والتوابل"، مشيرة في السياق "إلى أنه بالنسبة للأواني، فإن أقل شيء هو اقتناء القدر الفخارية لتحضير شوربة رمضان، وإن كان في الأسرة فتاة صغيرة ينتظر أن تصوم أول مرة، فإن من بين العادات التي تنفرد بها المرأة البليدية؛ شراء قدر صغير تقوم فيه الفتاة بتحضير شوربتها بنفسها، بإشراف ـ طبعا ـ من والدتها، أما بالنسبة للتوابل فتقول؛ "لا تستغني ربة البيت على المهراس الذي تستخدمه في تحضير (الدرسة) المكونة من عدد من التوابل، التي تنكه به شوربة رمضان".

وعلى صعيد آخر، أوضحت المتحدثة "بأن المرأة البليدية لا تستغني أيضا على "المقطفة" التي تجتهد لتحضيرها خلال شهر شعبان، وتعتبر من تقاليد المتوارثة، حيث تستخدم في تحضير شوربة المقطفة"، وهي نوع من أنواع العجائن تشبه المعكرونة"، إلى جانب عصر الليمون، لتحضير "الشاربات"، وهو كذلك واحد من التقاليد المتوارثة، خاصة أنها من عادات سكان المتيجة المعرفة بحمضياتها، فضلا عن اقتناء وتحضير اللوز لصنع مختلف الحلويات المعسلة لسهرة رمضان، خاصة ما تعلق منها بـ«الصامصة" و«السيجار".