عرضته "تضامن إيدز" على مهنيّي الصحة

الشروع في توزيع دليل الامتثال للعلاج على المتعايشين مع السيدا

الشروع في توزيع دليل الامتثال للعلاج على المتعايشين مع السيدا
  • القراءات: 1033
رشيدة بلال رشيدة بلال

عرضت الجمعية الوطنية للوقاية ومحاربة السيدا "تضامن إيدز" لفائدة العاملين في قطاع الصحة؛ من أطباء وممرضين ومختصين نفسانيين وسلك شبه طبي على مستوى مستشفى القطار بالعاصمة، "دليل الامتثال للعلاج" الموجّه لفائدة المتعايشين مع داء "السيدا"، الذي تم تحيينه بعد مرور عشر سنوات عن إصدار الطبعة الأولى منه.

جاء عرض الدليل في يوم تكويني، أشرفت الجمعية على تنظيمه مؤخرا بمستشفى القطار، حيث تم شرح ما فيه من محاور مختلفة، ليشرع المعنيون به من العاملين في القطاع الصحي، في تفعيل محتواه ميدانيا.

وحسب رئيس الجمعية أحسن بوفنيسة  في حديثه مع "المساء" على هامش اليوم التكويني، فإن الجمعية سبق أن أصدرت الدليل في طبعته الأولى سنة 2008 بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وبمعية عدد من الأخصائيين. وبعد مرور عشر سنوات ظهرت الحاجة إلى إعادة تحيين وتجديد المعلومات التي يحتويها الدليل، ليواكب التطورات العلمية الحاصلة في مجال التكفل بالمصابين "بالإيدز"؛ سواء تلك المتعقلة بطرق العلاج أو الأدوية المقترحة وكل ما يتعلق بكيفية التعامل مع المصاب المتعايش مع الداء.

ويلمّ الدليل، حسب محدثنا، بالعديد من المواضيع الهامة التي تخص المصاب بهذا الداء المزمن، حيث يحوي 50 صفحة تضم في مجملها معلومات طبية وبيولوجية؛ بما في ذلك توجيهات وإرشادات تعلّم المريض كيف يحافظ على صحته، ليعيش حياة يمكن القول عنها عادية كغيره. وحسبه، تضمّن الدليل عددا من المحاور الهامة؛ حيث تم تقسيمه إلى محور خاص بالجانب البيولوجي، وآخر تعلق بالجانب الوقائي، وكذا محور متعلق بالجانب الغذائي. كما خصص جناحا للحديث عن الحماية القانونية التي أولاها المشرّع للمريض المتعايش مع الداء، ليكون بذلك الدليل كاملا ومتكاملا، يجد فيه المصاب والطبيب كل ما يحتاجان إليه في المجال العلاجي وكيفية مرافقة المريض.

وعن كيفية تفعيل الدليل ميدانيا، أشار رئيس الجمعية إلى أنه يجري حاليا بعد أن تم التعريف به لفائدة المعنيين به، توزيعه على كل المصالح الجوارية التي تعنى بعلاج ومرافقة هذه الفئة المتعايشة مع الداء عبر كامل التراب الوطني، حيث انطلقت العملية على مستوى العاصمة، ويُنتظر، حسبه، أن يصل الدليل الوطني إلى كلّ الولايات، لافتا في السياق، إلى أن العاملين في القطاع الصحي استحسنوا هذه المبادرة؛ من خلال تقديم طلبات للحصول عليه سواء في شكله الورقي  أو عبر الأقراص المضغوطة. وبالمناسبة يوضح: "هنالك أيضا طلبات من العاملين بالقطاع الصحي الذهاب أبعد من "الدليل"؛ من خلال برمجة تكوينات تقرب الطبيب المعالج أكثر فأكثر من المريض المتعايش مع الداء؛ بالاعتماد طبعا على وسائل عمل ميدانية للمتابعة الدائمة للمريض، كل ذلك لخدمة هذه الشريحة التي لاتزال تعاني في صمت".

برامج تضامنية للتكفل بـ 100 امرأة في وضع صعب

من جملة الأنشطة التضامنية التي شرعت الجمعية في العمل عليها بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة ممثلة في مديرية النشاط الاجتماعي، مرافقة 100امرأة في وضع صعب، حيث يمسّ البرنامج الأمهات العازبات والنساء المطلقات بدون معيل والأرملات بمن فيهن النساء المعاقات. ويتضمّن البرنامج حسب محدثنا، "البعد التضامني، المتمثل في المساعدة النفسية، وذلك بتمكين النساء من الاستفادة من جلسات مع أخصائيين نفسانيين، وكذا المساعدة الإدارية من خلال التكفل بتسوية وثائق  بعض النساء؛ كالتكفل بمعاشات التقاعد أو بكيفية تحصيل بعض المنح، إلى جانب تمويل مشاريع لفائدة حاملات أفكار؛ يقول: "يتم كل ذلك على مستوى الجمعية".

أما في ما يتعلق بالجانب التحسيسي بمناسبة افتتاح موسم الاصطياف، فيكشف رئيس الجمعية: "لقد بادرت الجمعية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، بإطلاق حملتها الوقائية ضد الأمراض المتنقلة وسط الشباب على مستوى بعض الشواطئ". كما تتضمن الحملة، حسبه، محطات للتشخيص ضد داء الإيدز في الأوساط الأكثر عرضة للإصابة بالداء، وهي الحملة التي سبق لوزارة الصحة أن أطلقتها مطلع سنة 2018 في إطار مشروع وطني لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة، مشيرا في السياق، إلى أنّ الحملة مسّت ولايات الجزائر والبليدة وغليزان.

وتحاول جمعية تضامن إيدز، حسب رئيسها، في العطل الصيفية جاهدة من أجل دعم المتعايش مع الداء، ليتسنى له الشعور كغيره من أفراد المجتمع، بأن له الحق أيضا في الاستمتاع بالعطلة؛ من خلال التأكيد على أن المرض يدخل في خانة الأمراض المزمنة طويلة المدى. ورغم أن المهمة، حسبه، ليست سهلة بالنظر إلى صعوبة تقبّل المجتمع هذه الفئة وضعف إمكانيات الجمعية، غير أنهم يحاولون إحداث نوع من التوازن لتحقيق التكافؤ الاجتماعي، يشعر به المريض ويعيشه، يختم رئيس الجمعية.