في غياب سوق خاص بالمنسوجات اليدوية

الزرابي التقليدية لوحات تزيّن المعارض

الزرابي التقليدية لوحات تزيّن المعارض
  • 1596
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

يتحدث الحرفي بوقرة صيد، المختص في صناعة الزربية التقليدية من ولاية خنشلة في هذا اللقاء مع المساء، عن ما تمثله الزربية كتراث يتخبط اليوم في العديد من المشاكل، وعن جملة ما يعانيه الحرفيون الذين اختاروا الدفاع عن هذه الحرفة المتوارثة.

التقت المساء المختص مؤخرا، على هامش مشاركته في معرض للصناعات التقليدية أقيم بالعاصمة، حيث كان يعرض مجموعة مميزة من الزرابي المصنوعة يدويا من مادة الصوف وبالطريقة التقليدية، بالاعتماد على أيادي بعض الحرفيين الذين أمنوا بهذه الصنعة وقرروا حمل المشعل، فيقول في البداية بأن الحديث عن الزربية التقليدية عموما، وزربية بابار الخنشلية خصوصا، يدعونا إلى طرح مشكل السوق، كون هذا النوع من المنسوجات ورغم الجهد المبذول فيها، إلا أنها تكاد تتحول إلى مجرد لوحات تزين بها المعارض، بالنظر إلى غياب الراغبين في اقتنائها والجري وراء تلك المصنعة، مردفا أن الإقبال على المنتج الأجنبي في السنوات الأخيرة أضر كثيرا بالصناعات النسيجية التقليدية، رغم أننا كحرفيين نسعى جاهدين في سبيل تقديم إنتاج متقن وذي جودة وقادر على منافسة أجود الأنواع.

عدم الثقة في المنتج المحلي والانبهار بالمنتج الأجنبي، على غرار الزربية الفارسية، يجعل الزبائن لا يعطون اهتماما لما يعده الحرفيون، ويتطرقون إلى مشكل الغلاء فقط، يقول لكن ما لا يعرفه الزبون، أننا كحرفيين ندرك جيدا أن بعض الزرابي الأجنبية التي يتنافس عليها الزبائن ليست مصنوعة من مادة صافية، أي من الصوف أو الوبر فقط، وإنما عبارة عن خليط من مواد بلاستيكية سرعان ما تظهر عيوبها بمجرد غسلها، ويضيف على خلاف الزربية الجزائرية التقليدية التي أؤكد أنها مصنوعة من الصوف، وبالطريقة التقليدية، ويمكنها أن تعمر لسنوات دون أن يصيبها التلف، الأمر الذي يجعلنا كحرفيين، نأمل في أن تتغير العقليات وأن يثق الزبون فيما يصنعه الحرفيون الذين أضحوا يعدون على الأصابع من صناع الزربية التقليدية، بعدما أصبح الشباب يعزفون عن تعلمها. مشيرا إلى أن تمسكه بالزريبة التقليدية مرجعه توارثها أبا عن جد، وهو ما يشهد عليه متحف خداوج العمياء بالعاصمة، الذي يضم بعض النماذج لزربية خنشلة التي يقول الحرفي صيد صنعها أجدادي وتعود إلى سنة 1924”.

من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن العزوف عن شراء الزربية التقليدية دفعهم كحرفيين إلى إدخال بعض التعديلات عليها، لجعلها عملية أكثر، من خلال تصغير حجمها وتخفيفها حتى يسهل حملها، يقول مثلا في الزربية البابرية، لدينا الحنبل المسرح والحنبل المرقوم، ومع هذا لا زال الإشكال الكبير المطروح يتمثل في غياب سوق قار مخصّص للزربية، وكحرفيين نعتمد على بعض العلاقات الشخصية حتى نبيع لبعض الزبائن الذين يعرفون قيمة هذه الزرابي، فيشترونها بغرض الاستعمال أو لإهدائها، الأمر الذي يجعلنا دائما نفكر في إمكانية زوال هذه الحرفة بالنظر إلى تقلص دائرة المهتمين بها، مقارنة مع تلك المصنعة.

ردا على سؤالنا عما يقترحه محدثنا كحرفي، من أجل إعادة الاعتبار لحرفة صناعة الزربية التقليدية، أشار إلى أن الاعتماد فقط على المعارض التي يتم برمجتها على مدار السنة في بعض الولايات يظل غير كاف، أمام شحّ المعارض الدولية، والمطلوب اليوم تطهير القطاع من الدخلاء الذين ينافسون الحرفيين الصناع من جهة، والسعي بصورة جدية إلى خلق سوق خاص بالزرابي التقليدية،   يمتص ما يصنعه الحرفي. بهذه الطريقة، يتفرغ الحرفي للعمل والسعي إلى إقناع الشباب بتعلم هذه الصنعة بهدف حمايتها من الاندثار، في المقابل يتكفل السوق ببيع المنسوج سواء على المستوى المحلي أو عرضه في الأسواق الأجنبية.

رشيدة بلال