باعتبارها تساعد على تحرير الطاقة

الرياضة أحسن علاج للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة

الرياضة أحسن علاج للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة
  • القراءات: 903
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

أوضح السيد لمين فوزاري، المختص في رياضة الأطفال، أن العديد من الصغار يعانون مما يعرف بفرط الحركة، وهي الحالة التي يصفها الكثيرون بالشغب، إلا أنها في حقيقة الأمر حالة عادية يتصف بها بعض الأطفال الذين لديهم إلكترونات متهيجة تجعلهم كثيري الحركة، مشيرا إلى أن الرياضة أحسن وسيلة لمساعدة الطفل على تحرير تلك الطاقة وتحويلها إلى إيجابية مفيدة لصحته ونمو عقله.

أشار فوزاري في معرض حديثه، إلى أنه مع تقدم السن يتغير سلوك الطفل، حسب مراحل عمره، إذ يمكن أن يكون خلال مرحلة الرضاعة جد هادئ تميزه قلة الحركة، ليمر بعد ذلك إلى مراحل أخرى تختلف من طفل لآخر، وهي ليست قواعد علمية دقيقة، يمكن تغييرها أو التحكم فيها علميا، وإنما يمكن مراقبتها ومحاولة التعامل معها بطريقة سليمة لتفادي تردداتها السلبية على الشخصية مستقبلا، وتحويلها من السلبي إلى الإيجابي، دون أن ترك أعراض على نفسية الطفل.

أضاف فوزاري الذي التحق بتكوين «هياج السلوك والرياضة» في إحدى المدارس الخاصة بالتكوين التربوي لمعلمي التربية الرياضية، أن التعامل مع الفرد يتم منذ السنوات الأولى من عمره، بالبحث عن كل السبل الفعالة للتحكم في تصرفاته وعدم ترك المجال لتضاعفها إلى سلوكات سلبية غير حميدة.

يؤدي الإفراط في الحركة، حسب المتحدث، إلى أعراض نفسية وصحية أكثر أهمية من تلك الحركات المتكررة التي ليس لها أي معنى، وهو فقدان التركيز وقصور الانتباه، مما ينعكس سلبا على الطفل سواء في تحصيله الدراسي أو خلال مرحلة تنمية فكره وتطوير شخصيته، وكذا تغذية ذهنه، كل هذا بسبب تلك الحركات غير المدروسة التي يقوم بها الطفل.

يمكن ملاحظة الإفراط في الحركة منذ الرضاعة، أي يمكن للأم أن تلاحظ بعض تصرفات صغيرها غير الطبيعية، كصعوبة نومه أو حركته الشديدة خلال اليوم، البكاء الشديد بدون سبب أو ملاحظة التوتر والقلق من خلال حركته، تلك الأعراض تتطور مع نمو الطفل لتبلغ مرحلة الركض في كل مكان بوتيرة متكررة ومتسارعة، كثرة الحديث والكلام الذي لا معنى له، كما يحدث فوضى وإزعاجا في المكان بسبب تصرفاته التي قد تصل إلى الغلظة في بعض الأحيان. تعود مسؤولية ضبط تلك التصرفات، يقول فوزاري لمين، إلى الأولياء بالدرجة الأولى، إذ أنهم المرشدون الأوائل في تنظيم تلك السلوكيات ومحاولة تكييفها مع البيئة التي يعيش فيها الطفل، لتوظيف الفائض في الحركة إلى عمل مفيد ومثمر وفعال يعود عليه وعلى شخصيته وعلى المجتمع بالإيجاب.

بما أن غالبية تلك الحالات ليست أعراضا مرضية، فالعلاج هنا يكون نفسيا وليس بأدوية، ويمكن أيضا أن يكون بمكملات غذائية وفيتامينات لخلق توازن داخل الجسم، وأحسن علاج لذلك، ممارسة أنشطة تربوية خارجية عن الدراسة، خاصة الأنشطة الرياضية التي تبنتها مختلف الدول المتقدمة لعلاج هذه الحالة، وتكمن الفائدة في ذلك بتوفير مساحة مناسبة للطفل لتحرير طاقته السلبية وتحويلها إلى إيجابية تساعد الجسم والعقل على النمو وتحل مشكل عدم الانضباط الذاتي.

أوضح محدثنا أن مختلف الرياضات كفيلة بمساعدة الطفل في التخلص من تلك الاضطرابات وليس هناك نوع محدد منها ينصح بها، إلا أنه أشار إلى أن ألعاب الذكاء لا تجدي نفعا كثيرا في المرحلة الأولى من العلاج، حيث يشعر الطفل بأنها محاولة لتقييده، وليس لديه صبر لذلك، ولا تركيز كاف لحل المشاكل التي توضع أمامه، وإنما الأنشطة الرياضية تساعده في التحكم في السلوكيات وتحرير الطاقة الفائضة.

نور الهدى بوطيبة