جمعية "الشروق" لأطفال التوحد تؤكد:

الرعاية الجيدة تقتضي تدخّل عدة تخصصات

الرعاية الجيدة تقتضي تدخّل عدة تخصصات
  • القراءات: 499
ق. م ق. م

شددت أخصائية في الطب النفسي للأطفال وعضو في جمعية "الشروق" لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد بعين الدفلى، شددت على ضرورة تضافر جهود عدة مختصين، من أجل رعاية جيدة وفعالة للطفل المصاب بالتوحدأكدت الطبيبة شهرزاد حاجي أن الرعاية الفعالة للأطفال المصابين بالتوحد، تقتضي أن تكون متعددة التخصصات، وتشمل، في نفس الوقت، طبيب أطفال، وطبيبا نفسانيا للأطفال، وأخصائيا نفسيا، وأخصائيا في الأرطوفونيا، ومعلما، مؤكدة أن المصاب بالتوحد ليس شخصا مريضا بالمعنى التقليدي للكلمة، ولكنه "مختلف" عن الآخرين فقط، داعية الأولياء إلى الاهتمام بهم، والانتباه إلى تنمية أطفالهم، واستشارة أخصائيين في حال ملاحظتهم سلوكا غير عادي أو مشاكل في الكلام، لأن تشخيص الإعاقة مبكرا، يغير الكثير في حياة المصاب، ومضيفة أن "الفحص والتشخيص قبل سن الثالثة، يجنب الطفل المصاب بالتوحد، الإصابة بالتخلف العقلي"، قبل أن تشير إلى أن ذلك سيسمح للطفل بالتعلم بشكل أفضل، والاندماج بشكل أحسن في المجتمع في مرحلة البلوغ.

وأكدت الأخصائية التي سبق لها أن عملت في مستشفى الطب النفسي دريد حسين (الجزائر العاصمة)، أكدت على دور الوالدين في الكشف عن المرض. وحثتهما على التحلي بالصبر والإرادة والشجاعة، للقيام بمهمتهما تجاه أطفالهم المصابين بالتوحدالجدير بالذكر أن جمعية الشروق لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، تأسست في عين الدفلى منذ سبع سنوات، وهي تعمل على التخفيف من معاناة هذه الفئة. وتقترح المساعدة على الأولياء المكلفين برعاية المصابين بهذا الاضطراب، ولكنها تجد صعوبة في تحقيق أهدافها بالشكل الجيد نظرا لنقص المهنيين والهياكل، التي من شأنها التكفل الفعال بهذه الفئة من المرضىوتعتني جمعية الشروق، حاليا، بحوالي 75 طفلا مصابا بالتوحد. وهذا التكفل كان من الممكن أنيتضاعف ثلاث مراتلو كانت الوسائل من حيث الهياكل والمختصون متوفرة، وفقا لمصطفى زيتوني، رئيس هذه الجمعية المتكونة من أخصائيين متطوعين.

وتأسف زيتوني لنقص الموارد من حيث الهياكل والرعاية، وهو الوضع الذي أجبر 120 من أولياء المصابين، على إحضارهم إلى مركز الأطفال المصابين بالتوحد مرة واحدة فقط في الأسبوع، ولا يقضون في المركز سوى أربع ساعات، مسجلا أن هذا لا يسمح برعاية فعالة لأبنائهموللتخفيف من الصعوبات التي يواجهها الأطفال المصابون بالتوحد، شدد على ضرورة إنشاء ملاحق للمركز الحالي، لا سيما المركز الموجود بالعطاف (غرب الولاية) وخميس مليانة (شرق الولاية)، مسجلا أن مراسلة وُجهت إلى والي عين الدفلى من قبل 40 وليا لأطفال مصابين بالتوحد مقيمين في العطاف، يحثونه على تحسين وسائل رعاية أبنائهموأصر الأخصائي الذي هو شخصيا أب لطفلين مصابين بالتوحد، أصر على "ضرورة إجراء التشخيص المبكر لاضطرابات التوحد منذ سن الثانية، لمحاولة السيطرة على هذا الاضطراب العقلي الخطير للغاية"، ومن ذلك تأتي الحاجة إلى تعزيز المركز الحالي، الذي تم إنشاؤه على مستوى عاصمة الولاية بملاحق، على وجه الخصوص، بالعاطف وخميس مليانة.

وتواجه الجمعية، من جهة أخرى، مشكلا اجتماعيا، يتمثل في الذهنيات، التي غالبا ما تعتبر اضطراب التوحد "من الطابوهات"وتأسف السيد زيتوني لكون "الأفكار المسبقة ونظرة المجتمع إلى المصابين بالتوحد، جعلت العديد من الأسر، وخاصة في المناطق الريفية، تفضل التزام الصمت حيال إصابة أطفالها، الذين يقعون ضحايا هذا التفكير"، مشيرا إلى أن هذا الوضع "يجعل من الصعب إجراء إحصاء دقيق لعدد المصابين بالتوحد في الولاية".