سمية بوداود الخبيرة في فن الديكور لـ ’’المساء":

الديكور العصري لا يغني عن التقليدي

الديكور العصري لا يغني عن التقليدي
  • القراءات: 1273
نادية شنيوني نادية شنيوني

رزينة وطموحة، مجتهدة مستثمرة لكلّ دقيقة من وقتها في كلّ ما هو مفيد، تعدّدت مواهبها واتحدت متجهة إلى عالم سريالي حالم يحتاج إلى أكثر من موهبة وإلى دراسة عميقة جادة، وذوق متناسق رفيع، خارق للعادة، ألا وهو الديكور، المجال الذي تخصّصت فيه الشابة سمية بوداود صاحبة اللمسة السحرية المتميّزة والمخيّلة الثرية المبدعة في مجال الديكور الداخلي والخارجي للبيوت وقاعات الحفلات والمؤسسات الكبرى. 

❊ بصورة مختصرة مفيدة، من تكون سمية بوداود؟

— سمية بوداود شابة جزائرية في مقتبل العمر من ولاية بومرداس، أحبّت كل ما له علاقة بالعمل اليدوي أو الحرفة اليدوية، بدءا بالخياطة، الطرز والرسم، وصولا إلى الديكور المنزلي الداخلي، فالخارجي، هذا الأخير الذي تحولت إليه مؤخرا، والذي يشمل ديكور قاعات الأعراس والمؤسسّات، الفنادق، المسابح والأماكن العامة إجمالا..

❊ كمصمّمة ديكور، ما الذي يميز ديكورات سمية عن غيرها، وما الذي تراعينه في تصاميمك؟

— الأذواق تختلف، وطبعا في الديكور يدخل اللون، شكل الديكور، نوع الأثاث، ذوق الأسرة مهمّ وعليه أصمّم الديكور وفق كل هذه المعايير، ساعية إلى التجديد وإضفاء اللمسة العصرية، وإضافة أفكار راقية لجعل البيت أكثر أناقة وراحة وهذا بأقل تكلفة ...

❊  بأقل تكلفة، هل هذا ممكن والكثير يرى أنّ تغيير الديكور يتطلّب ميزانية معتبرة؟

— أجل بأقل تكلفة، فتغيير الديكور وتجديد الأثاث وجعل البيت يبدو أكثر اتساعا، كلّها أمور لا تكلّف المال الكثير، فأنا شخصيا أراعي ميزانية الأسرة الناشدة إلى تجديد ديكور منزلها وتغيير واجهته، وهي أشياء بالفعل لا تتطلّب من الأسرة أموالا كثيرة، فسرّ الديكور المتناسق الجميل يكمن في الذوق لا فيما ندفعه من أموال! فقد نشتري أثاثا بثمن معقول، لكنّه جميل، والعكس قد تدفع بعد الأسر مبالغ خيالية في أثاث لا يلائم بيتها، وعليه يبقى الذوق هو الأساس. 

❊  التكنولوجيا لم تترك مجالا إلاّ واقتحمته، وعالم الديكور من بين هذه المجالات، فهل أنت ممن يعتمدون على هذه الوسيلة في تصميم ديكوراتهم؟

— التكنولوجيا بالفعل تساعدنا على الاطلاع على ما هو دارج، لكن بالنسبة لي شخصيا، فأنا أصمّم ديكوراتي وفق مخيلتي وإبداعي، لا أحبذ النقل واللصق الطاغي ـ للأسف ـ اليوم على كل المجالات، فحين أكلّف مثلا بديكور منزل، أسعى إلى وضع لمستي في كلّ شيء، فأنا من تخيط الفرش والستائر وترسم اللوحات وتزيّن التحف، وفق ما يلائم المكان، فعند تصميمي ديكور إحدى قاعات الحفلات رسمت لوحة لعروس بفستان زفاف حقيقي من قماش مرصّع يتماشى والقاعة، كما حرست على إضفاء وجه مبهج لها وألوان زاهية مفرحة تناسب المناسبات السعيدة، يبقى لكل مقام مقال ولكل مكان ديكوره الخاص ...

