يعتبرها السائقون من عوامل الرفاهية ولا تلزمهم

الزبائن يفضلون سيارات الأجرة المكيّفة

الزبائن يفضلون سيارات الأجرة المكيّفة
  • القراءات: 822
رشيدة بلال رشيدة بلال

دفعت درجة الحرارة التي تشهدها العاصمة في الآونة الأخيرة ببعض المواطنين إلى مطالبة سائقي سيارات الأجرة بتشغيل مكيفاتهم، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض من بعض السائقين؛ بحجة أن التكييف يعدّ من الخدمات التي تدخل في الرفاهية، والمطلوب من السائق تقديم خدمة التوصيل إلى المكان المطلوب لا غير، وهو الأمر الذي أثار حفيظة عدد من المواطنين  تحدّثت معهم «المساء».

أصبح اختيار سيارة الأجرة اليوم لدى بعض الزبائن يخضع للعديد من المقاييس، فزبون اليوم يختلف عن زبون أمس من حيث المتطلبات ونتيجة الوعي بالحقوق، إذ لم يعد الوصول إلى المكان المطلوب الغاية المقصودة فحسب، بل أصبحت ظروف التنقل الجيدة من الأولويات. وبحكم أننا في موسم الصيف يرغب أغلب مستعملي هذه الوسيلة عند التنقل، في الاستمتاع بالمكيفات الهوائية، هذا المطلب يبدو أنه لم يعد مرحبا به من طرف السائقين الذين يمتنعون عن تشغيلها لاعتبارات صحية وأخرى مادية، بحكم أن استعمال المكيف يعني استهلاك الوقود بنسبة كبيرة، الأمر الذي لا يستحسنه السائقون.

هذا الوضع جعل بعض الزبائن يشتكون ويطالبون السائقين بضرورة تمكينهم من التمتع برحلة مريحة؛ على اعتبار أنها من  حقوق الراكب، غير أنّ رفض بعض السائقين الطلب كون مكيف السيارة معطلا أو أن السيارة لا تحوي عليه، جعل بعض الزبائن يفكّرون قبل إيقاف السيارة في اختيار التي يعتقدون أن صاحبها لا يمانع في استعمال المكيف من خلال بعض العلامات كالزجاج المقفل.

في هذا الصدد، تقول إحدى السيدات بساحة البريد المركزي إنّ المكيّف من أهم الخدمات التي ينبغي أن تقدّم للزبون في الصيف، ولأن هذه الخدمة بمجتمعنا تخضع لمزاجية السائق فإنها تختار قبل إيقاف السيارة تلك التي يبدو على صاحبها أنّه يغلق الزجاج وتتجنّب القديمة التي تشتبه في أنّها لا تحتوي على مكيّف من خلال فتح كلّ زجاج السيارة، بينما أكّدت سيدة أخرى أنّها قبل أن تطلب من السائق إيصالها إلى المكان المطلوب تشترط عليه  تشغيل المكيّف، وهو الانطباع الذي لمسناه عند عدد كبير من المواطنين الذين شملهم الاستطلاع، واعتبروا المكيفات الهوائية من الخدمات الضرورية التي ينبغي أن تقدّم للزبون.

دردشت «المساء» مع بعض سائقي سيارات الأجرة بساحة البريد المركزي، الذين عادة ما تكون وجهتهم إلى ساحة أول ماي، الأبيار، بن عكنون وباب الوادي، فصبت أغلب الإجابات في وعاء واحد، وهو أنّ السائق من واجبه أن يتوقف للزبون ويوصله إلى الوجهة التي يرغب في الذهاب إليها، ولا يحق له رفض تقديم الخدمة، أما فيما يتعلق بالمكيف فهو مسألة نسبية تختلف من سائق إلى آخر، فبعض السائقين يجتنبون استعمال المكيف، من منطلق أنه يرهق محرك السيارة، ويتسّبب في استهلاك نسبة كبيرة من الوقود. وبحكم أنّ سيارة الأجرة لا تتوقف طيلة اليوم عن تقديم الخدمة، فإنّ إبقاء المكيّف مشتغلا يؤثر على السيارة خاصة في المرتفعات،  حيث تحتاج المركبة إلى قوّة جذب أكبر. بينما اعتبر البعض الآخر التكييف من الخدمات الكمالية التي لا يمكن للزبون أن يلزم بها السائق، لأنّه مطالب بنقله من مكان الى آخر، وغير ملزم بتمكينه من الرفاهية. كما أن القانون الذي يحكم سائقي سيارات الأجرة لا يحوي في أي بند من بنوده على وجوب تمكين زبونه من هذه الخدمة، في حين أرجع البعض الآخر امتناعهم عن إشعال المكيفات إلى حساسيتهم لهذا الجهاز، وبالتالي الدافع الصحي وراء رفضهم النزول عند طلب الزبون، ويبقى للزبون الحرية في الموافقة أو الرفض، بينما يؤكد آخرون أن المكيف في اعتقادهم، مرتبط بالمسافة، فإن كانت الوجهة المقصودة بعيدة فإن إشعال المكيف  ضرورة أما إن كانت المسافة قصيرة فلا حاجة لذلك حتى وإن كان الجو حارا.