مريم شيكيرو منسقة المشاريع بجمعية سيدرا:

الخوف من الفشل وراء عزوف المرأة عن المقاولاتية

الخوف من الفشل وراء عزوف المرأة عن المقاولاتية
  • القراءات: 1721
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أشارت مريم شيكيرو، منسقة المشاريع لدى جمعية سيدرا، إلى أهمية تشجيع المرأة وجعلها جزءا من تسيير مشاريعها الخاصة، باعتبارها عنصرا فعالا في تحريك عجلة التنمية، مبرزة أن المشكل الحقيقي وراء عزوف المرأة عن إقامة مشاريعها الخاصة هو «الخوف من الفشل»، على عكس الرجل الذي يتميز بالعزم القوي والتحدي رغم «تهديدات الفشل».

تُعتبر المرأة عنصرا فعالا في تطوير الاقتصاد الوطني، ففعاليتها خارج الإطار التقليدي المعروفة به، أصبحت واضحة جدا لما هي قادرة على تقديمه في مختلف المجالات، خاصة بعد ولوجها عالم المقاولاتية، فبالرغم من ضآلة نسبة مشاركتها في الأعمال المقاولاتية وإدارة الأعمال مقارنة بالرجال، إلا أن أرقام السنوات الأخيرة تشير إلى قفزة نوعية في مساهمتها في عدد من المجالات المقاولاتية المتميزة، ورغبة أخريات في الالتحاق بعالم إدارة الأعمال.

وأوضحت المتحدثة ومسؤولة برنامج المشاريع الخاصة بالمرأة الجزائرية التي سطرتها الجمعية، أن هذا المشروع يهدف إلى استمالة العنصر النسوي في إدارة مشاريع خاصة، وذلك بتطوير أفكار تتعلق بمشاريع مختلقة في ميادين متنوعة.

وأكدت مريم شيكيرو أن تكوين وإعلام المرأة قبل إدماجها في عالم المقاولاتية أمران ضروريان، لأن إدارة مشروع خاص بدون سنوات تجربة ليس بالأمر الهيّن؛ فذلك الطريق المهني حافل بالتحديات والصعاب التي قد تحكم على مشروع جديد بالفشل الحتمي.

ولقد أثبتت الأرقام التي تحصيها الجزائر أن وجود المرأة في مجال المقاولاتية ضعيف جدا مقارنة بالرجل، وهذا يعكس مدى خوف المرأة من البروز في عالم الأعمال من خلال «رهان» رأسمال وترقب نجاح أو فشل المشروع. فالتكوين، حسب منسقة المشروع، يتم في كل من قواعد المقاولاتية، تسيير الأعمال، إدارة المشاريع والتسويق، الاتصال، التعامل مع الزبون، وكذا تطوير الذات، وكلها مجالات يحتاج «الحامل للمشروع» إلى معرفتها لتقليص نسبة فشل المشروع.  

وقالت المتحدثة إن إطلاق مشروع «مرآة حاملة للمشروع» كشف عن مدى إرادة المرأة «الحديثة» في إدارة مشروعها الخاص، حيث وصل عدد الراغبات في الالتحاق بهذا البرنامج بعدما أطلقته الجمعية خلال ثلاثة أيام في كل من ولاية بومرداس، تيبازة، البليدة والعاصمة، إلى ما يعادل 400 امرأة حاملة لفكرة وراغبة في إدارة مشروعها الخاص، وهذا العدد ضخم مقارنة بالفترة الوجيزة التي تم خلالها الاستفتاء الذي تم عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لإدماج هؤلاء في برنامج يساعدهم في تطوير كفاءات خاصة تساعدهم في الحياة المهنية. وإن تطوير الذات واكتساب الثقة في النفس مكسبان مهمّان لا بد من نقلهما للمرأة الحاملة لمشروع معيَّن في مجال محدد، تضيف المتحدثة، لأن المرأة عادة ما تعزف عن إقامة مشروعها الخاص؛ خوفا من فشلها في تسييره أو إدارته، وخوفا من خسارة أموال قامت باستثمارها لإنجاحه، كل هذا يستدعي أخذ جانب تطوير الثقة بالنفس بعين الاعتبار، لأن المرأة التي تتمتع بذلك قادرة على رفع العديد من التحديات، ومواجهة صعاب مهما كانت حدتها، وكذا تطوير مهارات للخروج من مختلف الأزمات التي تعيق طريق نجاحها.

وتضيف مريم شيكيرو أن تسطير هذا النوع من البرامج يرمي إلى خلق همزة وصل بين المرأة الراغبة في إنشاء مشروع خاص والهيئات الأخرى الخاصة بدعم تلك المشاريع  والأجهزة الداعمة لطموحات شباب تخرجوا من جامعات ومعاهد ومراكز تكوين بأفكار استثمارية، كالصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب وغيرها من الهيئات التي تساعدها في ولوج مختلف الميادين الاستثمارية، التي كانت في وقت غير بعيد حكرا على الرجال، خلّفت اليوم منافسة قوية لا يميزها الرجل أو المرأة وإنما الكفاءة والإبداع.