أمين سقال أخصائي في الأمراض الصدرية:

السيجارة الإلكترونية مصدر آخر للإدمان

السيجارة الإلكترونية مصدر آخر للإدمان
  • القراءات: 697
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

خلقت السيجارة الإلكترونية منذ دخولها السوق الأوروبية سنة 2005، نوعا من المناظرة بين خبراء الصحة، الذين راودتهم الشكوك حول أثارها الجانبية على الصحة، حيث ادعى مصنعوها ومروجوها أن الآثار السامة والمهيجة في مكوناتها، أقل بكثير من آثار التبغ والنيكوتين المتواجد في السيجارة العادية، وعن هذا الموضوع، حدثنا أمين سقال، طبيب أخصائي في الأمراض الصدرية، الذي جرم كل مدعي "السلامة التامة" للسيجارة الإلكترونية، موضحا أن هذا المنتج الذي يستهدف الشباب، هو نوع من تسويق الإدمان، وكل ما يقال عن سلامة النوع الإلكتروني، أكاذيب وتلاعب، ودور أخصائيي الصحة هو فك ذاك التشفير.

أشار المتحدث إلى أن السيجارة الإلكترونية هي الاسم العام لـ«مولدات الأيروسول"، التي شكلها يشبه شكل السيجارة، حيث لها نفس طريقة الاستعمال،  حيث تستخدم عن طريق توفير دخان صناعي بنكهات متنوعة، منها ما يحتوي على النيكوتين، ومنها ما يتم استعمال فيها مواد أخرى قد لا تقل خطورة على النيكوتين، وتجعل الفرد يدمن عليها.

أكد الدكتور أنه في بداية الأمر، كان مصنعو السيجارة الإلكترونية يروجون لمنتجهم، بالادعاء أنها تساهم في وقف عادة التدخين، حيث تساعد المدخن على الانتقال تدريجيا بين مراحل الإدمان، مثلا، باستبدال السيجارة "الخطيرة" بسيجارة إلكترونية لا تشكل أي خطر على الصحة -على حد ما كان يشهر له-،  حتى يتمكن الفرد من وقف التدخين تماما، إلا أن الغريب في الأمر، وما أثار اهتمام أخصائيي الصحة ولفت انتباههم، هو أن تلك السيجارة لم توقف التدخين، بل غيرت إدمانهم نحو منتج جديد، وهذا ما يجعلنا نقف أمام حقيقة وجود مواد قد تكون سامة غير طبيعية في تلك السيجارة، وتجعل الفرد يدمن عليها، لكن إلى أي مدى قد تشكل خطورة على الصحة؟.

مضيفا أن تلك الأداة التي ركز مصنعوها على جانبها "الجمالي"، كثيرا ما تثير شباب اليوم من مختلف الفئات العمرية، ويقول "أصبحت السيجارة الإلكترونية نوعا من التوجه الجديد لهؤلاء الشباب، البعض منهم بهدف التباهي، في حين أن  نية البعض الآخر هي المساعدة على وقف الإدمان على التدخين"، ويضيف أنه رغم أسعارها الخيالية، إلا أن هؤلاء الشباب لم يمتنعوا من اقتنائها ولو بادخار ميزانية خاصة لها، أو اقتناء الأكسسورات الخاصة بها، أو خراطيش النكهات التي تتوفر بأنواع لا تعد ولا تحصى".

عن مخاطر السيجارة الإلكترونية، يقول أخصائي الأمراض الصدرية، إن التدخين يتسبب في وفاة 15 ألف شخص سنويا، لكن ماذا عن آثار السيجار الإلكترونية؟، في هذا الصدد، قال "لم تعلن أية جهة رسمية عن المخاطر الثابتة للسيجارة الإلكترونية، لكن ثمة قوانين خصصت في هذا الإطار لمراقبة عن قرب هذا المنتج ذو الابتكار الصيني، وهو التخوف الذي يدفعنا إلى عدم التحيز إلى الجهات التي تنفي خطورة السيجارة، ولابد من تبني مبدأ الوقاية.

في نفس الصدد قال "لقد أثبتت بعض التجارب الأجنبية التي سبقت اقتناء تلك السجائر الإلكترونية، مقارنة بالجزائر، انتشار وباء حاد وسط بعض مستعمليها، وهو التهاب الرئة، وصلت بعض الحالات منه إلى التلف التام للرئة، لكن في الجزائر لم تجري أي جهة دراسات حقيقية حول الآثار الجانبية لهذه السيجارة، وهو الأمر الذي لابد أن تأخذه بعين الاعتبار الجهات المعنية، لاسيما أن انتشار هذه الظاهرة وسط شبابنا بات مثيرا للقلق.

على عكس تدخين السيجارة العادية، يقر سقال بأن السيجارة الإلكترونية يتم استهلاكها عن طريق احتراق سوائل وتحولها إلى بخار، وما يجعلها أقل سما من السيجارة العادية، أنها لا تحتوي على البنزين والزرنيخ والكروم وأول أكسيد الكربون، التي ينتجها الدخان الرئيسي المسؤول عن أمراض القلب والأوعية الدموية وقصور الجهاز التنفسي وسرطان الرئة، لكن غياب كل تلك المواد لا ينفي غياب الخطر منها، لاسيما على المدى البعيد، يقول المتحدث.