تجارة العسل بالشلف:

السعي لترسيخ ثقافة الاستهلاك وتشجيع المنتوج المحلي

السعي لترسيخ ثقافة الاستهلاك وتشجيع المنتوج المحلي
  • القراءات: 863

يسعى القائمون على شعبة تربية النحل بولاية  الشلف، لترسيخ لثقافة اقتناء العسل كغذاء وتشجيع المنتوج المحلي وهذا في  إطار دعم النحّالين وترقية تجارة العسل ودخول غمار المنافسة الاقتصادية العالمية من بوابة التصدير، ويعتبر رئيس الجمعية الولائية لتربية النحل،  عبد العزيز آيت حمودة،  أن تجارة  العسل محليا تعرف ركودا وتراجعا رغم الإنتاج الكبير وإرادة النحّالين في بعث  هذا المجال،  حيث أرجع ذلك إلى عراقيل التسويق و غياب ثقافة استهلاك العسل الذي يعد غذاء متكاملا يستوجب اقتناؤه وتناوله يوميا وليس  فقط كدواء.

أضاف السيّد أيت حمودة أنّ الإقبال المعتبر لزوار المعرض الوطني لإنتاج العسل  المنظم بساحة المتحف العمومي بين 31 ديسمبر 2017 و 7 يناير 2018 لا يعني  بالضرورة أن تجارة العسل تعرف انتعاشا ومؤشرا تسويقيا مرتفعا، لكن المعرض يعتبر مناسبة للتقرب من أهل المهنة والتعرف على فوائد العسل ومنتجات الخلية، إلا أن هذا يساهم، حسبه، في  الترسيخ لثقافة جديدة لدى المستهلك خاصة في ظل إمكانية التذوق التي يتيحها  العارضون للزبائن دون إلزامية الشراء.

مربية النحل الآنسة لويزة بلقاسمي، أقرت هي الأخرى بنقص مبيعاتها رغم الإقبال المعتبر للمواطنين مرجعة ذلك إلى العلاقة  التجارية التي تجمع عادة بين النحّال ومستهلكي العسل والتي تكون قائمة على  مبدأ الثقة، مشيرة إلى أن المعرض وفي طبعته السادسة أصبح يتمتع بسمعة طيبة  لدى المستهلك في ظل جودة المنتجات المعروضة.

من جانبه، أشار الأستاذ المكون في السياحة والمختص في دراسات ثقافة المستهلك، محمدي بوزينة، إلى أن ثقافة اقتناء العسل لدى المواطن الشلفي تبقى مرهونة بإمكانياته المادية البسيطة وكذا اطلاعه على فوائده الصحية وطرق تناوله،  فيما اعتبر أنّ ثقته بالمنتوج المحلي ترتبط بمقاييس الجودة والنوعية العالية على  غرار ما تتميز به المنتجات العالمية.

وبساحة المتحف الوطني "عبد المجيد مزيان"، حيث اصطف حوالي 26 عارضا توافدا عدد لابأس به للزوار قدّر حسب المنظمين بمعدل 500 إلى 600 زائر يوميا وقد أكد البعض منهم على تنامي الوعي لديهم بخصوص دور وأهمية العسل في العادات الغذائية،  إلا أن أسعاره التي تتراوح ما بين 2000 إلى  4000 دج للكيلوغرام الواحد حالت دون اقتنائهم لهذه المادة فيما اعتبر ناصر،  أن  تخوفه من الاحتيال والغش يحول بينه وبين اقتناء العسل.

تحاليل الجودة لإرساء ثقافة اقتناء العسل ومنتجات الخلية

يقول رئيس جمعية السلامة لحماية  المستهلك، جيلالي قاسمي، أن الإقبال الملفت للمواطنين على معرض إنتاج العسل مؤشر لنمو الوعي لدى  المستهلكين وتطور ثقافته في هذا المجال  معتبرا  أن تجارة العسل على المستوى المحلي  والوطني تخضع لآليات التسويق والعروض التنافسية التي من شأنها الترويج لمنتجات  العارضين.

ويبرر السيّد قاسمي تراجع الحركة التجارية لمنتجات الخلية بارتفاع الأسعار  وضعف القدرة الشرائية للمواطن البسيط  فيما كان الأجدر على العارضين حسبه  تقديم عروض ترويجية وتخفيضات تشجع على اقتناء العسل كما هو معمول به في  المعارض العالمية. 

وفيما يتعلق بعامل ثقة المستهلك في المنتوج المحلي أضاف المتحدّث أنّ أكبر العارضين يلجئون لاستظهار تحاليل الجودة والنوعية التي تعطي أكثر مصداقية لمنتجاتهم وهو ما غاب عن عارضي هذه الطبعة ونحّالي الولاية بالخصوص.

في هذا السياق، اعترف رئيس الجمعية الولائية لتربية النحل بوجود بعض ممارسات الغش والاحتيال لدى بعض النحّالين ولكنها تصرفات لا تمت بصلة إلى منتسبي  التنظيم، مضيفا أن تجسيد تعاونية مربي النحل "سيساهم في القضاء والحد  على هكذا تصرفات وذلك من خلال مخبر الجودة الذي يتكفل بتحليل ومراقبة العسل".

وبخصوص أسعار العسل المتداولة في المعرض أكّد السيّد آيت حمودة،  أنها لم تعرف  زيادات كبيرة رغم نقص الإنتاج وكذا ارتفاع أسعار المواد الأولية على غرار شمع  النحل وصناديق الخلية فيمت تبقى مثل هذه النشاطات فرصة لترويج وتسويق منتجات  العارضين وكذا إرساء ثقافة الاستهلاك وكل المعلومات المتعلقة بهذه الشعبة عند المواطن المحلي.

تعاونية لتنظيم السوق وترقية الشعبة

وموازاة مع نقص الحركية التجارية بالنسبة للعسل ومنتجات الخلية يطرح  النحّالون مشكل تعاونية مربّي النحل التي تم اعتمادها وتأسيسها إلا أنها لم  تتجسد لحد الآن على أرض الواقع بسبب انعدام مقر من المفروض أن يضم خمس ورشات  وهي ورشة لإنتاج الخلية،  ورشة لإنتاج شمع النحلي ورشة تكوين النحالين الجدد،   ورشة مراقبة جودة العسل وكذا ورشة الوسائل والخدمات التجارية.

ويقول السيّد آيت حمودة أن التعاونية ستكون بمثابة البوابة التسويقية  لمنتجات النحّالين وكذا ورشة إنتاجية لتوفير المواد الأولية المستعملة في هذه  الشعبة،  على غرار شمع النحل فضلا عن مخبر الجودة الذي يهدف لقمع الغش ومحاربة  المحتالين في إنتاج هذه المادة التي أضحت تندرج ضمن العادات الغذائية للمواطن.

ق. م