تتعدى كونها مياها راكدة

السباحة في النافورات.. خطر مميت يهدد الأطفال

السباحة في النافورات.. خطر مميت يهدد الأطفال
  • القراءات: 554
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تتكرر ظاهرة سباحة الأطفال في النافورات في عدد من ولايات الوطن خصوصا الداخلية منها، تزامنا وارتفاع درجات حرارة فصل الصيف، الأمر الذي أصبح يثير قلق المختصين في الصحة، ليس فقط بسبب تلوث مياهها أو أنها غير مخصصة للسباحة لخطورة البلاط اللزج المستعمل في بنائها، وإنما، كذلك، لتوسطها، عادة، بعض الطرقات الخطيرة، التي تكون، أحيانا، في مفترق الطرق السريعة، حيث يخاطر الطفل بحياته للوصول إليها.

لاتزال ظاهرة سباحة الأطفال في النافورات، تقلق المختصين في الصحة، الذين يجددون، في كل مناسبة، التنبيه إلى مخاطر هذا السلوك، الذي يربطونه بإمكانية الإصابة بالأوبئة، ومشاكل مرتبطة بالنافورة في حد ذاتها، ولكن رغم كل تلك التحذيرات يعود، في كل مرة، بعض الأطفال خلال موجة الحر، إلى السباحة هناك بدون وعي منهم بالمخاطر المحدقة بهم، معرضين حياتهم، في كثير من الأحيان، للموت. وتتكرر تلك المشاهد في مختلف البلديات الداخلية، ولا يستثنى منها بعض البلديات المطلة على البحر بما فيها بلديات العاصمة، حيث تكثر النافورات التي تتوسط، عادة، الساحات الكبرى، ومفترق بعض الطرقات. ويشاهد المار بالقرب منها، أطفالا لا يتعدى سنهم عشرة أعوام، أحيانا بملابس داخلية، يقفزون في مياه النافورات الكبيرة، مستمتعين بتلك اللحظات ببراءة لا غير، بدون وعي بالخطر الذي يحدث لهم.

وبعيدا عن رقابة الأولياء، يلجأ بعض الأطفال إلى قطع مسافات بعيدة، وقطع طرقات خطيرة للوصول إلى تلك النافورات، ما يهدد بوقوع حوادث مرورية، الأمر الذي دق، في شأنه، الكثيرون ناقوس الخطر، مرجعين استفحال الظاهرة إلى غياب التوعية من طرف الأولياء، وأن ليس لها صلة ببعد الشواطئ، أو غياب المرافق. ومن بين النافورات التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف الأطفال على السباحة ببلديات العاصمة، على سبيل المثال، النافورة التي تتوسط بلدية العناصر بالمحاذاة من قصر الثقافة مفدي زكرياء، ونافورة البريد المركزي، ونافورة أول ماي بالقرب من مدخل مستشفى مصطفى باشا، وكذلك نافورة المعدومين، والنافورة المقابلة لمنتزه الصابلات، والمتواجدة، بالتحديد، بين طريقين سريعين خطيرين جدا، وهي أكثر النافورات التي تستهوي الأطفال، لكبر حجمها، وعمق مياهها، مما يجعلهم يتخيلون أنهم في مسبح مقارنة بقصر قامتهم، تمتعهم، وترطب أجسامهم خلال درجات حرارة مرتفعة.