كورونا خلّفت وضعا استثنائيا لمرضى السرطان

"الرحمة" تستعجل فتح مصلحة أنكولوجيا ببومرداس

"الرحمة" تستعجل فتح مصلحة أنكولوجيا ببومرداس
  • القراءات: 578
حنان. س حنان. س

لفتت جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان ببومرداس، إلى أن جائحة كورونا خلّفت وضعا "غير عادي" على مرضى هذا الداء، سواء بسبب تراجع نشاط الجراحة المتخصصة ونقص بعض الأدوية، أو بسبب تدهور نفسية المرضى جراء هذا الوضع الاستثنائي. كما دعت، في سياق متصل، إلى إنجاز مصلحة أنكولوجيا بمستشفى 240 سريرا بالنظر إلى افتقار الولاية إلى هذه المصلحة.

قالت رئيسة الجمعية المذكورة مليكة رازي في تصريح لـ "المساء"، بأن هناك تدهورا كبيرا في الحالة الصحية والنفسية لمرضى السرطان، بسبب الخوف من الذهاب إلى المستشفيات للمتابعة والعلاج؛ ما ولّد لديهم أمراضا نفسية هم في غنى عنها، لا سيما القلق والتوتر الناجم عن نقص بعض الأدوية الخاصة بهم، مثل دواء "لوفينوكس" الموجه للمرضى الذين خضعوا للجراحة.

كما لفتت إلى نقص ملحوظ في نشاط الجراحة بمصالح الأنكولوجيا بالمستشفيات، مفيدة بأن حصص العلاج بالأشعة بقيت تنشط "ولكن في ظل ظروف غير عادية، فكلى الطرفين من عمال الصحة والمرضى أنفسهم تحت ظرف نفسي استثنائي بسبب الخوف من انتقال عدوى الفيروس"، تقول محدثتنا ملفتة إلى مشكل نقص بعض الأدوية الموجهة لمرضى السرطان، وهو إشكال آخر يطرح نفسه بإلحاح منذ تفشي الجائحة.

وفي هذا الصدد، تقول السيدة ملكية رازي بأن جائحة كورونا سببت خللا في عمليات جمع الأدوية المتبرع بها لفائدة مرضى السرطان؛ "خلال الأشهر الأخيرة اصطدمنا برفض بعض الجهات طلب إعانة الجمعية بتوفير بعض الأدوية لمرضانا"، مضيفة أن هذه الوضعية جعلت الجمعية مكتوفة الأيدي أمام وضع استثنائي، "حتى الزيارات لمرضى السرطان بالمستشفيات ممنوعة، وهذا طبعا خوفا على كل الأطراف من الإصابة بالعدوى". كما أشارت المتحدثة إلى تراجع النشاط المخصص للاهتمام بباقي المرضى ومنهم مرضى السرطان، بسبب صب كامل الاهتمام في مكافحة فيروس كورونا خلال الفترة الأخيرة.

هذا الوضع تَسبب، حسبها، في تراجع نشاط جمع الدم؛ ما اضطر الجمعية أحيانا للاستعانة ببث بعض النداءات عبر أثير إذاعة بومرداس المحلية، لإنقاذ حياة المرضى، فيما أشارت المتحدثة إلى حالة طفل مصاب بسرطان الدم، وجدت الجمعية صعوبة كبيرة في توفير كمية من الدم له لإجراء العملية.

وسيدة مصابة بسرطان اللسان طُلب منها إجراء تحاليل بالأشعة، تبلغ لدى القطاع الخاص 80 ألف دينار؛ ما جعل المتحدثة ترفع نداءها إلى المحسنين لدعم نشاط جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان، لتتمكن، بدورها، من مساعدة مرضى هذا الداء الثقيل في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا.

ومن جهة أخرى، دعت السيدة مليكة رازي الجهات المختصة إلى إدراج مصلحة الأنكولوجيا ضمن مشروع مستشفى 240 سريرا ببلدية بومرداس، الذي أعيد بعث أشغال إنجازه مؤخرا، موضحة أن الولاية تفتقر لهذه المصلحة المتخصصة في التكفل بمرضى هذا الداء، حيث توجد ـ حسبها ـ خلية أنكولوجيا بكل من مستشفى الثنية ومستشفى برج منايل، وليست مصلحة قائمة بذاتها بالمختصين والعتاد بما في ذلك إجراء التحاليل. هذا الوضع يصعّب التكفل بمرضى الولاية، الذين تضطر الجمعية لإجلائهم إلى مستشفيات العاصمة أو البليدة.

كما أبدت أسفها الشديد لعدم تجسيد المشروع الخيري للجمعية، المتمثل في دار لإيواء مرضى السرطان بإقليم ولاية بومرداس؛ أسوة بولايات أخرى، قائلة بأن جمعيتها منذ رفع هذا الطلب، تلقت وعودا من طرف السلطات الولائية ولكنها لم تتجسد إلى اليوم..