مسابح العاصمة المغطاة تستهوي الكبار والصغار

السباحة.. صحة وانضباطٌ تفرضه العائلات على أبنائها

السباحة.. صحة وانضباطٌ تفرضه العائلات على أبنائها
  • 534
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تستعد العائلات خلال هذه الأيام، لتسجيل أطفالها من مختلف الأعمار، بالمسابح العمومية المغطاة الموزعة عبر بلديات العاصمة؛ بهدف إدماج هؤلاء الصغار في واحدة من أجمل وأحسن الرياضات التي لها فوائد عديدة لصحة الجسم، وكذا بنيته الجسدية، لا سيما أن السباحة تنعكس بالكثير من المنافع على صحة الطفل النفسية أيضا. وقد أثار ذلك فضول "المساء" للتقرب أكثر من بعض الأولياء، الذين يصفون السباحة بأحسن تمارين الانضباط البدني، والتي تروق كثيرا الطفل.

"علّموا أولادكم الرماية، والسباحة، وركوب الخيل "؛ مقولة تحمل كل معالم النصح والاهتمام بالصحة، والتي يأخذها كثير من الأولياء بعين الاعتبار. ويرى الكثيرون أن هذه الأنشطة تحمل منافع عدة للفرد، خاصة الأطفال، الذين تساهم في بنية أجسادهم القوية. ولعل السباحة واحدة من تلك الأنشطة التي تجمع بين المتعة وبين ممارسة تمرين رياضي مفيد للجسم، وهذا ما يجذب محبيه من مختلف الفئات العمرية، ومن الجنسين.

وتشهد المسابح العمومية الأولمبية أو شبه الأولمبية مع كل موسم شتوي، فتح أبوابها لمدة سبعة أشهر، لتسجيل الراغبين في الانضمام لمجموعات تدريبية، تحت إشراف مدربي سباحة أكفاء، يعملون على ضمان سلامة المتدربين، وكذا تعليمهم فنون هذه الرياضة.

وفي هذا الصدد، اقتربت "المساء" من زكرياء بلهاشم، مدرب سباحة بالمسبح شبه الأولمبي ببلدية باب الزوار، الذي أكد أن منذ بداية التسجيلات، يتوافد عدد لا بأس به من الأولياء الراغبين في ممارسة أطفالهم هذا النوع من الرياضة؛ من أجل الاستفسار عن مدى سلامة الطفل أثناء السباحة، وهل يمكنه بكل سهولة، تعلم أساسياتها؟ وأوضح المتحدث أن إقبال الأولياء رفقة أطفالهم على ممارسة السباحة، ظاهرة صحية، تعكس مدى وعي المجتمع، وهذا أمر ملفت، خاصة مع الاهتمام والرعاية اللذين تلقاهما هذه الرياضة من قبل وزارة الرياضة؛ بتوظيف مدربين ذوي كفاءة عالية ومستوى جيد للتعامل مع الكبار، وحتى الصغار.

وأوضح المتحدث أن إدماج الطفل في مثل هكذا أنشطة رياضية، مفيد لصحته الجسدية، وكذا العقلية، والنفسية، مؤكدا أن السباحة من الرياضات المتكاملة؛ أي تساعد الجسم على البناء العضلي، كما تساعده في النمو بشكل جيد، وتعين عضلة القلب في تطوير قدرتها، وأيضا الرئتين؛ حيث تساهم في ما يُعرف بتمارين "الكارديو".

وقال المتحدث إن الكثير من المواهب الصغيرة يتم انتقاؤها من تلك التدريبات، ليتم صقلها على أيدي خبراء أكثر تخصصا في المجال؛ حيث تمر مراحل تدريبهم على مستويات مختلفة إلى حين تعلم الطفل كل أساسيات السباحة حتى يمارسها بالشكل الصحيح؛ لمزاولة مشوار خاص بالسباحة للراغبين في ذلك، وتهيئتهم للمشاركة في البطولات الوطنية والدولية، ونيل الألقاب.

وأكد محدث "المساء" أن السباحة تساعد كثيرا الطفل في تفريغ طاقته، وتخلّصه من الانطواء والانزواء؛ باعتبارها نشاطا يسمح له بالاحتكاك بأطفال من سنه، ويعزز كثيرا الثقة بالنفس لديه. كما لديها الكثير من المزايا التي لا تُعد ولا تُحصى على المستويين الجسدي والنفسي.

وفي الأخير قال المدرب إن كل طفل له قابلية تعلم السباحة، وكلما كان تعليمه ذلك باكرا كلما كان سهلا بالنسبة له؛ فالرضيع له قابلية للسباحة؛ باعتبار أنه كان يسبح في بطن أمه فطريا، وهذا ما دفع ببعض خبراء الصحة إلى نصح الحوامل بممارسة السباحة، وكذا بحث الطفل عن السباحة خلال الأشهر الأولى من عمره، وأن تلك التدريبات تتم وفق مراحل؛ أولها تعليم الطفل حبس النفَس، ثم السيطرة على جسمه ليحمله الماء، ثم الغطس، وما يليها من حركات تسهل له السباحة إلى درجة احترافها.