حفاظا على أصالة الأزياء التقليدية

السعي لجمعية وطنية لمصممي الأزياء

السعي لجمعية وطنية لمصممي الأزياء
  • القراءات: 713
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكدت مصممة الأزياء يصرية مزيان، صاحبة تظاهرة لمسة عاصمية، التي جمعت مجموعة من مصممي الأزياء من مختلف مناطق البلد مؤخرا، على إبراز جماليات ما تبدعه  أنامل كل فرد في مجال تصميم الألبسة التقليدية، بداية من الرسم، وصولا إلى الخياطة، مرورا بالطرز وتنسيق الألوان والأحجار المرصعة عليه.

أشارت يصرية مزيان، إلى أن تصميم الأزياء في الجزائر مجال رائج، تهتم به الفتيات والرجال الذين أبدعوا بذوقهم الراقي في هذا المجال، ونالوا شهرة عن جمال قطعهم والتفاني في دقة عرضها وتفصيلها، مما جعلهم ينافسون النساء في خياطة ألبسة تقليدية خاصة بهن، لارتدائها في الأعراس والولائم والأفراح التي لا تكتمل إلا بارتداء الزي التقليدي.

قالت محدثتنا، إن اختيار اللباس التقليدي مهمة تقوم بها كل امرأة مقبلة على الزواج،  أو حتى من المدعوات لتلك الحفلات، فمباشرة بعدما يحدد تاريخ الوليمة، ينطلقن في رحلة البحث عن القماش، لونه وخامته، ثم تروح الفتاة لاختيار أحسن مصممة حتى تكتمل خياطة اللباس بأجمل التفاصيل.

أشارت المصممة إلى أن مبادرتها في تنظيم هذا اللقاء كان لتشجيع المصممين الصاعدين الذين لا يزالوا يعملون في الخفاء، مشيرة إلى أن أعمالهم لا تقل جمالا عن المتمرسين في الميدان، والذين لديهم خبرة سنوات في مجال تصميم الأزياء، حيث قالت ”الخياطة فن ومن الممكن أن يكون موهبة لدى الفرد، كما يمكن أيضا اكتسابه من خلال التعلم والتربص فيه، والتعريف بالمتحكمين في أعمالهم، لأن هذا كفيل بإعادة الاعتبار لجزء من هويتنا الجزائرية وثقافتنا العريقة، حتى لا يترك المجال لمستغلي هذه المهنة في حياكة قطع تغيب فيها التفاصيل الجميلة، بأسعار قد تكون في بعض الأحيان خيالية”.

أضافت مزيان أن اختيار المصمم الجيدة ليس مهمة سهلة، لاسيما أن الكثيرين منهم يعملون في ورشات غير مرخصة، كما تغيب لديهم الموديلات التي تسمح للراغبة في تصميم قطعة، التأمل في دقة عمل هؤلاء، مما يجعلها نوعا ما تقوم بمغامرة وتقامر على قماشها، خصوصا إذا كان باهض الثمن.

أكدت مصممة الأزياء أن الإبداع يتم أيضا من خلال القطع والألوان المختارة، حيث ذكرت أن أحسن المصممين هم الذين يحملون عبء الاختيار على الزبائن، لتكن فيهم ثقة شبه عمياء في اختيار القماش والألوان التي تتناسق معه، إلى جانب الخامة، والخروج عن المألوف المقلد، وهذا ما يجعل الزبون يرتاح ولا يبحث هنا وهناك عن الموديل.  أشارت مزيان إلى ضرورة خلق جمعية وطنية لمصممي الأزياء، مختصة في المحافظة على الألبسة التقليدية بأصالتها، لحمايتها من الزوال، نظير اللمسات التي يضفيها المصمم بطلب من الزبائن، مشيرة إلى أنه اقتراح عدد من المصممين المهتمين بالحفاظ على التراث الوطني.