❊  ماذا بشأن الأفكار الدارجة والألوان المبهجة التي تجسّد اليوم عبر ديكورات البيوت؟

— في كل يوم هناك جديد، وهي أفكار كثيرة نعمل على تجسيدها اليوم لجعل البيت يظهر أكثر اتساعا لمن يعانون من ضيق المسكن، منها تصميم رفوف عملية على شكل مكتبة، نضع فيها الكتب والتحف لتكون واجهة جذابة ملفتة للنظر، ونعوّض الخزائن الكبيرة برفوف مغلقة في غرفة النوم تظم كلّ ما لدينا من ملابس وأفرشة، وتعطي مساحة أكبر للغرفة، كما نهتم ببعث الشعور بالراحة والمتعة من خلال تصميم ستائر خفيفة، بدل الثقيلة التي كانت من قبل بألوان زاهية وأفرشة جميلة ومصابيح رائعة بألوان مريحة للنظر، أما بالنسبة لألوان الطلاء، أي طلاء الجدران، فكلّها مطلوبة نظرا لاختلاف الأذواق التي نسعى إلى تلبيتها منها: اللون البنفسجي والأرجواني هذان اللونان الملكيان (أرجواني ملكي) يدل على ترف العيش، كما يرمزان إلى الإحساس المرهف ورفعة الذوق، وهما لونان مطلوبان بكثرة وكذا اللون الأزرق الفاتح الدال على الشفافية الدافع للاسترخاء الباعث لطاقة متجددة، والأصفر الدال على التفاؤل واسترسال أشعة الشمس المضيئة الدافئة، وهو لون مطلوب والأخضر لون السلم والسلام والجنة، مطلوب أيضا بكثرة ..

❊  هل للمسة التقليدية مكان بين ديكوراتك العصرية؟

— أكيد، فالتطور والعصرنة لم ينسياني أصلي، أي التقليدي، المحبّب بين أوساط العائلات الجزائرية والمطلوب أيضا بقوة، فالأسرة الجزائرية تهفو للعصري الأنيق مع تمسكها بجذورها وأصلها (التقليدي) الذي لن نفرّط فيه قطعا أبدا مهما تطور الزمن، لأنّه يمثل هويتنا وانتماءنا كجزائريين، لهذا نجد في بيوتنا صالونا عصريا وبجانبه صالون بلمسة أو (قعدة) تقليدية أصيلة لاستقبال الأهل والأحبة وسط إبريق الشاي وسينية القهوة والعائلة مجتمعة....

❊  لكل مجتهد نصيب، فبعد أن أظهرت كفاءتك في الديكور الداخلي والخارجي وتألقت في ديكور قاعة الحفلات، هل من مشاريع جديدة في الأفق؟

— المستقبل يبشّر بالخير بإذن الله، إذ هناك بالفعل مشاريع هامة مع مؤسّسات وطنية لها اسمها في عالم المال والأعمال، دعتني لأضع لمستي على واجهاتها، كما أملك مشاريع خاصة بتزيين المسابح التابعة لقاعات الحفلات والفنادق، المشاريع لا تنتهي ومعها الأبحاث التي لا تنتهي هي الأخرى في هذا المجال الواسع المسمى بالديكور، ونحن نبحث دائما على الديكور المميز الجميل الذي يعتمد صاحبه على البساطة والأناقة في آن واحد، فسرّ جمال المكان يكمن دائما وأبدا في بساطته ،إذ كلّما بالغنا في البهرجة والتكلّف، كلّما أخطأنا في اختيار الديكور المناسب وهذه نصيحة مختصّة في الديكور لكلّ من هو مقبل على إعادة تصاميم ديكورات منزله، فليجعلها قاعدة ويتذكر أن البساطة كانت وستظل عنوان الجمال ....