البروفيسور فرانك بيروتان من مستشفى تور الفرنسي لـ"المساء":

الركود الصفراوي أثناء الحمل يصيب 2 % من النساء عبر العالم

الركود الصفراوي أثناء الحمل يصيب 2 % من النساء عبر العالم
البروفيسور فرانك بيروتان من المركز الاستشفائي الجامعي بتور الفرنسية
  • القراءات: 702
زبير. ز زبير. ز

كشف البروفيسور فرانك بيروتان من المركز الاستشفائي الجامعي بتور الفرنسية، عن وجود مرض بات يهدد صحة الأم والجنين في نفس الوقت، تجهله معظم النساء، وقد يقضي على الطفل المستقبلي أسابيع قبل الولادة، معتبرا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التوعية وسط النساء؛ من أجل تفادي أضرار هذا الاضطراب الوظيفي، والحفاظ على صحة الأم والجنين في نفس الوقت.

وأوضح البروفيسور فرانك بيروتان في حديثه إلى "المساء" ـ على هامش الملتقى الدولي السابع لأمراض النساء والتوليد الذي نُظم مؤخرا بقسنطينة من طرف جمعية أطباء التوليد الخواص بمناسبة شهر أكتوبر الوردي ـ أهمية مراقبة أمراض النساء، ومراقبة المرأة الحامل والأجنة، مضيفا أن الخصوصية في هذه المهنة، هي التكفل بشخصين في نفس الوقت، ويتعلق الأمر بالأم والطفل المستقبلي.

وتحدّث البروفيسور بالمركز الاستشفائي الجامعي تور بفرنسا، عن موضوع مرض "الكوليستاز غرافيتيك" أو الركود الصفراوي أثناء الحمل. وهو مرض يصيب المرأة خلال فترة الحمل؛ إذ يظهر الخلل بالتحديد، في جهاز الكبد، مضيفا أن هناك 2 % من النساء عبر العالم، مصابات بهذا المرض، والذي قد يتسبب في موت الجنين قبل الولادة. وهي نسب متفاوتة، حسب محدثنا، من منطقة إلى أخرى.

وقد تم ملاحظة ارتفاع النسبة في بلدان أمريكا الجنوبية، على عكس الجزائر، التي تحصي بين 1 و2 %. كما تم ملاحظة ارتفاع نسبة هذا المرض في بلدان شمال أوروبا؛ على غرار النرويج، والسويد وفنلندا.

أسبابه مجهولة تؤدي في غالب الأحيان إلى موت الجنين قبل الولادة

يرى محدث "المساء" أن التكفل بهذا المرض أصبح متاحا، خاصة بعد التوصيات التي تم تقديمها اعتمادا على الأبحاث العلمية الأخيرة. وقال إن هناك دواء محددا، يجب على المرأة الحامل أخذه قبل الولادة؛ من أجل تفادي مضاعفات هذا المرض، مضيفا: "يجب التكفل الجيد بالمرأة الحامل، خاصة في الشهر التاسع؛ حتى تكون الولادة عادية، وتتجنب أي مضاعفات خطيرة"، موضحا أن الأمر قد يتطلب اللجوء إلى ولادة مبكرة؛ من أجل تجنب موت الجنين داخل بطن الأم، خاصة أن هذا المرض يبقى خطيرا، وأضراره وخيمة.

وحسب البروفيسور فرانك بيروتان، فإن أسباب هذا المرض تبقى، إلى حد الآن، مجهولة، مضيفا أن الاحتمال الأكبر قد يعود إلى هرمونات النمو، والتي تتسبب أحيانا، في تعطل بعض الأجزاء من الكبد، عن العمل الطبيعي، وبذلك يتم طرح أملاح العاصرة الصفراوية في الدم عوض التخلص منها عبر الأمعاء في الحالة الطبيعية. هذه الأملاح أو ما يُعرف بالحمض الصفراوي تكون، بدورها، السبب وراء حدوث بعض الاضطرابات عند المرأة خلال فترة الحمل؛ على غرار تقلصات في الرحم، وتشكل مادة سامة، يمكنها القضاء على الجنين.

كما تحدّث الطبيب الفرنسي إلـى "المساء"، عن مرض آخر يهدد صحة الجنين، وهو تأخر النمو داخل رحم الأم، والذي يحتاج، حسبه، في غالب الأحيان، إلى متابعة دقيقة خاصة خلال فترة الحمل، عن طريق أجهزة الرنين المغناطيسي. كما يحتاج إلى تحضير جيد، وظروف خاصة قبل وخلال عملية الولادة؛ من أجل تفادي بعض الآثار السلبية التي يمكن أن يخلّفها هذا الاختلال، والذي قد يؤثر على الطفل في حياته المستقبلية، خاصة في حال وجود تشوهات وظيفية أو عضوية.