عبد القادر مصفن خبير نفساني لـ "المساء":

الخلل في التربية النفسية وراء تعاطي "الإكستازي"

الخلل في التربية النفسية وراء تعاطي "الإكستازي"
  • القراءات: 605
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
يرى الخبير النفساني عبد القادر مصفن أن مخدر "النشوة" أو ما يُعرف بـ "الإكستازي" كغيره من المخدرات، يوهم الفرد بالحرية، حيث تسقط خلال تعاطيه مختلف حواجز "الحشمة"، ويحصل على طاقة زائدة تغذّي الإثارة والشعور بالاستقلال في العلاقات مع الآخرين لم يعرفها سابقا.
الحرية النفسية مرتبطة بالقيم يقول الخبير النفساني، هذه الأخيرة تُكتسب داخل الأسرة وتلقَّن في المؤسسات التربوية، غير أن الإشكال الذي يُطرح اليوم يتمثل في عدم شعور عدد كبير من الأفراد بهذه الحرية؛ ربما لعدم تعليمهم كيف يمارسونها، أو لأنهم لم يتعلموها كما يجب؛ الأمر الذي يقودهم إلى البحث عن كيفية تحصيلها وممارستها بوسائل أخرى.
ويحمّل محدثنا مسؤولية العناية بالتربية النفسية الأم أوّلا، وإخلاص الأستاذ، ثم المرجعية أخيرا. وأوضح أن كل نقطة من هذه النقاط لها دور معيَّن في تلقين قيم محددة للفرد، فإذا كان الطفل مشبّعا عاطفيا وتم حقنه بقيم متينة يكون من الصعب تخلّيه عن مبادئه. وفي المقابل، إذا تراجع أحد الأطراف التربوية في تأدية واجبه التعليمي سوف يُحدث خللا في التربية النفسية لدى الفرد، لتجعله لقمة سهلة لكل أشكال الانحراف.
ويرى الخبير النفساني أن مختلف المخدرات مهما كان نوعها هي وسيلة للهروب من الواقع المعيش، فالمتعاطي يقبل على المخدرات يوميا لتفادي التفكير في حقيقة وجوده وتحدي صعوبات حياته، فيبحث عن وسيلة تجعله يتناسى لبعض الساعات، مشكلا معيَّنا كان يتخبط فيه، وقد يكون هذا المشكل ناجما عن ضعف الثقة في النفس أو في الشخصية.
ويتعمد بعض المراهقين القيام ببعض المحظورات للانتماء إلى مجموعة منحرفة، وهذا راجع، حسب المتحدث، إلى عدم الانتماء العائلي، فيبحث بذلك الشباب عن محبة "نسبية" خارجية لم يجدوها داخل الأسرة أو البيت، لتصبح تلك الجماعة بمثابة العائلة. وقد كانت هذه الظاهرة منتشرة في جنوب أمريكا، لتمس اليوم شبابنا، وبحكم أن الانتماء حاجة بيولوجية فيبحث المراهق عن وسيلة تدمجه مع مجموعة منحرفة، تشترط عليه أن يتحلى بنفس صفات أعضائها ومبادئها. ويضيف: "بعدما أصبح الإنسان يقدّر بقيم مادية بدل القيم الإنسانية حدث نوع من الاختلال يسمى (أزمة القيم)، وهذا ما يفسر إقبال امرأة مثقفة على تكوين أسرة مع رجل منحرف وله ثروة مادية مع تهميش المبادئ الخلقية والإنسانية، وهو الأمر الذي خلق الخلل في المجتمع، وجعل فئة من الرجال والنساء على السواء، لا يتحرجون من القيام ببعض المحظورات، مثل تعاطي المخدرات".