أمام صمت المنظمات الدولية
الشذوذ طريق حتميٌّ للإصابة بـ"الإيدز"

- 157

أضحى الحديث عن فيروس نقص المناعة المكتسبة، اليوم، أكثر من ضروري؛ نظرا لانتشار عدد كبير من حاملي هذا الفيروس، والذي يعود الى ضعف الوعي، وخاصة الثقافة الجنسية بين الشباب. واقع لمسته "المساء" من خلال تصريحات عدد من الخبراء والمختصين، الذين أكدوا أن أرقام الإصابات بهذا الفيروس، ترتفع بشكل مثير للقلق. وإن كان لا يتم تسليط الضوء عليها بشكل خاص، إلا أنه مشكل قائم، يهدد الصحة العمومية، خاصة وسط الشباب، الذين لديهم نشاط جنسي كبير، فضلا عن عوامل خطر أخرى لا تقل أهمية، كالمخدرات، وعدم الانتباه للنظافة الطبية بشكل عام.
تسجل آخر إحصاءات الجزائر للأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة، ما يزيد عن 2000 إصابة، وهي الإحصاءات التي تعود إلى سنة 2019، وهو العدد الذي قد زاد رغم أن بعض التصريحات تؤكد استقرار الوضع ضمن استراتيجية مكافحة الداء، في حين تؤكد مصادر أخرى ارتفاع هذا العدد في الآونة الأخيرة، خاصة بإحدى مناطق الوطن، مرجعة ذلك لأسباب عديدة، على رأسها غياب الثقافة الجنسية بين الشباب، وما خلّفه فيروس كورونا من آثار سلبية، جعلت خبراء الصحة يلتفتون لمواجهة كوفيد 19، وتهميش مشكل "السيدا".
وخلال الفاتح من ديسمبر من كل سنة، يعود من جديد الحديث عن أكثر الفيروسات التي لاتزال تشكل "طابوها" للحديث عنها، ليصاحب ذلك اليوم برنامج ثري، ومداخلات لخبراء للحديث وتسليط الضوء على آلام المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" أو "الآيدز"، في سعي للفت الانتباه للخطر الذي مازال يداهم بعض فئات المجتمع، خاصة الشباب، جراء انتشار هذا المرض، الذي يعود اليوم للواجهة بعدما دق خبراء الصحة ناقوس الخطر، محذرين من تبعات بعض الممارسات، وغياب الوعي، من جهة أخرى، في استفحال العدوى وانتشارها " كالنار في الهشيم! ".
الأعداد في ارتفاع يثير الهلع!
لفتت البيولوجية "س. صارة " صاحبة أحد المخابر الخاصة بالعاصمة، الانتباه إلى الارتفاع الهائل في عدد المصابين بهذا الداء في الجزائر. وفي حديثها إلـى "المساء" أكدت أنه "يتم، اليوم، الكشف عن هذا الفيروس داخل المخابر؛ كالكشف عن فيروس الأنفلونزا"، بتعبيرها المجازي. وأشارت الى الارتفاع الكبير لعدد المتوجهين نحو المخابر. وكشفت عن حملهم الفيروس بالإيجاب.
وقالت إن هذا العدد أصبح يثير الهلع، خاصة أن هذه الإحصاءات ما هي إلا جزء بسيط مما هو عليه العدد الحقيقي، لا سيما أن الكثيرين لايزالون يتخوفون من إجراء الكشف للتأكد من حملهم الفيروس، وهذا ما يجعله، حسب المتحدثة، "قنبلة موقوتة"، تنتشر من شخص لآخر، لا سيما إذا لم يقم المصاب بالإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي انتشار الفيروس بين المحيطين به.
وقالت البيولوجية إن الفيروس قد يكون صامتا، ولا تظهر على المصاب أي أعراض واضحة، كفقدان الوزن، أو شحوب الوجه، أو أعراض خارجية تدل على إصابته، ما قد يحوّله الى تهديد لمن حوله دون أن يدرك ذلك، سواء الزوج لزوجته، أو العكس، أو باستعمال الشخص السليم الأدوات الشخصية للشخص المصاب، كالأدوات الحادة؛ من ماكينات حلاقة، أو فرشاة الأسنان أو غير ذلك، الى جانب تهديد أعوان السلك الطبي عن تدخلهم العاجل في حالة إصابة الشخص الحامل للفيروس دون أن يتخذوا التدابير اللازمة للوقاية، وحماية أنفسهم من خطر انتقال العدوى.