الوقاية والتربية العلاجية لتوعية المريض ممكنة

السكري في استفحال مضطرد

السكري في استفحال مضطرد
  • القراءات: 977
حنان. س حنان. س
يرى مختصون في داء السكري، أنه من الضروري إقامة المزيد من الأيام التوعوية والتحسيسية حول هذا المرض، بهدف ترسيخ الثقافة الصحية في المجتمع، موضحين بمناسبة تنظيم ملتقى وطني في بومرداس، إحياء لليوم العالمي للسكري المصادف لـ14 نوفمبر من كل سنة، أنه لا بد من تغيير أساليب الوقاية حتى تتماشى مع متغيرات هذا الداء المستفحل، ومن ذلك اعتماد طريقة التربية العلاجية التي تجعل المريض يتعايش بطرق أحسن مع مرضه.
تعتقد الدكتورة فتيحة سعدوني المختصة في الطب الداخلي بمستشفى الثنية، أن التعريف بالسكري بفئتيه الأولى والثانية، وكذا الحديث عن أعراضه، وعن كيفية استعمال جهاز قياس السكري في دم المريض، أو حتى كيفية حقن الأنسولين ونوعية الغذاء الواجب احترامها عند المرضى، أمور قد تجاوزتها المعطيات الوبائية الجديدة التي تكشف عن أن مرضى السكري في ازدياد مطرد، خاصة السكري "2"، " مما يعني أنه من الضروري تغيير طريقة التعامل مع المريض، باتباع أسلوب التربية العلاجية التي تعطي نتائج جيدة، لأن المريض يصبح أكثر اهتماما بحالته الصحية، ويعرف ماذا يفعل في حال ارتفاع أو هبوط السكري قبيل قصد الطبيب المعالج"، تقول المختصة في حديث لـ"المساء"، وتشير إلى أهمية تكوين الأطباء العامين حول التربية العلاجية للسكري، كونهم أول من يقصده المريض ومنه المريض المزمن.وتتحدث المختصة عن "خلل" يسجل في طريقة وقاية المريض بالسكري من مضاعفات هذا الداء، حيث تقول بأن ملاحظتها الشخصية في إطار معالجة مرض السكري منذ ما يزيد عن 20 سنة، توضح أن عدد الحالات المصابة، أضف إلى ذلك الإصابة بمضاعفات هذا الداء، وهو ما يوحي ـ حسبها ـ إلى وجود خلل ما، أدى إلى فشل كل السياسات المتبعة في الوقاية من السكري، "وعليه أصبح من المهم جدا تغيير طريقة التعامل مع المريض، بتسطير حصص تثقيفية بين الطبيب ومجموعة من المرضى، إضافة إلى أحد مخابر الأدوية، للحديث أولا عن المرض وكيفية التعايش الصحيح معه، خاصة مع توفر أنواع الأدوية، لذلك من المهم أن يدرك المريض أن علاج السكري لا يعني فقط حقنة الأنسولين، وإنما طريقة عيش صحيحة لتفادي التعقيدات، وأخطرها؛ غسل الكلى وبتر القدم"، تقول الدكتورة سعدوني.من جهته، كشف البروفسورر سعيد وردان، رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى تيزي وزو، عن أنه على مريض السكري أن يتدرب على التأقلم مع مرضه، وقال في حديث خص به "المساء"، بأن السكري اليوم أصبح المرض الأكثر انتشارا في الجزائر، وعلى المريض ألا يخشى مرضه، فمع توفر العلاج تبقى المسؤولية الأكبر ملقاة على عاتقه "عليه معرفة مرضه والطلب من طبيبه المعالج وضع برنامج على شكل حصص لتثقيف أحسن حول السكري، فمثلا، لا بد للمريض أن يغير من أماكن وخز السبابة لقياس نسبة السكري، كأن تكون مرة في اليسرى وأخرى في اليمنى، ويكون الوخز بعد غسل اليدين، وكذا أوقات الوخز وعدد مراته.. وهذا كله يكون ضمن حصص التربية العلاجية التي تحدثنا عنها". يقول المختص مشيرا إلى أن دار السكري لا بد لها هنا من لعب دورها، فالطبيب المعالج أو المختص يضطر أحيانا إلى تجاوز إعطاء الدروس التثقيفية لمريض السكري بسبب ضغط عدد المرضى يوميا.ويرى البروفسور وردان أن الوقاية من السكري ممكنة وغير مكلفة وتكون على المستوى الشخصي، بمعنى أن الوقاية تتلخص في عاملين اثنين: الغذاء الصحي والحركة. "والأكل الصحي لا نعني به الحرمان من الأكل، وإنما معرفة ما نأكل، بالابتعاد عن المشروبات الغازية والسكريات والأكل السريع، إضافة إلى قلة الحركة التي أصبحت من جهتها ظاهرة سلبية في استفحال مقلق، والدليل ظهور ‘الكرش’ عند الشباب الذكور الأقل من 40 سنة". كما تظهر الوقاية، حسب نفس المختص، في المدارس، داعيا أطباء الوحدات الصحية إلى إدراج دروس توعوية لفائدة تلاميذ الابتدائي، خاصة حول نوعية الغذاء الصحي والابتعاد عن السكريات والمشروبات المحلاة ورقائق  البطاطا، مع الاهتمام بالرياضة، وهذا من شأنه خلق أجيال مثقفة صحيا، مما يعني إنقاص تسجيل الإصابة بالأمراض المزمنة، ومنها السكري وارتفاع الضغط وأمرض القلب.وفي السياق، يشيد المختص بالتجربة الكندية التي أدرجت التربية الصحية في المدارس واكتشفوا بعد سنوات انخفاض نسبة الإصابة بالسكري، خاصة الفئة الثانية منه. "مما يعني في الأخير أن الوقاية لا تكلف أموالا، في الوقت الذي يكلف التكفل بمريض السكري الواحد ملايين الدينارات، دون حساب التكفل المادي بمضاعفاته"، يختم البروفسور وردان حديثه.