الهاشمي بوزيان مفتش التربية التشكيلية:
الرسم حصة بيداغوجية مهمة

- 2128

أوضح السيد الهاشمي بوزيان مفتش التربية التشكيلية بولاية الجزائر، أن الفنون التشكيلية بأنواعها مفيدة للطفل، إذ تساعده على تنمية الروح الإبداعية وتمنحه فرصة تطوير جوانب عديدة من شخصيته. مشيرا إلى أن تهميش هذه المادة البيداغوجية في بعض الأقسام التعليمية، رغم وجود المادة في المنظومة التربوية، خطأ يقترفه العديد من الأساتذة ومسيرو المؤسسات، بحجة ضيق الرزنامة الدراسية.
لا زالت مادة الرسم أو الأشغال اليدوية الحصة التي يضحي بها الأستاذ للتعويض عن تأخر في مادة أخرى، يقول المتحدث، مضيفا أن كثيرا ما لاحظ منذ سنوات عديدة هذا المشكل في المنظومة التربوية، لاسيما في أقسام الابتدائي والمتوسط، رغم إجبارية تواجد هذه المادة كحصة تتراوح مدتها بين ساعة إلى ثلاث ساعات في الأسبوع الواحد.
أشار المفتش إلى أن بعض الأساتذة يهمشون هذه المادة رغم فوائدها العديدة على نفسية الطفل، وهذا راجع إلى أسباب عديدة، أهمها ضعف تكوينهم في طريقة تنشيط هذه الحصة، وفي هذا الخصوص، قال بأن المفتشية تقوم بدورات تكوينية لتأطير مختصين في مجال الأشغال اليدوية والرسم، باعتبار أن هناك أساليب لابد من اتباعها، حتى يجعل الطفل منها حصة تعليمية ممتعة وليس فقط تمضية الوقت دون الاستفادة منها.
أوضح السيد بوزيان أن حصة الرسم والأشغال اليدوية من أكثر المواد التي ينتظرها الطفل خلال الأسبوع، لما تتيحه من متعة وراحة خلال تأديتها. ففي نظره تعتبر المتنفس الذي يعطيه فرصة التعبير عن نفسه من خلال ما يقدّمه من إبداع في الرسم أو الأشغال اليدوية.
للتربية التشكيلية فوائد عديدة على نفسية الطفل، يقول المتحدث، فهي مادة تساعده على تطوير مهاراته وبناء قدرات عديدة، مثل تطوير الثقة في النفس وروح الإبداع والتركيز والتعبير عن حالة نفسية. كما تساعده على إيجاد راحة نفسية بعد أسبوع كامل من الدراسة، وهذا يساهم في إعادة بعض الطاقة للذهن بعد تفريغه من ضغوطات «التعلم» التي قد يجدها الطفل مملة، وتعد هذه الحصة محفزا يحببه في الدراسة، فهذا ما يجعل الطفل يعبر عن فرحته فور معرفته بأنه حان وقت حصة «الرسم» أو الأشغال اليدوية، وهذا دليل على استمتاع الطفل بذلك..
يضيف المفتش أن استبدال هذه الحصة بحصة أخرى للتعويض عن تأخر في مادة معينة أصبح من كلاسيكيات العديد من الأساتذة، في ظل ضعف التكوين حول أهمية هذه الحصة، وكذا غياب نوع من الرقابة، والمسؤولية في ذلك يتقاسمها كل من الأستاذ والأولياء، الذين لا يحتجون مطلقا عن غياب هذه الحصة، لاسيما أنهم يجهلون أهميتها ويرون أن باقي المواد أهم منها، قد يصفها البعض بـ»التافهة»، وهذا خطأ. مؤكدا أنه إذا ما تم الرجوع إلى المنظومات التربوية العالمية، نجد أن تواجد هذا النوع من الحصص في المنهاج الدراسي مهم، والدليل على ذلك الأهمية الكبرى التي يعطى لها لتعويض النقص الذي يعاني منه التلميذ في معدله السنوي، وعليه يتم التركيز على تلك الحصص مثل الرسم، الأشغال اليدوية، الرياضة، أو المسرح والتمثيل وغيرها..
❊نور الهدى بوطيبة