لحياة بلا تدخين
الدكتور كمال عبد النبي يقترح طريقة 30-5-0

- 1237

يتحدث الدكتور كمال عبد النبي، مختص في طب الأمراض القلبية والتدخين ومدير مصلحة التربية القلبية الحركية في مستشفى بيلان بباريس، مؤلف سلسلة ـ إشاعات وحقائق - في كتابه "الحياة بلا تدخين"، عن مختلف الأفكار التي يتبناها المدخنون، والوقائع المختلفة المحيطة بهذه المادة السامة وكيفية التخلص منها من خلال الاعتماد على الغذاء الصحي وشروط النظافة والقواعد الصحية باعتماد طريقة "صفر سيجارة"، استهلاك خمسة أنواع من الفواكه أو الخضر يوميا و30 دقيقة من النشاط البدني في اليوم. ونبه المختص إلى أن "الصفر" يضم السيجارة، الشمة والشيشة أيضا، مشيرا إلى أن كل المنتجات التي تحتوي على مادة النيكوتين أوالتبغين لديها نفس الأخطار، لأنها عبارة عن مبيد حشرات بمفعول كبير، ففي التبغ يوجد حوالي 4000 مادة وهو مخدر، وعند التدخين، تحترق المواد الموجودة في السيجارة على غرار القار أوالقطران، غاز أحادي أكسيد الفحم، الرصاص، الميتانول والنيكوتين. وعند التدخين يتم وصول مادة التبغين الموجودة في السيجارة إلى المخ ليفرز بدوره مواد أمينية، سيروتونين، معوية وعصبية، وهي مادة تلعب دورا مهما في ضبط المزاج، وبمجرد ما يتوقف الشخص عن التدخين، تنخفض نسبة هذه المادة في جسمه ويتغير بذلك مزاجه، ويمكن في بعض الأحيان أن تتسبب في انهيار عصبي.
يقول المختص: "تشكل المحفزات التي تبعث على القطيعة مع التدخين أحد المسارات المعقدة، وبعد مخاض عسير، يولد هذا المسار قبل أن يبلغ مستوى اتخاذ القرار الحاسم، وعند توفر هذه المحفزات، يدخل المدخن مرحلة الفعل التي يضطر فيها إلى أن يقبل بالابتعاد عن سلوك سرعان ما كان يجلب له الإحساس بالرضا والمتعة، فمرحلة الفعل هذه تتويج لمسار نفساني متدرج سرعان ما يسمح بالوثبة الكبرى أوالطلاق مع التدخين. ويمكن الاعتماد على التدرج من خلال عدم التدخين في السيارة، مكان العمل مع تعديل برنامج الترفيه أو الاستراحة أو زيادة النشاط البدني. وفي بعض الأحيان لابد من القيام بعدة محاولات من أجل بلوغ الغاية النهائية، إذ يتم التعلم بفعل التكرار، لكن إذا ترتب عن المحاولة صعوبة وزيادة في الاضطرابات المزاجية لأن مخ المدخن يحمل بداخله أجهزة استقبال التبغين التي يحتاج إليها باستمرار، فهنا لابد من مساعدة الطبيب المختص الذي يقدم له أدوية تسمح بالتخفيف من حدة الانزعاج الجسمي والتوصل إلى الإقلاع عن التدخين.
نصائح للتوقف عن التدخين
يقدم الدكتور، مجموعة من الحلول، يقول: "يمكن الاستفادة من بعض الأوقات الهامة في الحياة للتخلص من التدخين على غرار اختيار الوقت المناسب والهام كعيد ميلاد أو بداية أسبوع.. امتنعوا عن التدخين بالبيت، لأنه يهدد صحة أبنائكم ويجبرهم على التدخين السلبي، تحدثوا عن محاولة "فطامكم" مع أصدقائكم خاصة الحلفاء منهم، قاوموا نزوة التدخين دائما وتذكروا أنها مجرد إغراء عابر ولا يطول، فما عليكم سوى تجاوز هذه الأوقات الحرجة ليصبح كل شئ على ما يرام، إدراك وجود بعض التغيرات التي يتعين مراعاتها للوصول إلى الفطام، أعدوا الأجوبة لكل المواقف التي قد تثير بداخلكم النزعة إلى التدخين، كما يمكن الاستفادة من الاستنشاق العميق مع التنفس بهدوء، ويستوجب على المدخن السابق عدم قبول أي عرض لتدخين سيجارة تحت أي ظرف، لأنه يمكن أن يسقط في فخ العودة ولو بعد سنوات من الإقلاع عنه.
وللغذاء دوره الريادي
يقول الدكتور، من المستحسن أن يرافق قرار التوقف عن التدخين تحسين النمط الغذائي من خلال حلول بسيطة منها تناول خمس حصص من الفواكه أوالخضر الموسمية يوميا من أجل حماية صحتكم وتجنب زيادة الوزن، فتناول الخضر والفواكه يسمح بتقليص أخطار أمراض الأوعية القلبية والرئوية، ويمكن الاستعانة بالفواكه الجافة مع مراعاة المقادير عند تناولها، فهي غنية بالألياف والمواد المعدنية كالبوتاسيوم، الكالسيوم والمغنيزيوم. كما يمكن تتبيل السلطة بزيت الزيتون وعصير الليمون المحسن بالأعشاب العطرية لفتح الشهية مع تجنب الطعام السريع ومشروبات الصودا والعصائر المحلات، ويمكن استبدالها بالماء الطبيعي أو"التيزانات"، مع عدم إغفال تناول مختلف أنواع الأسماك الغنية بأوميغا 3. وفيما يخص النشاط البدني الذي يعتبر أحد أنجع الوسائل لعلاج المشكلات الصحية التي يعيشها الإنسان اليوم على غرار أمراض القلب، داء السكري والبدانة، ارتفاع الضغط الدموي، أكد المختص أن النشاط البدني المنتظم يعمل على خفضه، علاوة على تحسين مستوى النشويات بزيادة الكوليسترول الجيد ومراقبة وزن الجسم. ويوصي الدكتور بالمشي السريع المنتظم خلال 30 دقيقة في اليوم. كما يمكن ممارسة السباحة بمعدل 700 متر في اليوم، ركوب الدراجة بمعدل 5 كلم في اليوم و35 كلم في الأسبوع.