طباعة هذه الصفحة

استحدثها المواطن ورسمها الناقلون

"الدروج" ،"التاكسي فون" و"الزبل" محطات تحت الطلب

"الدروج" ،"التاكسي فون" و"الزبل" محطات تحت الطلب
  • القراءات: 1077
رشيدة بلال رشيدة بلال
"حطني كيما لاري اديال الزيتونة".. "حطني في لاري تاع الدروج"... "البرتقال".."الحمام"، "الزبل" .."التاكسي فون".."النخلة"..."الكوشة"..."الجبانة".. وغيرها كثير من المحطات التي أصبحنا نسمع عنها، ورغم غرابة تسمياتها، إلا أن المواطنين الذين كانوا السبب في انتشارها، تعودوا عليها واستجاب لها الناقلون لأنها تخدم مصالحهم المالية وترضي زبائنهم.
فيما مضى، كانت المحطات تحمل أسماء الأحياء، ويتقيد بها الناقلون سواء بالقطاعيين العام أو الخاص، لأنها محطات رسمية، غير أن ما يحدث اليوم هو حالة من الفوضى، إذ قد تتوقف الحافلة في العديد من المحطات "المبتكرة"، وتحمل في أغلبها أسماء غريبة، على غرار محطة "الجبانة" التي حدثنا حولها الناقل في الخط الرابط بين بوزريعة وسيدي يوسف، حيث قال: "حقيقة هذه المحطة ليست رسمية، وبعد أن تعوّد عليها الناس تحولت إلى محطة رسمية يجبرنا المواطنون على التوقف فيها، وتسميتها مستمدة من المقبرة، فالعديد من الناس يحبذون النزول عند المقبرة لاختصار الطريق، ولأن هذه الأخيرة تقع بالقرب من مقر سكناهم، رغم أن المحطة التي يفترض أن نتوقف عندها ليست بالبعيدة عن المقبرة، نفس الشيء بالنسبة لمحطة "الحانوت"، إذ يرغب بعض الناس في النزول عند المحل فحولناها إلى محطة ثانوية نتوقف عندها تحت الطلب".
وإذا كانت بعض المحطات التي استحدثت بدافع الحاجة حسب بعض الناقلين الذين تحدثت إليهم "المساء"، فإن البعض الآخر،  رغم زوال ما كانت تسمى عليه، مثل محطة "التشينة" (البرتقال)،  "النخلة"، إذ لم يعد هناك لا برتقال ولا نخلة، ومع هذا فإن عامة الناس تعودوا على هذه التسمية وفرضوا على الناقلين مبدأ التوقف عند هذه الأخيرة التي تحولت، يقول ناقل آخر في الخط الرابط بين ابن عكنون والبريد المركزي إلى محطات رسمية خلقت فوضى في النقل، ويشرح؛ "نحن على مستوى النقل العمومي ‘إيتوزا’ عندما نشرع في العمل على مستوى خط معين، تقدم لنا المحطات التي ينبغي لنا أن نتوقف عندها، وعادة ما تحمل تسميات لأماكن أو هياكل، على غرار محطة "الجامعة"، لأنها تقع بالقرب من الجامعة، وهي عموما أسماء محترمة ومعروفة أو قد تكون أسماء تاريخية لأحياء قديمة، مثل محطة "هواء فرنسا"، غير أن ما يحدث اليوم هو انصياع الناقلين الخواص لرغبات المواطنين، فإذا كان مثلا منزله بالقرب من محل أو شجرة أو حتى قمامة يطلب منه التوقف في المكان الذي بالتكرار يتحول إلى محطة، فنسمع عن محطة "ليبنو" (عجلات السيارة) ومحطة "الكوشة" أو "الحفافة" والمؤسف في كل هذا أن مثل هذه المحطات تؤثر على حركة السير وتخلق فوضى.

محطة "الزبل" كادت تخلف ضحية

من جهته، روى لنا مواطن من سكان الأبيار قصة وقعت حول هذه المحطات غير الرسمية التي تحمل أسماء غريبة، على غرار محطة "الدروج" و"لاديال" وبعضها غير محترم، معبرا عن رفضه لمثل هذه الأسماء التي تعكس التخلف وغياب مظاهر التحضر، حيث  قال: "كنت في أحد الأيام مسافرا إلى بئر توتة، حيث استقلت الحافلة، وفي الطريق سئل أحد المسنين على مكان معين، فأشار إليه القابض على أنه يعرف المحطة التي ينزل فيها وطلب منه أن يتمهل، وعندما وصل إلى المحطة التي يفترض أن ينزل فيها، نادى عليه القابض؛ (أيا الزبل)، وأشار إليه فثارت ثائرة المواطن وصاح في وجه القابض الذي اعتقد أنه نعته (بالزبل) وأخرج سكينا صغيرا من جيبه وهمّ ينقض على القابض الذي سرعان ما تفطن وراح يشرح له أنه كان يقصد بأنه وصل إلى المحطة التي يفترض أن ينزل فيها، وتسمى بمحطة (الزبل) ببساطة، لأن فيها على مدار السنة كومات من النفايات، ويضيف: "مثل هذه التسميات تكشف عن  انحطاط المستوى" ويعلق: "أنا شخصيا لا أحبذ فكرة وجود مثل هذه المحطات العشوائية".

محطات التوقف بحاجة إلى إعادة هيكلة

عرضنا الانشغال الخاص باستحداث محطات عشوائية بأسماء غريبة على عبد القادر بوشريط، أمين وطني مكلف بالأعلام، ورئيس الاتحادية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع الذي أعرب بدوره عن أسفه عن الانتشار السريع لمحطات، ساهم كل من المواطن والناقل في ترسيمها بأسماء غريبة وبعضها غير محترم، حيث قال؛ "نحمّل المواطنين مسؤولية انتشار مثل هذه المحطات لأنهم هم من يطلبون من الناقلين التوقف عند النخلة أو الشجرة أو الزيتونة وغيرها، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، أعتقد أن ليس هناك دراسة حول تسميات المحطات وأن التسميات التي اعتدنا عليها قديمة، وبعضها لم يعد يخدم المواطن، ويضيف: "في اعتقادي، البلديات هي المسؤول الأول عن تسمية المحطات بالتنسيق مع وزارة النقل، إذ يفترض أن نجد عند كل محطة اسمها والاتجاهات التي يمكن عن طريق هذا الخط بلوغها، لكن ما يحدث اليوم حالة فوضى، وأغلب المحطات عشوائية وغير مصرح بها وكل مكان يوجد فيه تجمع سكاني أو عدد من الأشخاص يتحول إلى محطة باسم شعباوي، لا يوحي بأية دلالة،  فعوض تسميته، حتى وإن كان عشوائيا، باسم الحي مثلا، يتم اختيار أسماء لأشياء قد تختفي أو بأشياء لا معنى لها.
يقول رئيس الاتحادية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع؛ نقترح إعادة هيكلة محطات توقف وسائل النقل ويتم تحميل المواطن على احترام الأماكن التي ينبغي أن تتوقف عندها الحافلة لإيقاف الفوضى الحاصلة ووضع حد لهذه التسميات غير اللائقة.