تقصدها العائلات يوميا

الربوة الجميلة متنفس طبيعي ساحر بتيبازة

الربوة الجميلة متنفس طبيعي ساحر بتيبازة
حديقة الربوة الجميلة بولاية تيبازة
  • القراءات: 9539
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تعرف حديقة الربوة الجميلة بولاية تيبازة، إقبالا كبيرا للعائلات التي تقصدها من الولاية والولايات المجاورة قصد الاستمتاع بأوقات من الصفاء في أحضان الطبيعة الغناء، حيث تشكل مناظر الحديقة لوحة طبيعية من صنع المبدع، امتزجت فيها الخضرة بالزرقة، حيث زينت أشجار الصنوبر البحري المكان الذي طبعته من جهة أخرى زرقة البحر إذ يخيل للناظر أنه في حلم جميل يتمنى أن يطول أمده خاصة أن صفاء مياه البحر وتدرج ألوانه التي تشاهد من فوق تبحر بالناظر على مد البصر.

وقد اختارت العائلات أن تستمتع بالشواء في الهواء الطلق، وهو ما يؤمنه المكان، سواء من حيث وجود الأغصان التي يمكن إشعالها واستعمالها كفحم أو بوجود الأماكن التي يمكن أن تبسط فيها الزرابي وتوضع الموائد وتجهز الشواية غير بعيد للقيام بعملية الشي التي غزت الحديقة خلال أيام العيد، في حين اكتفت عائلات أخرى بوضع ما جاءت به من المنازل على الطاولات الخشبية الكثيرة الموجودة في الحديقة بالكراسي التي جهزت لضمان رفاهية وراحة زوار الحديقة الذين غالبا ما يختارون الجلوس أمام الجهة المطلة على خليج القرن الذهبي، حيث أكدت لنا العديد من العائلات أنها تجد الراحة والسكينة في الجلوس بالربوة المطلة على البحر على مدار أيام السنة لما للمكان من خاصية الاعتدال في الخريف والربيع والبرودة في الصيف خاصة أن الأشجار المتراصة هناك تضمن تبريد المكان.

وغير بعيد عن الزرابي المبسوطة في الهواء الطلق، اختارت بعض العائلات نصب الخيم لضمان القليلولة، حسبما أكدته لنا السيدة نريمان، القادمة من بني هارون رفقة طفليها قائلة: قضيت أكثر من عشر سنوات في هذه الحديقة، أي منذ زواجي، فقد سحرتني مند رائيتها أول مرة وبقيت مبهورة بجمالها وهدوئها الذي يخيم على الأجواء، كما أنه يوجد بها حديقة تسلية للأطفال وهي فرصة للترويح عن النفس والصغار، ولهذا قمت بتجهيز أعواد الشواء في البيت على أن يقوم زوجي بالعملية، فهو محب لهذا، وقد عمدنا إلى إحضار الخيمة حتى لا أفسد على صغاري متعة القيلولة في الغابة، وبعدها اللعب في الطبيعة آو ركوب الارجوجة وغيرها، قد باتوا هم أيضا يطلبون مني اصطحابهم إليها.

وهناك في قلب الحديقة، تربعت مجموعة من الألعاب التي احتلها الأطفال بجاذبية، حيث عانقت أصواتهم الفضاء وملأ صراخهم المكان حبورا وسط سعادة رسمت على شفاه الأمهات والآباء، الذين أشاروا في معرض حديثهم إلينا إلى أن الحديقة ككل متنفس طبيعي للجميع وتضمن الراحة والترفيه للكبير والصغير، كما يجد فيها الصغار أيضا ضالتهم من الحلويات السكرية التي لا توجد فيكل الأماكن على غرار لحية بابا وتفاحة الحب الحمراء، وفي هذا الشأن قالت السيدة أم ريحان:

«تختلف الأوقات التي نقصد فيها الحديقة فأحيانا نفطر هنا وأخرى نقصدها بعد العصر لنبقى بها حتى الساعة العاشرة ليلا، خاصة أن أبوابها مفتوحة والأمان بها موجود، كما أن حديقة الألعاب التي تتلئلئ بالأضواء ليلا تزيد من جمال المكان، علاوة على الاستمتاع بصفاء السماء المزينة بالنجوم التي تظهر أكثر من الأماكن الأخرى.   

في حين عمدت المحلات الموجودة بقلب حديقة الربوة إلى ضمان الخدمات المختلفة للعائلات، فعشاق الأسماك يجدون ضالتهم هناك وكذلك الأمر بالنسبة لمحبي الساندويشات والبيتزا وحتى المشاوي بأسعار معقولة، حيث قدمت خدمتها للأشخاص الذين يفضلون تناول الطعام الجاهز،  أما الشباب الذي جاء على شكل جماعات للاستمتاع بمشاوي العيد، فقد اختار الانزواء في أماكن خاصة تشير إلى تمتع أبناء المنطقة وزارها بالأخلاق الحميدة والحياء.

 

أحلام محي الدين