تحفّز الراغبين في إنقاص الوزن الزائد

الرياضة في رمضان.. نتائج سريعة ومرضية

الرياضة في رمضان.. نتائج سريعة ومرضية
  • القراءات: 430
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يحرص البعض خلال الشهر الفضيل على إبقاء عاداتهم الجيّدة والمتمثلة في ممارسة الرياضة، رغم الصيام، وهي عادة يصفها خبراء الصحة بالروتين الصحي والضروري، حتى في رمضان، حيث يبقى ممارسة نشاط رياضي، أمرا مهما للبقاء بصحة جيدة، ومساعدة الجسم على إحراق ما تم استهلاكه خلال الإفراط في الإفطار، لاسيما من مواد غنية بالسكريات أو المشبّعة بالدهون، حيث يعرف الجزائري خلال الشهر الفضيل توجها استهلاكيا فريدا يختلف كثيرا عن باقي أيام السنة.

اقتربت "المساء" من إحدى قاعات الرياضة ببلدية باب الزوّار بالعاصمة، وهي واحدة من أكثر "الصالات" التي تشهد إقبالا كبيرا لممارسي الرياضة بالمنطقة، حيث ساهم عدد "المدربين والمدربات" بها في استقطاب كم كبير من الرجال والنساء من مختلف الشرائح العمرية، لمساعدتهم في القيام بتمارين رياضية تتماشى ووزنهم ومورفولوجية أجسامهم، ما يسهم في التخلّص من الوزن الزائد، أو اكتسابه للراغبين في ذلك، ممن يعانون من النحافة.

جولتنا كانت خلال السهرة الرمضانية، حيث لفت انتباهنا الكم الهائل من المنتسبين لتلك القاعة، حيث شكّلوا طابورا أمام المدخل للولوج، اقتربنا حينها من القائم على القاعة وأحد المدرّبين فيها، حيث أوضح صابر لـ«المساء" أنّ القاعة تمتلئ، تقريبا، يوميا بالمنتسبين الراغبين في ممارسة الرياضة، رغم مشقة يوم من الصيام، مشيرا إلى أنّ أغلبهم لديه برنامج يتبعه على طول السنة، ولا يرغب في "كسر" ذلك الروتين من خلال التكاسل أو التماطل، وأوضح أنّ القاعة كغيرها، تغيّر برنامج عملها وفق التوقيت الذي يناسب شهر الصيام.

وأكّد صابر تخصيص أيام محدّدة للنساء وأخرى للرجال، وفي اليوم المخصّص مثلا للرجال أو للنساء تم تقسيم مواعيد العمل على حصتين، أوّل حصة تكون خلال النهار، أي في الفترة المسائية بداية من الثانية بعد الزوال تقريبا إلى قبيل ساعة من الإفطار، أما الحصة الثانية فتكون للنساء بعد الإفطار مباشرة، أما للرجال فتكون بعد صلاة التراويح.

وأضاف محدّث "المساء" أنّه خلال الشهر الفضيل، يتم تشجيع منتسبين جدد على الالتحاق بدورات التدريب، وذلك من خلال تخفيضات بمناسبة الشهر الفضيل، في حين يعرف آخرون تكاسلا شديدا عن ممارسة الرياضة خلال رمضان حتى وإن كانوا أكثر "جدية" في تمارينهم خلال باقي أيام السنة.

وأكّد المتحدث أنّ الرياضة خلال شهر رمضان مفيدة جدا للجسم، لاسيما للراغبين في تخفيض الوزن، على عكس الراغبين في اكتساب كيلوغرامات بالنسبة للذين يعانون النحافة، فإذا لم تكن لهذه الفئة شهية جيدة ويمارسون الرياضة في رمضان، خاصة إذا كانوا يجهلون التمارين التي تناسبهم أو يمارسونها دون مدربين، فسوف ينحفون أكثر خصوصا عند أداء تمارين "الكارديو".

وقال "كمدربين نحاول إقناع المنتسبين بالإبقاء على التمارين العادية خلال الشهر الفضيل، لاسيما هذه السنة، التي نشهد فيها جوا لطيفا مثاليا لممارسة الرياضة، عكس سنوات مضت كان فيها رمضان يتزامن مع الحرّ الشديد، حينها يصعب أداء التمارين، خصوصا وأنّه خلال التمرين يشعر الفرد بعطش شديد، وقد يتعذّر على الكثيرين الصبر إلى حين موعد الإفطار لشرب الماء".

وأوضح صابر أنّ خبراء الصحة دائما ما يوصون بأداء تمارين رياضية على مدار السنة، حتى خلال الشهر الفضيل، لما لها من منافع على الجسم، ووقاية من الكثير من الأمراض، مؤكّدا أنّ عملية الأيض خلال الصيام، تكون أسرع وبأداء أحسن، حيث يلاحظ الذين يمارسون الرياضة خلال رمضان، نتيجة أسرع مقارنة بأداء نفس التمارين في سائر الأيام، وهذا عادة ما يحفّز مدمني الرياضة على مواصلة التمارين عند الصيام.

أما حياة المدربة بنفس القاعة، فأكّدت أنّه رغم ارتباطات النساء خلال شهر رمضان، نظرا لاهتمامهن بالمطبخ قبل وبعد الإفطار للطبخ أو غسل الكم الكبير من الأواني أو تحضير السهرات الرمضانية، إلاّ أنّ الكثيرات يحاولن التوفيق بين تلك الالتزامات، وتخصيص وقت لممارسة الرياضة، مشيرة إلى أنّه خلال السهرة تشهد القاعة الذروة في إقبال المنتسبات لممارسة الرياضة.