في غياب مخطط وطني يهتم بالتشخيص المبكر

الرجال مدعوّون للكشف عن سرطان البروستات

الرجال مدعوّون للكشف عن سرطان البروستات
  • القراءات: 702
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا الدكتور حاج مكراشي رئيس جمعية "الفجر" لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة، الرجال إلى التحلي بالوعي الصحي، والخضوع للتشخيص المبكر ضد سرطان البروستات بعد سن الخمسين؛ لكون هذا النوع من السرطانات يظهر مباشرة، وليس لديه أي أعراض؛ الأمر الذي يصعّب من اكتشافه مبكرا، ويساعد على انتشاره، ومن هنا تظهر خطورته، مشيرا إلى أن سرطان البروستات يُعد أول داء خطير يصيب الرجال بعد سرطان الرئة. ويشهد انتشارا كبيرا  في السنوات الأخيرة، حيث الأرقام تؤكد، حسبه، تسجيل أكثر من 6 آلاف حالة جديدة سنويا، في غياب مخطط وطني، وإحصاء دقيق.

أكد الدكتور حاج مكراشي، على هامش اليوم الطبي الذي نظمته جمعية "الفجر"، مؤخرا، لفائدة العاملين في القطاع الصحي من أجل لفت انتباههم إلى وجوب توعية المرضى من فئة الرجال، بأهمية التشخيص المبكر بعد سن الخمسين، أن سرطان البروستات عند الرجال يعرف انتشارا كبيرا، وأن حالات الإصابة تتضاعف سنة بعد أخرى، خاصة في غياب برنامج للكشف عن هذا النوع من السرطانات؛ على غرار البرنامج الخاص بسرطان الثدي عند النساء، مشيرا إلى أن أسباب الإصابة بهذا النوع من السرطانات، تظل مبهمة، مما يصعّب من عملية الكشف، حيث تشير الإحصائيات، حسبه، إلى أن "العامل الوراثي يمثل فقط 5 ٪، وبالتالي لا يمكن الحديث عنه كسبب من الأسباب إلا إذا تجاوز عدد المصابين بالعائلة، ثلاثة أشخاص.

وغير ذلك، يُعد الغذاء واحدا من العوامل المتسببة في الإصابة به بنسبة 10 ٪، إلى جانب التقدم في العمر، الذي يُعد من الأسباب المباشرة للإصابة بالداء.ومن جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن من أهم خصوصيات سرطان البروستات، عدم وجود أعراض واضحة؛ مما يصعّب الكشف عنه؛ حيث يجري الخلط بين تضخّم البروستات، وهو أمر شائع يصيب الرجال بعد سن 50. ويصاحبه بعض الأعراض؛ منها كثرة التبول، على خلاف سرطان البروستات، الذي لا يظهر على المريض إلا في مراحل متقدمة؛ من أجل هذا يقول: "تظهر أهمية الفحص الإكلينيكي الدوري، والخضوع لبعض التحاليل الطبية"، مؤكدا في السياق: "إن الكشف المبكر يجعل احتمال الشفاء من سرطان البروستات، واردا؛ من خلال عملية استئصال الورم. أما في حال تفشي الداء فيتم اللجوء إلى العلاجات التكميلية، التي تعطي نتائج إيجابية، خاصة مع التطور الحاصل في مجال هذا النوع من الأورام السرطانية".

وحول عملية التكفل بسرطان البروستات في الجزائر، أكد الدكتور حاج مكراشي، أن عملية التكفل بمرضى البروستات ليست في المستوى المطلوب؛ لأن الأقسام المتخصصة للتكفل به، تبقى قليلة، ولا تغطي العدد الكبير للمصابين بسرطان البروستات، وبالتالي الحاجة ملحّة على تكوين أطباء متخصصين في أمراض المسالك البولية بالقطاع العام من المتخصصين في البروستات، بينما نجد، في المقابل، عددا كبيرا من الأطباء المتخصصين في المسالك البولية بالقطاع الخاص، ولكنهم يهتمون بكل أمراض المسالك البولية، موضحا أن على مستوى الجمعية، يطالب الأطباء والمختصون في الأمراض السرطانية، الجهات الوصية بالتكفل بهذا النوع من الاختصاصات، لتحسين نوعية التكفل بمرض سرطان البروستات، الذي يعرف انتشارا كبيرا. وحسبه، فإن هذا النوع من السرطانات من حيث التكفل الطبي، يعرف تطورا كبيرا على مستوى العالم؛ الأمر الذي يفرض على الجزائر الاستفادة من التطور العلمي؛ من أجل مساعدة المرضى في عملية التكفل الصحي، خاصة أن عمليات التكفل بمرضى السرطان عموما، محتشمة، وتظل بحاجة إلى الاهتمام بها أكثر، فضلا عن أن الجمعيات غير قادرة على دعم المريض، ومساعدته باستثناء بعض العمليات البسيطة في المجال التحسيسي والتوعوي.