أخصائية الطب النفسي والمعالجة ندوى كحلوش لـ "المساء":

الدعم الأسري مهمّ جدا في علاج المدمن

 الدعم الأسري مهمّ جدا في علاج المدمن
  • القراءات: 770
حاورتها: نادية شنيوني حاورتها: نادية شنيوني
 أكّدت الأخصائية النفسانية ندوى كحلوش أن مساندة الآباء ودعمهم للأبناء ضرورة،  مركزة على أهم الخطوات التي يجب أن تخطوها الأسرة في حالة اكتشاف الآفة في عقر الدار.
^: ما هي الأسباب الرئيسة التي تقود المراهق إلى سلك طريق المخدرات؟
❊❊ ندوى كحلوش: هي أسباب عديدة ومتشعّبة، من بينها: نقص الوازع الديني وغياب التربية السليمة المبنية على أسس قويمة، الخلافات الزوجية والتفكك الأسري، الفراغ، الحالة الاقتصادية، الفقر المدقع أو الغنى الفاحش والدلال الزائد، حب التجربة؛ أي بدافع الفضول وبدافع من رفقاء السوء، الذين لا يرحمون طفلا ولا مراهقا، خاصة مع غياب الرقابة الأبوية، والاعتقاد أن المخدرات تنسي الشخص همومه.
^: متى وكيف يكون الأولياء طرفا في انحراف الأحداث؟
❊❊ ندوى كحلوش: قد لا يكون الأولياء طرفا فقط، بل قد يتحولون إلى أساس المشكل خاصة في غياب التفاهم بين الأب والأم، والانفصال، وزواج الأم مجددا وترك الأبناء لأنفسهم بدون حسيب أو رقيب؛ فهنا أقول وأؤكد: حتى وإن حدث الطلاق فهذا لا يعني التخلي عن مسؤولية التربية والتوجيه؛ فالابن المنفصل والداه بحاجة إلى مضاعفة الرعاية والاهتمام والتربية، وأركّز على التربية السليمة.
^: بحكم مهنتك وتجربتك في مجال العلاج النفسي، ما هي أهمّ خطوات العلاج؟
❊❊ ندوى كحلوش: يكون العلاج وفق برنامج خاص مسطّر في المستشفيات أو العيادات الخاصة. ويكثّف الإرشاد والعلاج الداعم حتى نمنع الانتكاس، وذلك من خلال جلسات فردية جماعية وأسرية. وهناك علاج السلوك، الذي يمكن أن يساعد على إيجاد الوسيلة للتعامل مع الرغبة الشديدة في تناول المخدّر، واقتراح استراتيجيات بنّاءة للنفور من  المخدّر وتجنّبه والحيلولة دون الوقوع في حالة انتكاس. طبعا، لا مفر من المهدئات في فترة العلاج، وهذا ما سيساعد المدمن على تجنّب المشاكل الاجتماعية والمساءلات القانونية، فيبتعد بذلك عن كل ما قد يصعّب أو يحول دون علاجه وشفائه نهائيا من الإدمان...
^: ما أهمية الدعم الأسري في إخراج المدمن من دائرة الإدمان وبعثه من جديد لحياة بدون آفات؟
❊❊ ندوى كحلوش: دور الأسرة مهمّ جدا، وهو العامل الأساس والأولي لبداية العلاج؛ فالكثير من الأسر للأسف، تكون السبب الرئيس في الضياع الكلي للأبناء، وذلك بتخلّيها عنهم في حالة دخولهم عالم الإدمان، وتركهم بتصرفها اللاواعي وغير المسؤول فريسة للشارع الذي لا يرحم؛ لتتفاقم بذلك الوضعية والحالة، وتصل إلى حد الجنون أو الانتحار للتخلّص من حالة الضياع؛ فالوالدان هم أحيانا الطرف الأساس في القضية، وقد يكون إهمالهما ولا مبالاتهما وأنانيتهما وانشغالهما الدائم بالعمل سببا رئيسا في انحراف الأطفال ولجوئهم إلى الإدمان، وعليه أنصح بأن يحتضنا أبناءهم، ويجنّباهم الذم والشتم والضرب والعقاب الجسدي القاسي والتأنيب، وأن يحاولا اللجوء إلى الحكمة والعقل لزرع الثقة في الأبناء ثانية، وتزويدهم بالإرادة للتخلص من هذه الآفة الخطيرة.. نملأ ساعات فراغ الأبناء بالأمور المفيدة كالمطالعة والرياضة، نجتمع سويا، نتنقل في نهاية الأسبوع إلى مكان جميل هادئ يجدّد نشاطهم وحيويتهم وينقّي أفكارهم، والأهمّ أن نُشحنهم بطاقة الحب، وأهمّها محبة الله، وخشيته، واتباع ما جاء به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم: "لا ضرر ولا ضرار".
^: في حالة تواجد مراهق مدمن في الأسرة، ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتخليصه مما هو فيه؟
❊❊ ندوى كحلوش: يجب أن نسأل أنفسنا أوّلا ونطرح هذه التساؤلات الهامة: لماذا أصبح ابني مدمنا؟ أين الخلل؟ هل تناسيته؟ منذ متى لم أحدّثه ولم أستطلع أخباره؟ هل عنّفته كثيرا، أم دلّلته زيادة عن اللزوم؟ وبهذا النوع من الأسئلة سوف نكتشف الخلل ونحاول تصليحه، سواء عن طريق الحوار أو القيام بأمور مشتركة؛ كتعويده على الصلاة في وقتها  أو الرياضة، ونحاول أن نُبعده عن أصدقاء السوء، ونشجعه ونقيّمه، لا نستصغره، ونسعى لأن نكون له الأذن الصاغية، والعقل الواعي المتفهم لمتطلباته وحاجياته في هذه المرحلة الحرجة؛ ألا هي مرحلة المراهقة، ونطلب مساعدة الأخصائيين في الميدان، ونكون سندا قويا له، وإن تفاقمت حالته فلا بد من توجيهه إلى مراكز العلاج حتى يتخلّص من سموم المخدّر نهائيا ...