اختاروا الملابس والمفروشات

السوريون ينعشون التجارة في الأسواق الجزائرية

السوريون ينعشون التجارة في الأسواق الجزائرية
  • القراءات: 1379
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
انتشرت في الآونة الأخيرة عدة محلات عبر العاصمة يديرها سوريون، تنشط في عدة مجالات، أهمها التجارة في الألبسة الجاهزة، الأفرشة وأخرى لتقديم خدمات تخص الأكل السريع وتحديدا أكلات شعبية من المطبخ السوري.
في جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى بعض المحلات بالعاصمة، لاحظنا الانتشار الكبير لمحلات يديرها سوريون يروجون لبعض الألبسة التي تعكس تقاليدهم، وفي دردشتنا مع "أحمد قرطل" حلبي الأصل، انتقل إلى الجزائر قبل سنة ليمارس نشاطه التجاري في المفروشات المنزلية الراقية التي تحملها العروس في جهازها، قال في حديثه لـ"المساء" بأن تجارته جد منتعشة وأنه يحقق أرباحا مرضية خاصة في موسم الصيف حين تقبل النساء على محله بكثرة، مشيرا إلى أن السوق الجزائرية رحبت به ولم يجد أية صعوبات في ممارسة النشاط التجاري، خصوصا أن التاجر الجزائري يتميز بالصدق والمنافسة الشريفة".
وأرجع سبب اختياره للجزائر، إلى الوضع الذي آلت إليه سوريا، حيث قال؛ "اضطرني اللاأمن في بلدي إلى الانتقال إلى بلد آخر، واخترت الجزائر لكثرة ما سمعت عنها من رخاء وأمن وكرم".
تتميز السوق الجزائرية بالمنافسة الشديدة، يقول محدثنا، ولعل تعدد المنتجات من مختلف البلدان يجعل الزبون يحتار في اختيار المنتوج، إلا أنني تمكنت من إيجاد مكان لي بين المنافسين بعد دراسة ذوق الأسرة الجزائرية التي تبحث دائما عن الجودة والسعر المقبول، وهو ما يقدمه المنتج السوري، لاسيما بعدما أدرك الزبون الجزائري مدى رداءة المنتج الصيني".
من جهته، حدثنا التاجر السوري "وليد" عن الفرق بين التجارة في السوق الجزائرية والسورية فقال: "هناك فرق بين السوقين؛ فالسوري يعتمد أكثر على الإنتاج المحلي على عكس الجزائري الذي يلجأ غالبا إلى الاستيراد لتنويع السوق". مشيرا إلى أنه اختار سلعة المفروشات لأنها تظل مطلوبة على مدار السنة.
ويرجع محدثنا تفضيل عدد كبير من السوريين امتهان التجارة في الجزائر إلى انتشار صفة التسامح بين الجزائريين، وهي الصفة ـ يقول ـ التي لمستها في العديد من المعاملات".
ورغم انتعاش تجارتهم في الجزائر، إلا أن السوريين لا يزالون يعانون من مشكل الإقامة مما يمنعهم من الحصول على محلات خاصة بهم، ويجعلهم يعملون رفقة جزائريين بالاعتماد على أسلوب الشراكة، حسب التاجر "وليد".
وفي محل لبيع الجلابات السورية، حدثنا التاجر "حبش" قائلا؛ "بأنه لم يجد مطلقا صعوبة في ممارسة النشاط بالجزائر، لأنه سبق أن تعامل مع الجزائريين في إطار عقود شراكة، ومن ثمة فهو على دراية بالسوق الجزائرية، ويرى محدثنا الذي يعمل في مجال التطريز منذ سنوات، أنه لم يلمس فرقا بين البلدين، وأن البلدين يتميز شعباه بالطيبة والجود والكرم، الأمر الذي ساعدهم على إيجاد الراحة والطمأنينة داخل الجزائر، وبفضل تعاون الجزائريين، تيسرت أعمالهم وانتعشت تجارتهم.
ويعتقد التاجر "حبش" أن أكثر ما أنعش تجارتهم؛ وجود تقارب بين أذواق الجزائريين والسوريين، خاصة فيما يتعلق بالألبسة الجاهزة التي أصبحت الجزائريات يقتنيها بشكل واسع.
انتقلنا إلى محل "أحمد زيدان" الذي قال بأن التجارة في الجزائر تعمل بوتيرة لا بأس بها، إلا أن التاجر لا يزال يعاني من بعض الصعوبات بسبب قلة الإنتاج والاعتماد على التصدير، مشيرا إلى أن الجزائريين رحبوا بهم ومدوا لهم يد العون ليتمكنوا من ممارسة نشاطاتهم التجارية.