رغم مسايرة الصناعة المحلية للموديلات الحديثة

الشباب يفضلون المنتوج الأجنبي!

الشباب يفضلون المنتوج الأجنبي!
  • القراءات: 1034
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
صرح السيد محمد ديواني مساعد المدير العام لشركة ”جاكيت كلوب” الجزائرية، أن الشاب الجزائري يعزف عن شراء المنتوج المحلي، مفضلا اقتناء نظيره التركي الذي غزا  السوق، ليبقى النسيج الجزائري السلعة المفضلة للكهول وكبار السن فقط.
يفضل عدد كبير من الجزائريين استهلاك السلع الأجنبية بدعوى أنها ذات جودة مرموقة، بفضل ”الديزاينات” الحديثة التي تفصل عليها وتتماشى مع الموضة العصرية، لاسيما وأن الموديلات في السنوات الأخيرة أخذت الطابع الضيق والمفصل بدقة مع جسم الفرد،  عكس الطبعات القديمة التي كانت سمتها الأشكال الفضفاضة والمريحة. وهو ما جعل بعض الشباب اليوم حينما يعرف أن المنتوج المعروض محلي يتبادر إلى ذهنه غياب الجودة، ويكفي في نظره أن تكون السلعة مستوردة من الخارج لتكون مطابقة للمعايير الجيدة، بينما لا تلقى السلع المصنعة في الجزائر أي اهتمام حتى لو كانت تستجيب لمعايير الجودة والمقاييس الدولية.
وأكد السيد محمد ديواني أن بعض التجار يتعمدون إلصاق ملاحظة ”مستورد من الخارج” على سلعهم المصنعة محليا لترويجها وتسويقها وتصريف فائض ما أنتجته مصانعهم.
وكانت جولة ”المساء” إلى معرض الصناعات النسيجية الذي نظمه مؤخرا، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، فرصة للحديث مع التجار وأصحاب محلات عمومية لمختصة في النسيج، اكتشفنا من خلالها أن المنتوج الجزائري لا يزال في الظل، الأمر الذي جعل هؤلاء التجار يقررون تنظيم التظاهرة من أجل إبراز هذا المنتوج وإعطائه الاعتبار وإعادة بعثه من جديد، بهدف الوصول إلى تقليص فاتورة الاستيراد والتخلي عن استيراد السلع التي يمكن إنتاجها محليا خصوصا في مجال النسيج.
وأوضح بعض العارضين أن ظاهرة تفضيل الجزائريين للعلامات المستوردة على تلك المصنعة محليا تجعل للمنتوج منفذا واحدا لتصريفها، وهي شراؤها من طرف كبار السن الذين يفضلون الموديلات القديمة الفضفاضة التي تريحهم عند ارتدائها. ويرى أحد الممثلين عن شركة نسيج وطنية، أن شركتهم تعمل جاهدة لتوظيف مصممي أزياء من الجيل الحديث لإعطائهم فرصة التعبير عن إبداعاتهم بنفس جديد، ليدخل المنتوج المحلي بذلك حيز المنافسة، خاصة مع التنوع الكبير المتوفر في السوق حاليا، لاسيما وأن هذا الأخير أصبح يتميز بالمرونة والسرعة في الإبداع ومن الضروري مجاراة هذه العجلة التي يفرضها اقتصاد السوق. كما نوه المتحدث بالمنتوجات المحلية التي تتميز بالأسعار المعقولة تماشيا مع القدرة الشرائية لكل مواطن.
وفي حديث ذي صلة، ثمن السيد محمد ديواني مجهودات الدولة في تنظيم المعارض التي من شأنها التعريف بهذا المنتوج وتشجيع المواطن على اقتنائه، إلى جانب المبادرات والإعانات المالية الرامية إلى تحسين هذا القطاع، خصوصا وأن الدولة سطرت هدف الوصول إلى 51 محلا تجاريا عبر التراب الوطني متخصصا في النسيج المحلي.
ونوه مساعد المدير أن سلسلة ”جاكيت كلوب” الجزائرية تضع برنامجا مكثفا من أجل التحلي بالمهنية والعمل على احترام معايير الجودة والنوعية بمراعاة أذواق المستهلك التي تتغير مع تغير صيحات الموضة، لجعله يثق في المنتوج الوطني ويتمكن عند ذلك منافسة المنتوج الأجنبي.
ويرجع المتحدث الاستهلاك الموجه إلى ما هو أجنبي إلى غياب ثقافة الاستهلاك لدى الجزائريين، حيث مازال المواطنون يثقون ثقة عمياء في كل ما هو قادم من الخارج، في ظل تهميش المؤسسات الوطنية، كما أشار إلى عامل هام في مجال الاقتصاد وهو الإشهار والترويج للسلعة المحلية، وفق أسس حديثة في ظل المنافسة الشرسة للمؤسسات الأجنبية في السوق الجزائرية التي تعد سوقا واسعة تحضر فيها المؤسسات الأجنبية بعلاماتها وحاضرة بقوة عبر وكلائها، بينما تغيب المؤسسات الوطنية.