عنابة تحتضن مؤتمرا دوليا حول أمراض القلب
الذكاء الاصطناعي في صلب النقاش

- 250

استضاف فندق "شيراطون" عنابة، مؤخرا، أشغال المؤتمر الطبي الدولي لأمراض القلب لسنة 2025، بحضور أكثر من 350 مختص في أمراض القلب والتكنولوجيا الطبية، قدموا من الجزائر، وتونس، وفرنسا؛ في خطوة تهدف إلى توسيع آفاق التعاون العلمي، وتبادل آخر ما توصّلت إليه الأبحاث والتجارب السريرية في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب.
جاءت هذه الطبعة من المؤتمر بشعار "الذكاء الاصطناعي في خدمة القلب"، حيث ركّزت الجلسات العلمية وورشات العمل على استكشاف الإمكانيات الكبيرة التي توفّرها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما في مجالات التشخيص المبكر، والتصوير الطبي عالي الدقة، وتحديد المخاطر القلبية بدقة أكبر؛ ما يتيح للمختصين فرصا جديدة لتقديم علاج شخصي، يتماشى مع الحالة البيولوجية لكلّ مريض.
وعرف المؤتمر تنظيم ورشات تطبيقية متقدمة، قادها أطباء وباحثون ذوو خبرة في استخدام تقنيات تعلّم الآلة، وتحليل البيانات الطبية، أبرزها ورشة حول "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن احتشاء عضلة القلب"، وأخرى عن "تطوير نماذج تنبؤية لمعالجة اضطرابات النظم القلبي"، بالإضافة إلى جلسات نقاش حول أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، ومخاطر الاعتماد المفرط على الخوارزميات دون إشراف بشري متخصّص. من جهة أخرى، تطرّقت المداخلات لتحديات الواقع الصحي في المنطقة المغاربية من حيث التكفّل بمرضى القلب، وضرورة إدماج التكنولوجيا الحديثة في المستشفيات العمومية، مع الإشارة إلى نقص التكوين المتخصّص في هذا المجال.
وقد اتّفق المشاركون على أهمية تطوير برامج تدريبية مشتركة، وتبادل زيارات بين المراكز الطبية الجامعية الجزائرية، والتونسية، والفرنسية، لتوسيع قاعدة الكفاءات، وتسهيل نقل التكنولوجيا. كما خُصّص حيز من المؤتمر لمناقشة أمراض القلب عند الفئات الهشة، خصوصا النساء، والأطفال، والمسنين؛ حيث قُدّمت بحوث حديثة حول عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة العصري، مثل التوتر المزمن، وقلة الحركة، والتغذية غير الصحية، مع دعوات لتبنّي استراتيجيات وقائية أكثر فعالية، تشمل الجانب التوعوي، والمرافقة النفسية للمريض.
المؤتمر الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، من المنتظر أن يُتوّج ببيان علمي، وتوصيات عملية، ستُرفع إلى وزارات الصحة في الدول المشاركة، تتضمّن مقترحات لتطوير آليات الكشف المبكر، وتحديث أجهزة التصوير القلبي، وتعزيز استخدام البرمجيات الذكية في متابعة المرضى عن بعد، ضمن رؤية صحية رقمية شاملة. ويأتي هذا الحدث ليؤكّد أنّ مستقبل طب القلب لن يكون بمنأى عن التكنولوجيا، وأنّ التعاون الإقليمي والدولي هو السبيل الأمثل لمواكبة التحديات الصحية، وتقديم رعاية طبية تليق بالإنسان مهما كان موقعه، أو ظروفه.