تعرف الرياضات القتالية، كالملاكمة و"الكيك بوكسينغ" والجيدو و"مواي تاي" والفنون القتالية المتنوعة، في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، شعبية متزايدة، لاسيما وسط الأطفال، خصوصا الفتيات، إذ تتعمد الكثير من العائلات إلى التوجه نحو تلك الرياضات القتالية، لإدراج أطفالها بحثا عن طريقة لتعليمهم سبل الدفاع عن النفس، وبعدما كان هذا العالم خاصا بالرجال، ها هي اليوم تشهد إقبالا كبيرا من طرف الفتيات اللواتي بلغن أشواطا متقدمة، ويتقنونها بصفة جيدة، زاد من الترويج لها تفتح العديد من الأندية وقاعات الرياضة الخاصة بتعليم هذه الرياضات.

لا تقتصر ممارسة هذه الرياضات اليوم على الفئة الرجالية فحسب، بل باتت الفتيات يحرصن على ممارستها، وحسبما أشار إليه حمزة معوش، مدرب شخصي، فإن ممارسة هذا النوع من الرياضات اليوم، لا تقتصر على فوائدها الرياضية، بل لأنها تؤمّن الحماية للفتيات في مجتمع أصبحت ظاهرة التحرش تأخذ أبعادا خطيرة، الأمر الذي يجعل بعض الأولياء يشعرون بنوع من الراحة، لمعرفتهم مدى إمكانية طفلهم الدفاع عن النفس في حالة ما إذا واجه موقفا مماثلا أو شعر بالخطر.

تحدث المدرب عن الشعبية التي تحظى بها هذه الرياضة وسط المجتمع الجزائري، خلال السنوات الأخيرة قائلا: "لقد باتت الكثير من العائلات اليوم، تبحث عن رياضات قتالية لتسجيل أطفالها"، مشيرا إلى أن الكثير من هؤلاء الأطفال من الفتيات اللواتي نجح أولياؤهن في كسر اعتقاد أن تلك الأنشطة مخصصة للرجال دون غيرهم، لا سيما أنها رياضات عنيفة وتختلف من نوع لآخر، وأوضح أيضا، أن بعض الرياضات الجديدة أقل خشونة من الأنواع الكلاسيكية المشهورة في الجزائر، على غرار الملاكمة أو الكاراتي أو الجيدو، "فالكونغ فو " أو "التايكواندو" أو "الايكيدو" من الأنواع الأقل عنفا، مما يجعل منها الرياضة المثالية لتعلم فنون الدفاع عن النفس، دون فقدان الأنوثة، على حد تعبير حمزة.

وأضاف المدرب أن الكثير من الأولياء اليوم، يقبلون على تسجيل أطفالهم في هذا النوع من الفنون، لاسيما الفتيات، بعد تعرضهن إلى مضايقات من طرف غرباء، خاصة من طرف بالغين، الأمر الذي يدفعهم إلى البحث عن سبل جيدة لتحصين بناتهم ضد ذلك.

كما أكد المدرب، أن بعض الأولياء لهم نظرة مستقبلية حول أهمية تكوين شخص قادر على إدارة مخاوفه، وتعزيز قدراته في الدفاع عن النفس، مشيرا إلى أن هذا النوع من الرياضات يكسب ثقة في النفس، تجعل الشخص يتحكم في الكثير من الأمور من حوله، لاسيما المضايقات.