توضيح الطريقة المثالية للنجاح في الحياة

الدخلاء يسيئون لمجال التنمية البشرية

الدخلاء يسيئون لمجال التنمية البشرية
الأستاذ في التنمية البشرية، نافع فيها خير نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 651
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أوضح الأستاذ في التنمية البشرية، نافع فيها خير، أن جميع الأمم تبنّت ثقافة التنمية البشرية، باعتبارها العملية التي توسع خيارات الناس، عن طريق توسعة القدرات البشرية للفرد في كافة مستويات التنمية، والقدرات التي يحتاجها الإنسان لتنمية قدراته وتطوير رفاهية نفسيته وتعلمه سبل التعايش وسط المجتمع، مشيرا إلى أن هذه الثقافة أصبح لها اليوم رواد في الجزائر لا يحترمون المنطق الذي تسير وفقه،  وهو تبني القاعدة المنصوح بها قبل إلقائها على الجمهور.

أصبح يعتمد على التنمية البشرية في طرق التعامل مع العديد من جوانب الحياة سواء في يومياتنا، علاقاتنا مع شريك الحياة، العلاقات الروحانية مع الطبيعة، فضلا عن جوانب أخرى، كتنمية التفكير اقتصاديا، تجاريا ومهنيا، في سبيل تسهيل تواصلنا مع المحيطين بنا وترك تأثير إيجابي، وتفادي التأثيرات الخارجية السلبية التي تنغّص راحتنا النفسية، وتنشأ بسببها مجموعة من المشاكل التي تتأزم في حالة غياب حل لها.

يقول الأستاذ "لقد حظيت الموارد البشرية باهتمام كبير من قِبل العديد من الجهات، مثل المنظمات الدولية من مختلف الحركات، الشركات الاقتصادية والتجارية والخدماتية، الإدارات والمؤسسات الحكومية منها والخاصة في العصر الراهن، وهذا دليل على الأهمية الكبرى التي تحظى بها التنمية البشرية في سبيل تطوير الفكر وتنميته بطريقة تجعل الفرد أكثر فعالية وأكثر إنتاجا وأكثر راحة نفسية".

أوضح نافع فيها خير، أن الدور المهم الذي تلعبه تلك المعرفة تبنّته مختلف الجهات، نظرا لتأثيرها الكبير ونجاحها، حيث تؤثّر على مستوى الإنتاج لديها، ومستقبل عملها واستقرار أوضاعها وديمومتها، ومن هنا جاء الاهتمام والعمل على التنمية البشرية التي تعد المورد الرئيسي لها.

على صعيد آخر، أوضح المتحدث، أن التنمية البشرية علم مكتسب من جهة، وموهبة فطرية من جهة أخرى، بمعنى آخر، لا يمكن للجميع أن يكون مدربا في التنمية البشرية نظرا لحساسية قواعدها، فهذا العلم عبارة عن مجموعة من الأساليب التي توضح للفرد الطريقة المثالية للنجاح في الحياة، إذ يعتبر مجمل القواعد المتوصل إليها من خلال العديد من الدراسات والأبحاث النفسية والاجتماعية، وتعطي مفتاح التحكم في مشاعرنا وسبل التأثير على مشاعر غيرنا بالإيجاب.

في هذا الصدد، قال المتحدث، إن بعض الأشخاص اليوم دخلوا هذا العالم وأتلفوا المعيار الذي يقوم عليه، وهو الإيمان بذلك، والمقصود بهذا، يضيف نافع فيها خير، أن دور المدرب في التنمية البشرية يتمثّل في تدريب مجموعة من الأشخاص الراغبين في ذلك، حول كيفية التعامل مع مشكل معين أو وضعية معينة، أو توضيح طرق النجاح وتفادي سبل الفشل وغير ذلك، بالتالي على المدرب أن يؤمن بتلك القواعد وليس إلقاءها على مجموعة من الأشخاص دون قناعة، إذ تكون القناعة هنا بممارسة نفس السلوكيات التي ينصح بها.

أشار المتحدث إلى أن تطفّل هذا النوع من المدربين غير المحترفين في التنمية البشرية على هذا العالم، بسبب الأموال التي تدرها الدورات التدريبية، جعل الرواد يفضلون جعل تلك العلوم سرية نوعا ما، حيث تتم تلك الحصص بين فرقة محددة تدفع مسبقا ثمن تلك الخدمة، حتى أن هناك قواعد لا تحمل مطلقا على الأنترنت حتى يبقى رواد هذا العلم يتحكمون فيها دون منازع.

على هذا الأساس، يقول المتحدث، دخل البعض عالم التنمية البشرية دون قناعة حقيقية، مما يؤدي إلى بروز مدربين لا يطبقون القواعد التي يحاولون جعل المجتمع يؤمن بها، وهو ما يتنافى مع مبادئ هذه الثقافة.