لامية والي، البيولوجية والمختصة في التغذية:

الدمج الاجتماعي لطفل التوحد يبدأ من الروضة

الدمج الاجتماعي لطفل التوحد يبدأ من الروضة
  • القراءات: 4720
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعت لمية والي، مهندسة بيولوجيا مختصة في التغذية ومدربة توحد ،«إلى حرص الأولياء على إدراج أبنائهم بدور الحضانة العادية في سن مبكرة؛ حتى يتسنى لهم الاندماج في المجتمع. وحسبها، فإن عملية مرافقة طفل التوحد إلى روضة الأطفال لا تتم بطريقة عشوائية، وإنما تخضع لبعض الضوابط الهامة، التي على الأولياء ودور الحضانة مراعاتها للوصول إلى النتيجة المرجوة، وهي الدمج الاجتماعي، والابتعاد عن فكرة البحث عن فضاء لوضع الطفل فيه وكفى.

ما يجب على الأولياء معرفته، حسب المدربة لامية، أن السن المثالية لمرافقة طفل التوحد إلى روضة الأطفال العادية، هي ثلاث سنوات، والتي تُعتبر السن المناسبة التي يبدأ فيها الطفل معرفة واكتشاف ما يحيط به؛ شأنه شأن أي طفل آخر عادي، مشيرة إلى أن إشراك طفل التوحد في روضة الأطفال، يحتاج إلى مراعاة ثلاث مراحل أساسية: المرحلة التمهيدية، وهي المرحلة التي يتم فيها ملاحظة سلوكاته، وكيفية تصرفه بعد وضعه في الروضة حتى يتم ضبط برنامج يتناسب معه، مع الحرص على غذائه وطريقة الأكل، خاصة أن هذه الفئة تحتاج إلى نظام غذائي صحي خاص. وتردف: تأتي مرحلة التكيف مع المحيط، والتي يجب أن تمنح لطفل التوحد الفرصة للتأقلم مع الفضاء الجديد، والتعرف على الطاقم المكون من المربين الذين سيشرفون على مرافقته ومتابعته. هذه المرحلة، حسبها، هامة جدا في بناء علاقة الثقة، التي على أساسها يكون عطاء الطفل مثمرا، وتجاوبه إيجابي.

وقالت: المرحلة الثالثة والأخيرة هي مرحلة الدمج، التي على أساسها يتكيف الطفل مع عالمه الجديد، ويكون عنده استعداد للانتقال إلى مرحلة التعلم واكتساب المهارات، مضيفة: هذا العمل رغم أنه يتطلب وقتا من الزمن قد يمتد من ثلاث إلى ست سنوات للوصول إلى فكرة الدمج الاجتماعي، إلا أنه ضروري، ويتطلب الصبر عليه. ومن جهة أخرى، أكدت المدربة أن فكرة التدرج في عملية الدمج التدريجية للمصابين بالتوحد، تلعب دورا هاما في منح الفرصة لطفل التوحد؛ من أجل بناء علاقات مع عالمه الجديد؛ حتى يتمكن من التكيف، وهذا لا يتحقق، حسبها، إلا بتضافر جهود الطاقم العامل في الروضة والأولياء، وعلى مدى قابلية طفل التوحد لفكرة الاندماج. وتبقى، كما أوضحت، روضة الأطفال من المراحل الهامة التي لا بد منها؛ من أجل الوصول إلى فكرة الدمج الاجتماعي أن يعيشها طفل التوحد؛ شأنه شأن أي طفل آخر.