لها تأثير نفسي عجيب

السوق الشعبية تجذب إليها الزوار كالمغناطيس

السوق الشعبية تجذب إليها الزوار كالمغناطيس
  • القراءات: 2592
حنان. س حنان. س

تستقطب السوق الشعبية بساحة الشهداء في العاصمة عددا كبيرا من المواطنين لاقتناء آخر المشتريات، خاصة أن العد التنازلي لرمضان قد بدأ. ومن خلال جولة في هذه السوق ذات الصيت الواسع، لوحظ عدد كبير من المستهلكين يقتنون مختلف الحاجيات التي لا يمكن حصرها في متطلبات مائدة الإفطار فحسب، وإنما أيضا مستلزمات عيد الفطر، كما نشير إلى أنه من المترددين على هذه السوق من يتجول بأزقتها الضيقة لتمضية الوقت إلى ما بعد العصر!

حسب عدد من التجار المنتظمين بسوق أحمد بوزرينة المعروفة بـ«زنيقة لعرايس"، فإن بارومتر الإقبال على هذه السوق الشعبية التي تضم عددا كبيرا من المحلات، إلى جانب طاولات الباعة غير المنتظمين، يبدأ في حدود العاشرة صباحا ليعرف منحى تصاعديا يصل ذروته في حدود الواحدة زوالا، ليستمر الناس في التدفق على السوق ومختلف أزقتها الضيقة التي تمثل هي الأخرى سوقا مفتوحة إلى ما بعد الرابعة زوالا وهي ساعة بدء غلق مختلف المحلات التجارية.

في السياق، قال تاجر مفروشات منزلية بسوق أحمد بوزرينة أنه لا يمكن حصر الإقبال على هذه السوق الشعبية ولا زمنه. بالنسبة إليه فإن المشترين الحقيقيين في رمضان يقصدون السوق بعد السحور، كون أغلب المحلات تفتح بعد صلاة الفجر وغالبا ما يقصد باعة الجملة السوق للتبضع، فيما تنقص الحركة كلية بعدها إلى حدود العاشرة والنصف صباحا، إلى الرابعة بعد الزوال، "فنشهد حركة صفا ومروة على طول السوق وأحيانا لنفس الوجوه، مما يعني أن هذه السوق مقصد مفضل لقتل الوقت، خاصة أن اليوم الرمضاني طويل".

ويذهب تاجر ملابس نسوية تقليدية إلى حد القول بأن سوق ‘لقواس’ مقصد نسوي بامتياز يلتقين فيه لتمضية الوقت والحديث عن المشاكل اليومية والهموم الحياتية "وكأن السوق متنفس لهن للتخلص من قيود المنازل.. أعتقد أن السوق الشعبية لها تأثير نفسي عجيب على مرتاديه، فمن يزورها مرة يزورها مرات بعدها، ثم تصبح بعدها كالإدمان بالنسبة إليه".  

كذلك يقول تاجر قماش بأن حركة الذهاب والإياب على طول سوق ‘لقواس’ تبدأ بالازدياد عند منتصف النهار، وسط اكتظاظ كبير، معلقا بقوله: "يمشو بالتطباع" لوصف شدة الزحام التي تعرفها السوق سواء خلال أيام رمضان أو باقتراب عيد الفطر، مرجعا السبب إلى وفرة مختلف السلع والأسعار التي تخدم كل المداخيل.

في هذا الإطار، تتحدث إلينا سيدة كانت بصدد شراء عجائن رمضانية كـ"الديول" و"القطائف"، قالت بأنها تزور هذه السوق الشعبية بمعدل مرتين في الأسبوع، كونها تأتي من عين البنيان، مفضلة بذلك سوق ساحة الشهداء على السوق الشعبية لباب الوادي وحجتها اتساع السوق الأولى عن الثانية، إضافة إلى عامل النظافة التي تعتبره في سوق ‘لقواس’ أحسن من سوق الثلاث ساعات.  

من جهتها، تؤكد مواطنة أخرى أن كل مستلزماتها تقتنيها من سوق ساحة الشهداء سواء الملابس أو المفروشات والديكور أو الخضر وغيرها، مبرزة أن الأسعار المطبقة على مختلف السلع "معقولة جدا"، فزوجي موظف بسيط وأنا ربة بيت وأم لطفلين ومع مصاريف رمضان واقتراب عيد الفطر، ليس أمامي سوى السوق الشعبية لأشتري وفق ميزانيتي، وقد تمكنت من شراء فستان لابنتي ذات التسع سنوات بألف دينار وطقم لابني بـ800 دينار، واشتريت أشياء أخرى للبيت بأسعار معقولة جدا..

ولأن العد التنازلي لرمضان قد بدأ، فان الوجهة، حسبما لاحظته "المساء" بحر الأسبوع الجاري، صوب سوق عمار القامة المشهورة بعرض مستلزمات الحلويات التقليدية، إذ لا يمكن وصف جموع الوافدين على هذه السوق سوى القول إنها كانت مزدحمة للغاية إلى حد عدم التمكن من دخولها إلا عبر الانتظار في طابور طويل تحت أشعة الشمس الحارقة.