محور نشاط الوكالات المتخصصة خلال فصل الشتاء

السياحة الحموية.. وجهة للعلاج والاستكشاف

السياحة الحموية.. وجهة للعلاج والاستكشاف
  • القراءات: 497
  نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تحيّن وكالات السياحة والسفر خلال هذه الأيام، عروضها الترويجية للسياحة، نحو واحدة من الولايات التي تُعرف بوجود أحد الحمّامات الشهيرة بمنطقتها؛ حيث أصبحت السياحة الحموية واحدة من أكثر عروض السفر المطلوبة من السائح الجزائري، وحتى الأجنبي؛ للاستمتاع بأجواء ترفيهية وعلاجية في نفس الوقت؛ حيث ترادف تلك الحمّامات السياحة الشتوية بامتياز، لتصبح بديل الشواطئ والمسابح، التي تلقى إقبالا خلال فصل الصيف. 

بعد التفتح الكبير الذي شهده الجزائري على السفر والتجول والاستمتاع بالعطلة، أضحت برمجة ذلك ثقافة راسخة عند كثير من الأسر، وهو الأمر الذي تكيفت معه الوكالات السياحية، التي استغلت هذا الإقبال، وكذا تنوع الفضاءات المتاحة، وشساعة الوطن، وغنى طبيعتيه، لتنظيم جولات سياحية خاصة في كل المواسم؛ على غرار سياحة التجول في المدن الساحلية خلال فصل الصيف،  وكذا نحو الجبال والغابات خلال موسمي الربيع والخريف، والسياحة الصحراوية والحموية خلال موسم الشتاء، وبذلك يتم تلبية أذواق المواطنين، وتراعَى مختلف الفئات العمرية.

ولاتزال الدولة تعتمد على السياحة الحموية كإحدى الركائز الأساسية للقطاع السياحي، والاقتصاد عامة، حيث يشتد الإقبال على الحمّامات خلال هذا الموسم من السنة، من مختلف الفئات، بعدما كان للسياحة العلاجية بالدرجة الأولى، وذلك من أجل الاسترخاء، والاستمتاع بأجواء مريحة.

ومع الانخفاض الكبير في درجة حرارة الجو، تتنامى الرغبة لدى الأشخاص في التوجه نحو تلك الحمّامات الساخنة؛ هروبا من الطقس البارد، ولإرخاء العضلات، وعدم تفويت فرصة الاستفادة من المعادن والأملاح التي تحملها تلك المياه الجوفية التي تغذي الحمّامات.

وعكس كثير من الدول الرائدة في السياحة، تزخر الجزائر بعدد كبير من الحمامات المعدنية الطبيعية لا الاصطناعية؛ فمياهها تأتي من جوف الأرض، بعضها حارة، وأخرى باردة. وتحمل كل واحدة عددا من المعادن والأملاح المفيدة للصحة؛ سواء لبعض المشاكل الباطنية كأمراض الكلى، أو مشاكل البشرة، وغيرها.

الجزائر غنية بالحمّامات المعدنية

بعدما كان الطلب على الحمامات يشتد من طرف كبار السن، باتت اليوم تشد إليها الرحال، شرائح مختلفة من المجتمع بمن فيهم الشباب وكذا الأزواج، حسب ما أكد سمير طوبال، مدير تجاري لدى وكالة سياحة وسفر "فواياج في اي بي" بالعاصمة، الذي أوضح أن الطلب تزايد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، فأصبح يتم تنظيم برامج خاصة نحو واحدة من تلك الحمامات المعدنية ضمن برنامج مضبوط، مشيرا إلى أن الإقبال عليها يزداد خلال فصل الشتاء مع برودة الجو؛ إذ تتحول خلال باقي فصول السنة، إلى حمامات علاجية بامتياز.

وأضاف سمير طوبال أن الجزائر تزخر بعدد كبير من تلك الحمامات المعدنية الطبيعية. ومن أشهرها حمام ريغة، ودباغ، وبوغرارة، والمسخوطين، وزلفانة، وقرقور، وحمام ربي، وغيرها من الحمامات التي ليست بحجم سابقة الذكر، لكن لا تقل عنها فائدة، خاصة أن مياهها غنية جدا بالأملاح المعدنية المفيدة للصحة.

وأكد المتحدث أن هذا النوع من الزيارات كان يتم من طرف عائلة بدون حاجة إلى وكالة، بينما اليوم بعض العائلات باتت ترغب في عروض كاملة، لسفر متنوع، وبرنامج ثري في زيارة واحدة، خاصة إذا تنقّل الشخص من ولاية لأخرى؛ مثل من الشرق إلى الغرب أو العكس؛ فعدم معرفته بالمنطقة يجعله لا يرغب في المغامرة؛ ما يدفع إلى تزايد الطلب على الوكالات لتنظيم برامج كاملة ومتنوعة؛ من زيارة الحمّام إلى التجول في المدينة وزيارة بعض معالمها، وحتى تجربة بعض تقاليدها في الطبخ، وغير ذلك، وهذا ما أصبح يثير كثيرا اهتمام المقبلين على السياحة الحموية.

ولم تقتصر تلك البرامج السياحية على وكالات سياحية معتمدة، بل تفننت بعض الصفحات الفايسبوكية في تنظيم برامجها على طريقتها الخاصة، أقل تكلفة من استقطاب أكثر عدد من السياح لكن بنوعية خدمات مختلفة؛ إذ تعتمد على ما يُعرف ببيوت الإقامة، التي ليست كالفنادق ذات التكاليف العالية، وهذا ما أشار إليه رياض فرحات، صاحب صفحة تهتم بتنظيم زيارات ليومين وثلاث ليال، نحو واحدة من تلك الوجهات، موضحا أن عمله يقتصر على ضمان التنقل في وسيلة مريحة، والإقامة في أحد منازل الإقامة، لكن بدون تكاليف الأكل أو المصاريف الأخرى.