البروفيسور بلعيد لـ”المساء”:
الراحة الجسدية والترفيه دواء القلق

- 1068

أكد البروفيسور بلعيد، مختص في الصحة العقلية، رئيس مصلحة الطب النفسي بالشراقة، أن البشرية عرفت القلق منذ 80 سنة، إلا أنها ازدادت حدة خلال السنوات الأخيرة، مخلفا معها العديد من الأمراض المستعصية، على غرار السرطان وأمراض القلب، مؤكدا أن من 70 إلى 90 بالمائة من المؤسسات عبر العالم تعرف القلق، مما دفع ببعض البلدان المتقدمة إلى انتهاج استراتجية محاربة القلق، على غرار الدنمارك.
أشار البروفيسور بلعيد إلى أن القلق رد فعلي عاطفي ونفسي وعقلي، وهناك من يصفه بملح الحياة لأنه وراء النجاح أيضا، ومحفز للكثير من الإيجابيات، لكن قبل أن يزيد على حده، لأن عدم السيطرة عليه وجعله يطغى في ردات الأفعال والسلوكات يجعل المرء عرضة للأمراض النفسية والجسدية. أشار المختص في الشق المتعلق بالأمراض الجسدية، إلى ضرورة الاستماع إلى الجسد حين يشرع في الشكوى التي يترجمها على شكل آلام هنا وهناك، وقلة النوم والنرفزة بدون سبب وقلة التركيز، وكذا التعب وضربات القلب المرتفعة التي مع تفاقمها يصبح لدى الشخص ما يسمى بالقلق المزمن، الذي سيتحول بدوره إلى أمراض القلب والسكري من الدرجة الثانية.
أكد المختص أن الحلول موجودة ولابد للشخص أن يحسن التصرف مع الحالة، بداية من الإهتمام بذاته بإعطائها حقها من الراحة خلال العطلة الأسبوعية والعطل السنوية رفقة الأهل، مشيرا في هذا الباب إلى أنه لا يجب التخوف من مصاريف الراحة، ولا يضيع وقته في مشاهدة التلفزيون وعدم الحركة.
في قائمة الحلول، أضاف المختص التنظيم الجيد للحياة الذي بفعله يمكن رفع جودتها إلى 90 بالمائة، والنوم الجيد الذي يريح الفكر والجسد، والطعام الصحي غير المشبع بالدهون، والتحدث إلى الآخرين والاستماع إليهم لتبادل المنفعة.
قدم الأخصائي النفساني الطريقة المثلى للتخلص من القلق، تتمثل في آلية التنفس التي تعتمد على إدخال الهواء من الأنف وحبسه على شكل كرة في البطن، ثم تحريره عن طريق الفم بهدوء تام، أو تقسيم عملية إخراجه إلى ثلاث أو أربع مراحل. وتعاد العملية ثلاث مرات في اليوم، ليتمكن المرء خلالها من تحرير قلقه، وهي أربع دقائق، لتكون الأمور على ما يرام.
فيما يخص الحياة المهنية وضغوطاتها، أشار الدكتور بلعيد إلى أهمية الاتصال المؤسساتي واستعمال لغة الحوار بين المستخدم والعامل، والاستماع إليه وفهم ما يشغل باله، و تشجيعه على العمل من خلال الشكر عندما يحسن أداء عمله.
❊ أحلام.م