تزامنا وانطلاق حملة التوعية حول "القاتل الصامت"

الخوف يدفع العائلات البليدية لصيانة مدافئها وتركيب الكاشف

الخوف يدفع العائلات البليدية لصيانة مدافئها وتركيب الكاشف
  • 566
رشيدة بلال رشيدة بلال

دفع الخوف من الحوادث التي تتسبب فيها التسريبات الناجمة عن بعض الأعطاب الخفية للمدافئ، تزامنا و الانخفاض في درجات الحرارة المسجل بالعائلات البليدية، إلى الشروع  في البحث عن مرصص جيد لصيانة مختلف أجهزة التدفئة الموجودة في المنزل، بينما سعى آخرون إلى تغيير الأجهزة بأخرى تحتوي على أجهزة الإنذار، وهو ما يُعد نوعا من الوعي حول خطر الاختناقات بالغازات المحترقة المتسربة عن الأجهزة المشتغلة بمادة الغاز.

أطلقت مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، منذ أكتوبر المنصرم، تنفيذا لتعليمات المديرية العامة للحماية المدنية، حملة واسعة للتوعية من مخاطر الاختناقات بالغازات المحترقة، ومن خطر الفيضانات بالنسبة للعائلات القاطنة بالقرب من الأودية؛ حيث مست الحملة المؤسسات التربوية، والمعاهد، والإقامات الجامعية، والساحات العمومية، والمساجد؛ من خلال تقديم نصائح وتوجيهات، وكذا بعض الإسعافات الأولية الواجب القيام بها في حال وقوع الحوادث، للمساهمة في إنقاذ الأرواح؛ في مبادرة تهدف إلى ترسيخ الثقافة الوقائية في مختلف شرائح المجتمع للحد من حوادث الاختناقات، التي تحولت إلى ظاهرة خطيرة تحصد   عائلات بأكملها.

وتشير آخر الإحصائيات، حسب مصالح الحماية المدنية، إلى تسجيل خلال عشرة أشهر الأولى من سنة 2023، 105 وفاة، و2000 شخص اختنقوا؛ مما تطلّب تدخّل وحدات الحماية المدنية لإسعافهم وتوجيههم إلى المصالح الاستشفائية.

تركيب الكواشف مرجعه الخوف من الاختناق

حاولت "المساء" من خلال الاحتكاك  ببعض المواطنين، جس نبض بعض العائلات حول ما إذا كان هناك وعي بأهمية صيانة أجهزة التدفئة؛ تحسبا لموسم الشتاء.

وأجمع المستجوَبون على الشروع منذ دخول شهر أكتوبر المنصرم، في صيانة أجهزة التدفئة بالتواصل مع المرصصين، خاصة أن أجهزة التدفئة، حسبهم، أصبحت تقتل عائلات بأكملها؛ بسبب التسربات التي يصعب عليهم اكتشافها إلا بعد وقوع كوارث. وعلى حد قول مواطنة خمسينية، فإن الخوف من حوادث الاختناق دفعها إلى الحرص على ضرورة صيانة تدفئتها التي تعمل بالغاز، معلقة بأنها تتطلع أيضا، لتركيب كاشف الغاز، الذي أصبح أكثر من ضروري لتأمين الحماية من القاتل الصامت، بينما علّق مواطن آخر بأن صيانة أجهزة التدفئة يجب أن يقوم بها مختص، وأن عمله يقتصر على تنظيفها فقط، ويتم إيكال مهمة صيانتها والتأكد من خلوها من التسريبات، لمختصين، مشيرا في السياق، إلى أنه يتطلع لتركيب كاشف الغاز؛ حتى يطمئن كليا؛ لأنه بات لا يثق مطلقا في غاز أحادي أكسيد الكربون الذي يصعب اكتشافه.

ماذا عن محلات بيع أجهزة التدفئة؟

قال بائع أجهزة التدفئة ببلدية العفرون بأن محلات بيع أجهزة التدفئة خلال هذه الفترة التي تتزامن وتسجيل انخفاض في درجات الحرارة، تشهد حركة؛ بعضهم يأتي للسؤال حول الأسعار والأنواع الجديدة المتوفرة، وبعضهم الآخر يرغبون في تغيير أجهزتهم، والبحث عن تلك المزوّدة بالكاشف، والتي أصبحت مطلوبة جدا، مشيرا في السياق، إلى أن الإقبال على الأجهزة يختلف حسب القدرة الشرائية، فالبعض يرغب في الأجهزة التي تعمل بالغاز؛ لأنها أقل ثمنا مقارنة بالأجهزة التي تعمل بالكهرباء. وعلى العموم، فإن الأجهزة التي تعمل بالغاز هي الأكثر طلبا.

وفي السياق، أوضح التاجر أن أهم نصيحة يقدمها للمواطنين الراغبين في الشراء والتي تدخل في إطار المساهمة في التوعية من حوادث الاختناق بالغاز، هي لفت انتباه المستهلك إلى وجوب اقتناء تلك التي تحتوي على أجهزة الإنذار؛ لمزيد من الحماية.

وردّا على سؤالنا عن درجة الوعي بخطورة بعض أجهزة التدفئة، أشار المتحدث إلى أنه على الرغم من وجود نوع من الوعي حول أهمية اقتناء المدفآت المزودة بأجهزة الإنذار، غير أن البعض لا سيما ربات البيوت، مازالوا بحاجة لمزيد من التوعية في مسألة اختيار الأجهزة؛ لكون البعض لايزال يبحث عن الأجهزة التي لا تحتوي على أنابيب إخراج الغاز المحترق من الباب الجمالي رغم أن مديرية التجارة منعتها. ويختم بالقول: "إن صيانة أجهزة التدفئة أو شراء الأصلح منها أو تركيب الكاشف، تظل مسؤولية يتحملها أرباب الأسر؛ لذا ينبغي أن يتحلوا بالكثير من الوعي، لا سيما أن الغاز أصبح يفتك بعائلات بأكملها في غفلة منهم! ".