رغم وفرة الكتب التي تُعنى بتربية الطفل والمراهق

الركض وراء مشاغل الحياة يمنع الآباء من الاطلاع عليها

الركض وراء مشاغل الحياة يمنع الآباء من الاطلاع عليها
  • القراءات: 704
❊يسرى زنوش ❊يسرى زنوش

يعترض طريق الآباء والأمهات الكثير من المشاكل في تربية الأبناء، خاصة المراهقين الذين يُعدون مصدر أرق بكل المقاييس لهم. ورغم وفرة الكتب التربوية والنفسية والعلاجية التي تعنى بهذا الشق المهم في التربية، إلا أن الكثير منهم لا ينتهجون في حياتهم سياسة الاعتماد على الكتب التي تزخر بها المكتبات المحلية، التي أكد أصحابها عدم اهتمامهم بها رغم توفر موسوعات تتضمن 10 كتب، تقدم بالتفاصيل العوامل المساعدة في التربية وبإسهاب، إلا أنها، للأسف ووفق ما وقفنا عليه، يعلوها الغبار في الوقت الذي أشار فيه الآباء إلى أن مشاغل الحياة وراء عدم الاطلاع على ما جاء فيها.

ولمعرفة ما تجود به المكتبات في هذا الباب اتجهت "المساء" إلى بعض المكتبات بشرق العاصمة؛ من أجل الاستفسار عن أسباب عدم النهل من الخير الوفير الذي تحمله هذه الكتب القيّمة التي تختلف عناوينها، فكان لنا حديث مع صاحب مكتبة بويحياوي، الذي أكد في معرض حديثه، أن الإقبال على كتب تربية الأطفال والمراهقين أصبح منعدما كليا رغم توفر المراجع المتعلقة بهذا الموضوع وبغزارة. وخلال مرورنا بين أروقة المكتبة والاطلاع على ما حملته الرفوف بين حناياها، شد انتباهنا وجود العشرات من العناوين لمختصين في علم النفس والاجتماع من داخل وخارج الوطن، عرضوا تجاربهم العلمية، وقدموا زبدة ما يمكن أن يستفيد منه المربي، على غرار موسوعة الفراشة للعناية بالطفل، والتي تضم 3 كتب كثيفة الأوراق، سعرها 4500دج. أما الموسوعة الأم في تربية الأولاد في الإسلام للدكتور أحمد مصطفى متولي التي تضم كتبا عديدة في مختلف المجالات؛ منها التربية الفقهية الاجتماعية، الصحية، العقائدية العلمية، الأخلاقية، العاطفية، الجنسية، الغذائية، الرياضية، الأدبية والنفسية، فبلغ سعرها 1500دج. وكتاب آخر في التربية السياسية للطفل، يبلغ سعره 700دج، وغيرها من الكتب المفيدة التي يتراوح سعرها ما بين 400 و900دج.

ولمعرفة أسباب غفلة الآباء عن الاستفادة مما جاء في هذه الكنوز التي تعرض جمالياتها، تحدثت "المساء" إلى بعض الآباء مستفسرة عن سبب عزوفهم عن مطالعة كتب تربية الأطفال التي تحمل بين دفاتها الإجابات الشافية لكل المشاكل التي تعترض طريقهم في تربية الأبناء، حيث أكدت السيدة آسية، أم لطفل في الثالثة من عمره، أنها لا تملك الوقت الكافي للاطلاع على الكتب بسبب عملها المتواصل خارج المنزل، مشيرة إلى أنها تعود متعبة مساء لتهتم بباقي مشاغل البيت. وفي نفس السياق أوضحت آمال، أم لفتاة في العاشرة، أن أشغال المنزل تأخد كل وقتها رغم أنها ماكثة في البيت. ومن جهة أخرى أشار كمال أب لثلاثة أطفال، إلى أن دخله المحدود لا يسمح له باقتناء هذه الكتب، يقول: "أجرتي الشهرية لا تسمح لي بشراء ما يزيد عن أساسيات ما يطلبه أهل بيتي، لهذا أحرص على ضمانها فقط".