كريم سيغيلاني مدرس فنون الطبخ:

الخجل أبقى بعض المواهب الشابة مخفية

الخجل أبقى بعض المواهب الشابة مخفية
كريم سيغيلاني مدرس فنون الطبخ
  • القراءات: 509
❊   رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

اتجه الاهتمام في السنوات الأخيرة بالجزائر، إلى تسليط الضوء على المواهب الشابة في مجال الطبخ، بهدف مساعدتها على الاحتراف وتمثيل الجزائر في المسابقات الدولية والعالمية، خاصة أن هذا العالم أصبح يستهوي عددا كبيرا من الجنسين، حسب الشيف كريم سيغيلاني، مدرس فنون الطبخ، على هامش إشرافه مؤخرا، على مسابقة مست عددا من المبتدئين والمحترفين. التقته المساء في صالون الشكولاطة، وعن مدى اهتمام الطهاة بالطبخ الجزائري، كان هذا اللقاء.    

أوضح الشيف سيغيلاني، في بداية حديثه مع المساء، أن الجزائر تملك العديد من المواهب الشابة في مجال الطبخ، سواء تعلق الأمر بما هو تقليدي أو عصري، وفي السنوات الأخيرة، أصبح هناك اهتمام حتى بالطبخ العالمي، غير أن الإشكال الذي يحول دون تمكن بعض الموهوبين من مواصلة المشوار وتمثيل الجزائر في بعض المسابقات، هو الشعور بالخجل، ويقول الأمر الذي نحاول أن نزيحه من خلال الدفع بهم إلى المشاركة في بعض المسابقات المحلية والوطنية، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الفئات التي نلمس موهوبتها في الطبخ، وبإمكانها الذهاب بعيدا، مشيرا إلى أن تجربته التي تزيد عن 21 سنة في مجال الطبخ، جعلته يوقن أن الرغبة في إثبات الذات تبدأ بالثقة في النفس، حتى وإن تعلق الأمر بالطبخ والشعور بالخجل، من شأنه أن يبقي الشخص دائما في الظل.

من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن الاهتمام بعالم الطبخ والطهاة انتعش في الجزائر، بعد الانفتاح الإعلامي وانتشار القنوات الخاصة التي كان لها الفضل الكبير في تنمية الثقافة الجزائرية في مجال الطبخ، بعدما كانت منغلقة، حيث تم الكشف، بفضل الطهاة، عن بعض الوصفات التي أصبحت منسية، حيث أُعيد إحياؤها لحمايتها من الاندثار، خاصة أنها تعتبر جزءا من تراثنا، مشيرا إلى أن ثقافة فن الطبخ تعرف انتعاشا في السنوات الأخيرة، ويقول يبقى العمل على تأطيرها من خلال توجيه المهتمين بهذا العالم، إلى عدم الاكتفاء بالموهبة والالتحاق بالمدارس لتعلم فن الطبخ على أصوله، ومن ثمة مزاوجته بالموهبة لصنع التمييز والانفراد، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في المسابقات”.

الطبخ الجزائري، حسب محدثنا، عالم واسع وغني، ومن يقرر الإبحار فيه لابد أن يختار مجالا ويقرر البحث فيه، ليعطيه حقه، مثل البحث في أنواع الكسكسي، ويعلق لكن قبل كل هذا، لابد أولا على من يحملون صفة الشيف أن يتحدوا ويعملوا معا، في إطار منظم، من أجل الرقي بالطبخ الجزائري، كإنشاء نواد، على غرار النادي الجزائري للحلويات الذي يجمع عددا من الطهاة المختصين في الحلويات، وجمعية فنون الطبخ التي ينتظر أن تشرع في العمل مع المختصين في المجال، مشيرا إلى أن السر في النجاح أيضا والحفاظ على الطبخ من الاندثار، هو تبادل الوصفات بين الطهاة المحترفين والمبتدئين، لافتا إلى أنه من الذين لا يعترفون بسر المهنة، بل على العكس، مع فكرة وجوب نقل كل أسرار الطبخ للراغبين في التعلم، ولعل هذا هو السر في نجاح بعض الدول، على غرار المغرب التي أصبحت تحتل المراتب الأولى على مستوى الدول الإفريقية في مجال الطبخ.

الطبخ الجزائري، ورغم ثرائه وغناه وتنوعه، لا زال غير معروف وبحاجة إلى البحث فيه من طرف المهتمين بهذا العالم، وبالمناسبة، يقترح محدثنا أن تتكفل وزارة الثقافة أو السياحة أو حتى بعض القنوات الخاصة المهتمة بالطبخ، بدعم الطهاة، ليتسنى لهم البحث في الطبخ الجزائري، من جهة، ومن جهة أخرى، يحتاج أيضا الطاهي إلى أن يزور بعض البلدان من أجل التعريف بما تزخر به الجزائر، من خلال دعمه للمشاركة في مختلف المسابقات وحتى التكوينات، كل هذا من شأنه أن يوصل الطبخ الجزائري إلى العالمية، حتى لا يظل طبق الكسكسي وحده المعروف، لأن بعض الأطباق الأخرى أيضا تستحق التعريف بها.