تجار “الحمري” بوهران تفننوا في تحضيرها منذ عقود

"الشربات".. عصائر بأذواق منعشة لا تفارق موائد الصائمين

"الشربات".. عصائر بأذواق منعشة  لا تفارق موائد الصائمين
  • القراءات: 832
 رضوان. ق رضوان. ق

تشتهر عدة محلات تجارية بولاية وهران، منذ عقود، بإنتاج وعرض مشروب "الشربات" طيلة أيام السنة، وهي المحلات التي تشهد إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان، بفضل جودة منتجاتها وأذواقها المختلفة، من فواكه موسمية واستوائية وغيرها، غير أنه خلال السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة بيع الشربات على الأرصفة، وفي الشوارع والأحياء الشعبية، سعيا من الباعة إلى الحصول على بعض الأموال في شهر رمضان.

يعتبر مشروب "الشربات" لدى غالبية سكان مدينة وهران وكل المناطق المجاورة لها، من أساسيات مائدة الإفطار طيلة أيام رمضان، لما لها من ميزة ترتبط بالموروث الثقافي للعائلات الوهرانية خلال رمضان، والتي لا يمكنها الاستغناء عن "الشربات" على طاولة الإفطار، وهو ما وقفت عليه المساء، التي قامت بجولة استطلاعية عبر بعض الشوارع والأسواق الشعبية، التي لا يخلو بها شارع من وجود بائع لـ"الشربات"، والتي تقترن في عرضها مع بيع "الشامية". "شربات" بألوان مختلفة تخطف الأنظار، وتستهوي الصائمين.. هو الوصف الذي يتفق عليه معظم محبي هذا المشروب بوهران. أجمع من تحدث إليهم "المساء"، على أن "الشاربات" من المواد المطلوبة بكثرة خلال رمضان، خاصة المشكلة منها من عصير البرتقال، إلى جانب مشروبات أخرى انتشرت في الفترة الأخيرة، ويؤكد عدد ممن تحدثنا إليهم، على أن ظاهرة بيع "الشربات" تنتشر عبر كامل الأحياء، من خلال عرض شباب وعائلات المشروب على طاولات أمام منازلهم وبالشوارع والأسواق، غير أن ذلك لا ينافس "شربات" حي الحمري المعروفة وسط سكان وهران، حسب المواطنين.

بالتنقل إلى حي الحمري العريق، لا يمكن التجول دون مشاهدة محلات بيع هذا المشروب المنعش، الذي حضر من مختلف أنواع الفواكه، سواء الاستوائية أو الموسمية، التي يتم وضعها على مستوى مداخل المحلات والواجهات، لجلب المواطنين الذين يسارعون إلى اقتناء "الشاربات"، خاصة أن منطقة الحمري معروفة بتجار يمارسون مهنة بيع المشروبات منذ عقود، وينشطون في هذه التجارة منذ سبعينيات القرن الماضي، وذاع صيتهم وسط سكان وهران، وحتى وسط سكان مناطق مجاورة للولاية، على غرار ولايتي عين تموشنت ومستغانم، إذ يتنقل بعض سكانها إلى غاية الحمري لاقتناء "الشاربات" المعروفة. يوضح أحد باعة "الشاربات" في هذا الشأن، وهو من سكان حي الحمري، بأن الطلب على "الشاربات" يزداد سنويا، من خلال إقبال المواطنين على شراء المشروبات، خاصة أن رمضان يتزامن منذ سنوات، مع ارتفاع درجة الحرارة، وهو ما يساعد على استهلاك هذا المشروب باردا.

يضيف المتحدث، بأن اقتناء "الشاربات" يدخل ضمن عادات سكان وهران خلال رمضان، حيث لا يكاد يخلو منزل من هذا المشروب وعلبة "الشامية"، وهي من مميزات شهر رمضان المنتشرة بقوة. عن طرق تحضير "الشاربات"، يوضح المتحدث بأن وصفتها سهلة التحضير، وهي معروفة، كونها تضم مجموعة محدودة من المكونات الغذائية التي تشمل العصير أو البرتقال، وكمية من السكر، والقليل من الحمض الاصطناعي، غير أن المحلات المختصة لها تركيبة خاصة، تجعل من "الشربات" مطلوبة، ومذاقها مختلف عن مذاق باقي الشربات الأخرى، وهو من أسرار مهنة صناعتها التي توراثها مهنيو صنع الشاربات بمنطقة الحمري.

ذكر المتحدث، بأن ظاهرة بيع "الشربات" تعرف انتشارا كبيرا في الأحياء، خاصة وسط الشباب، غير أنها تبقى خارج الرقابة، لأن غالبية بائعيها يستخدمون مواد وعصائر مختلفة، مع إضافة كميات كبيرة من السكر والمواد المؤكسدة وكميات كبيرة من الحوامض، إلى جانب المواد الملونة والصبغة والأذواق الاصطناعية، وهي مشروبات تبقى، حسب المتحدث، "خطيرة على صحة المستهلكين"، حيث يفترض أن تحضر "الشربات" وفق ضوابط ومعايير محددة، وهي طرق خاصة في التحضير، تعتمد بالأساس على مكونات طبيعية، خاصة المادة الأولية المتمثلة في الفاكهة، مضيفا بقوله: نقوم بتحضيرها لصناعة الشربات دون استعمال المضافات الغذائية والملونات والحوامض الاصطناعية بكثرة"، مؤكدا، أن توفر المواد الاصطناعية والنكهات، ساعد على انتشار بيع بعض أنواع "الشاربات" بأذواق الموز والأفوكادو والمانغا والمشمش والخوخ وكوكتيل الفواكه، رغم غلائها في حالتها الطبيعية، إلا أنها تباع في قارورة بسعة لتر أو لتر ونصف اللتر بين 150 و200 دج، وهو أمر قد يكون، وفق التاجر، "خطيرا، مع عرضها لأشعة الشمس وداخل أكياس بلاستيكية، وهو ما يجعلها أكثر خطورة".