سيدة السهرات الرمضانية في بيوت الباهية

"الشامية "..حلوى شرقية بذوق ونكهة وهرانية

"الشامية "..حلوى شرقية بذوق ونكهة وهرانية
  • القراءات: 723
رضوان. ق رضوان. ق

تعد حلوى "الشامية" من الحلويات التي تنتشر عبر كامل الأسواق والمحلات، وحتى الفضاءات التجارية والفنادق الكبرى بغرب البلاد، إذ لا يخلو مكان من وجودها خلال الشهر الفضيل، لرمزية ارتباطها بهذا الضيف العزيز، ولا يخلو بيت منها، إذ تكون حاضرة بين ألوان الطعام والحلويات الأخرى، وقد حافظت على مكانها مع مرور الزمن، رغم ما طرأ على نوع العروض من حلويات على اختلاف أشكالها وأصنافها، وحتى أذواقها. "الشامية"، تلك الحلوى الشرقية ذات اللون العسلي، مصنوعة من سميد شبه محترق يأسر الناظرين، خصوصا الصائمين، فالمتجول عبر شوارع وهران وأزقتها وأحيائها، وحتى محلاتها التجارية الكبرى، يشاهد ديكورات مختلفة تشد كل من رآها، وللوقوف على كيفية إعداد "الشامية" ورمزيتها لدى العائلات الوهرانية، كان لـ"المساء" لقاء مع الحرفي والمبدع هواري رحيم، مسير محل لبيع الحلويات، كشف بأن "الشامية" التي أُدخلت عليها منذ سنوات عديدة تعديلات وإضافات، جعلتها تتنوع وتعرض بأكثر من ذوق. 

عن الأذواق الجديدة التي تنتشر حاليا، كشف المتحدث بأن "الشامية" في الغالب، كانت معروفة بـ"شامية" السميد والعسل بلونها البني المعروف، ولكن مع التطور وإبداع الحرفيين، أُدخلت عليها أذواق أخرى، كـ"شامية" البندق و"شامية اللوز" و"شامية المكسرات" المختلفة و"شامية الكاوكاو" و"شامية الشكولاطة"، وهي أنواع مطلوبة من طرف المستهلكين خلال شهر رمضان. عن كيفية إعداد حلوى الشامية، يوضح الطباخ بأن تحضيرها يستغرق يومين، وتمر عبر 3 مراحل، وقبل إعدادها يجب توفير مادة السميد الخشين الخاص بصناعة "الشامية"، ومنتوج العسل والكراميل، إلى جانب السمن والعسل والسكر والزبدة والزيت وماء الزهر، ومستحضرات المكسرات الجافة، وتكون محشية بأذواق متنوعة، وتتوفر حاليا على شكل أذواق. يتم، حسبه، في المرحلة الأولى، خلط السميد مع الزيت والماء ليترك حوالي 10 دقائق في الخلاط، ويترك لمدة يوم كامل، بعدها يتم خلطه مجددا بإضافة ماء الزهر والمستحضرات والحشوة والزيت والسمن، مع مسح كامل الصينية بمادة السمن، ليفرش السميد المعد داخل السنية.

بخصوص أنواع الشامية الأخرى، معدة بمختلف الأذواق، قال: "نقوم بنفس العملية، غير أننا في مرحلة وضع الشامية بالصينية، يتم وضع طبقة أولى، ثم توضع فوقها حشوة المكسرات حسب المذاق، تضاف إليها الطبقة  الثانية من السميد المحضر، بعدها يتم وضعها في الفرن لمدة تقارب الساعة، وتخرج من الفرن وتسقى بمادة "الشربات" التي يتم إعدادها بالسكر وماء الزهر، وتترك لمدة يوم كامل قبل عرضها على الزبائن. كما كشف سيد أحمد، وهو حرفي أيضا، بأن الشامية عرفت إدخال الشكولاطة بقوة في تحضيرها، حيث يتم حاليا عرض حلوى "شامية الشكولاطة"، التي تغطس بالكامل في الشكولاطة بأنواعها وأذواقها، وتختلف أسعارها حسب نوعية الشكولاطة التي أُعدت بها، وتلقى هذه "الشامية"، وفق المتحدث، إقبالا كبيرا من الزبائن، وتقدم خاصة للأطفال، كما يتم إضافة بعض أنواع الفواكه على "الشامية" للزينة، حيث تعطي مشهدا آخر لها.

عن الأسعار التي تعرض بها هذه الحلوى على أنواعها الفاخرة، كشف هواري بقوله: "أبقينا على نفس أسعار السنة الماضية، رغم الزيادات التي عرفتها عدة منتجات غذائية تدخل في تحضير حلوى الشامية، وندرة بعض المنتجات الأخرى كالزيت، وارتفاع أسعار السميد الخاص بتحضير الشامية خلال السنة الجارية، مع ارتفاع أسعار حشوة المكسرات، حفاظا على القدرة الشرائية للزبون الذي منحنا ثقته في شراء الشامية التي تبقى سيدة السهرات الرمضانية".

 لا سهرات رمضانية دون شامية

 تواظب العائلات الوهرانية منذ زمن، على شراء "الشامية" من محلات معروفة، أو من الطاولات المنتشرة عبر الأحياء، وتوضح السيدة مريم، وهي ربة عائلة في عقدها الستين، بأن الشامية رمز من رموز السهرات الرمضانية، ولا يمكن تصور شهر رمضان دون حلوى الشامية على موائد الإفطار، حيث يفضل البعض تحلية الفطور بتناول كمية صغيرة منها، لحلاوتها وتوفرها على السكر، ويتم تناولها إلى جانب التمر، فيما تقدم على العموم خلال سهرات رمضان مع الشاي. وقد توارث سكان وهران عادات شراء "الشامية" منذ عقود، ولا يخلو منزل منها. من المفارقات، في بعض الأحيان، أن كل أفراد العائلات المتواجدين خارج المنزل، وبعد حضورهم، يأتون بكمية من "الشامية" بأذواق مختلفة لتقدم على الموائد في السهرات. كما كشفت سيدة أخرى، أنه وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار فيديوهات تحضير الأكلات والحلويات، أصبحت النساء يتحضرن "الشامية" في المنزل، ويبدعن في ذلك، لتفادي شرائها من المحلات، بسبب غلاء أسعارها. ومع ذلك تبقى ظاهرة اقتناء "الشامية" بوهران، تزداد وتتوسع سنويا، للتأكيد على أنها سيدة السهرات الرمضانية.